الرئيسية  /  تحقيقات

رصاصة الفيس بوك.. كيف يستخدمها شبابنا؟!


تبتسم حين تسمع تندر أحدهم بطرفة تقول الرئيس المصري تنحى بعد أن أطلقت عليه رصاصة من "الفيس بوك"، وبعيدا عن السياسة، وبصرف النظر عن العوامل والأسباب الأخرى للتغيرات السياسية والاجتماعية الطارئة في العالم العربي، وواقع ما حدث في دول الثورات، فلموقع تواصل اجتماعي مثل "الفيس بوك" دور لا يمكن إنكار تأثيره، ولا إغفال وجوده بحال من الأحوال.
والسؤال الأهم الذي يلي الابتسامة نضعه كإشارة استفهام باحثين فيها عن طرق وآليات استخدام موقع التواصل الاجتماعي هذا في مجتمعنا، وتحديدا بالنسبة لفئة الشباب الفئة الأكثر استخداما لشبكة الانترنت ومحتواها، فنادرا ما تسمع عن مستخدم للانترنت ليس لديه بريد الكتروني يرافقه حساب على صفحات موقع face book.

مركز حضور متقدم حققه هذا الموقع عالميا ومحليا.. فبحسب مؤشر "أليكسا" الموقع الذي يقدم إحصائيات ومؤشرات عن ترتيب المواقع محليا وعالميا يحتل الفيس بوك المركز الثاني عالميا.
وفي وقت سابق وبحسب المؤشر نفسه "موقع أليكسا" انتزع "الفيس بوك" مركز الصدارة من محرك البحث العالمي غوغل، وهو ما يعني أن مستخدم الانترنت العالمي يسجل ساعات دخول على هذا الموقع يفوق ما يتم تسجيله من ساعات الدخول لمحرك البحث غوغل، الذي غالبا ما يكون صفحة بدء لدى كثير من المستخدمين، والذي يندر لأي مستخدم أن يتجاوزه في عمليات البحث عن معلومات وبيانات على الشبكة.
أما محليا وبحسب المؤشر مجددا تقدم ترتيب "فيس بوك" في الأيام الأخيرة لصدارة المركز الثاني بعد محرك البحث غوغل، وهو ما يشير بوضوح إلى نتيجة تتفق مع الاستخدام العالمي لهذا الموقع.

وتُظهر عينات البحث المُمتزَجَة آراءهم من فئات الشباب (الفئة الأكثر استخداما للانترنت عموما، ولمواقع التواصل الاجتماعي خصوصا) في هذا التقرير استخدامات متباينة ومختلفة لهذا الموقع.
إذ يقتصر استخدام سامر (25 عاما) للـ "فيس بوك" على مشاركة بعض الصو ر والملفات، وكتابة التعليقات المتبادلة مع أصدقائه، في حين يتجاوز عمار (22 عاما) هذا الاستخدام الذي يعتبره تقليديا على اعتباره ينضم ويشارك في مجموعات نقاش مختلفة منها المحلي، ومنها العربي، ومنها الأجنبي، ويتيح له هذا التواصل قدرة لإبداء آرائه في مواضيع كثيرة مختلفة الجوانب منها الاجتماعي، ومنها المحرم أو ما يسميه خطوطا حمرا كالديني، والسياسي، وغيرها، ويقول إنه يرى في هذه الطريقة متنفساً وطريقة للتعبير ومكاناً يمكن لصوته أن يصل فيه وأن يعبر بحرية.
أما "عبير" (19عاما) المستخدمة الجديدة للـ "فيس بوك" تقول إنها أنشأت حسابا على صفحات الفيس بوك بعد أن أصبح الموقع متاحا، وممكنا في الاستخدام دون اللجوء إلى متاهات البروكسي، وطرق التحايل في التغلب على الحجب، وتقول إنها لم تتعرف على تفاصيل الموقع، والخدمات التي يقدمها حتى الآن بشكل كامل لكنها أضافت عددا من أصدقائها ممن يمتلكون حسابات وشجعوها على ذلك.
ويشترك في الرأي معها أحمد (20عاما) الذي أنشأ حسابا جديداً على صفحات "الفيس بوك" ويضيف بالقول: من الأسباب الأخرى الفضول والتقليد الاجتماعي فأن يكون لك صفحة على هذا الموقع أمر أصبح من شبه المتفق عليه بين هذه الفئة، وبعد أن انتشر الموقع هذا الانتشار المطرد في الآونة الأخيرة، ويوضح: أيضا من باب أن كل أصدقائي لديهم صفحة شخصية على هذا الموقع فلماذا أختلف عنهم - وعلى حد وصفه - (ماحدا أحسن من حدا).
ويبدو أن لفئات أخرى من الشباب حماسا أقل لموقع التواصل الاجتماعي هذا، فمع أن مهند (30 عاما) لديه صفحة خاصة على الموقع إلا أن دخوله إليها يكون في أوقات متقطعة، وفقط لرؤية الجديد الذي كتب أو ما تمت مشاركته بين أعضاء المجموعة التي ينتمي إليها دون المشاركة أو التفاعل مع المضمون إلا نادرا.
من جهة أخرى تبدي مجموعات أخرى من الشباب عدم اهتمامها بالسيط الذائع لموقع التواصل هذا حيث يفسرون الأمر بضيق أوقاتهم، ووجود نشاط اجتماعي واقعي لديهم، وإمكانية التواصل بطرق أخرى أكثر سرعة هي برامج الدردشة المتوفرة على هواتفهم النقالة.

ويقدم المهندس (عماد مهايني) مؤسس شبكة المعلوماتيين الشباب رؤية تنسجم مع الانتشار الواسع لموقع فيس بوك خاصة في الآونة الأخيرة إذ يقول: "الاستخدام الصحيح الواعي دون الحجب هو ما يمكن أن يتم العمل على تقديمه للشباب السوري في استخدام موقع تواصل اجتماعي كهذا، وعندئذ يمكن أن تطلق لهم الحرية دون خوف في خوض هذا العالم الذي ترك بصماته الواضحة في كثير من الأحداث مؤخرا.
ويكمل: مشاركة المعلومات والنقاش بين مجموعات مختلفة في مواضيع عدة تختلف باختلاف الاهتمامات أمر أصبح ممكنا مع موقع كـ "فيس بوك"، ويوفر الوقت والجهد وعناء البحث على متتبع هذه المعلومات فنشر أي معلومة تتصل باهتمامات باقي الأعضاء تمكن أي مشترك آخر من الاطلاع عليها ومشاركتها دون الحاجة إلى تبادلها وإرسالها في البريد الالكتروني كما كان سابقا أو تصميم لنشر هذه المعلومات فيه.

تقارير وآراء كثيرة تحدثت عن الفيس بوك وعن دوره المتنامي - ليس في التواصل الاجتماعي فقط - بل في قدرة مستخدميه على إعادة إخراج ما أدخل إليه من الواقع بعد أن أعيدت صياغته مجددا على صفحاته فخرج منها لكن ليس كما دخل.
لكن الثابت أن البناء الصحيح للشباب المقبل في طرق الاستخدام، وأشكاله وحده سيحدد وجهة الرصاصة التي يمكن أن تصوب عن طريقه سواء في نقل الواقع إلى هذه الصفحات أو في إخراجه منها.
محمد محمود









Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=10954