الرئيسية  /  كتاب وآراء

ملف المعابر بين الاستغلال السياسي والكارثة الإنسانية .. حقائق ومعلومات .. بقلم حسين مرتضى


دام برس : ملف المعابر بين الاستغلال السياسي والكارثة الإنسانية .. حقائق ومعلومات .. بقلم حسين مرتضى
كتب حسين مرتضى .. تعددت أوجه الحروب في سورية طيلت سنوات الحرب فبينما كانت المجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة والممولة من عدد من الدول الغربية والإقليمية تحاول السيطرة على المدن السورية كانت هناك حروب ميدانية ذات أبعاد سياسية كان أبرزها حرب السيطرة على المطارات حيث قامت المجموعات الإرهابية بإستهداف المطارات المدنية والعسكرية لإيقاف حركة الطيران انتقالاً إلى حرب النفط والتي تمثلت في احتلال عدد من حقول النفط والغاز إضافة لتدمير البنى التحتية بشكل ممنهج مروراً بحرب اللجوء والمخيمات والتي بدأتها دول العدوان منذ اليوم الأول للحرب في سورية عبر إنشاء مخيمات قرب المناطق الحدودية ليتم استثمار تلك المخيمات في المحافل الدولية عبر الضغط على الحكومة السورية لتقديم تنازلات سياسية تحت وطأة الوضع الإنساني إلا أن القيادة السورية واجهت تلك الحرب عبر عملية مصالحة وطنية رافقتها العديد من مراسيم العفو الرئاسية إضافة للعمل مع الدول الصديقة لدعم عودة اللاجئين. ومن بين الحروب الأكثر خطورة على الساحة السورية تأتي حرب المعابر والتي بدأت منذ عدة سنوات عندما تمركزت المجموعات الإرهابية المسلحة في مناطق حدودية في محاولة لإيجاد بؤرة إرهابية تفاوضية تستغلها الدول المعادية لسورية ضمن برامجها السياسية الداخلية والخارجية. ومنذ بداية ظهور تلك المناطق تحدثت الدولة السورية عن قضية المعابر وهي المناطق التي تربط بين مناطق تواجد المجموعات الإرهابية المسلحة والمناطق التي تتبع لسلطة الدولة الشرعية. الدولة السورية أكدت بأنه من غير المسموح به وجود معابر خارج إطار الدولة بما فيها وجود معابر غير شرعية ولطالما كانت قضية المعابر قضية شائكة تحاول دول التآمر استثمارها سياسياً بطابع إنساني. اليوم عادت قضية المعابر إلى الواجهة مجدداً بعد الزلزال المدمر الذي أصاب المناطق التابعة للسلطة الشرعية السورية والمناطق الخاضعة لسيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة وفيما قدمت الحكومة السورية الدعم للمناطق التابعة لها بدأت المجموعات الإرهابية المسلحة وبتوجيه من الإدارة الأمريكية لإستثمار مشهد الزلزال في بازار سياسي تم من خلاله ممارسة مختلف أنواع التضليل الإعلامي عبر تضخيم أرقام الخسائر وإظهار تلك المنلطق بأنها مدمرة بشكل كامل وبالتالي المطالبة بتدخل دولي بعيداً عن موافقة الدولة السورية والتي عرضت منذ اليوم الأول إدخال قوافل المساعدات عبر منظمة الصليب الأحمر الدولية ومنظمة الهلال الأحمر السوري الأمر الذي رفضته المجموعات الإرهابية المسلحة. إن الهدف اليوم يتمثل بعزل المناطق الخاضعة لسيطرت المجموعات الإرهابية المسلحة بشكل كامل عن الجغرافية السورية واتخاذ قرار غربي بدعم تلك المناطق وبالتالي الاعتراف بها كمناطق حكم ذاتي الأمر الذي يتنافى مع الثوابت الوطنية السورية وأهما قضية السيادة. ومن خلال متابعة للمشهد في المنطقة الشمالية نجد بأن المعابر كالآتي: أولاً: معبر باب الهوى، وهو المعبر الشرعي الذي أقره مجلس الامن كبوابة لنقل المساعدات الانسانية إلى مناطق المسلحين. ثانياً: معبر الراعي. ثالثاً: معبر باب السلامة. ومع انتشار قضية المعابر والآلية التي سيتم اعتمادها في إدخال المساعدات الإنسانية أعلنت المجموعات الإرهابية المسلحة على مختلف مسمياتها استياءها من هذه الطريقة في اخراج القرار. ولتبدأ جولة جديدة من الكذب السياسي واستثمار الوضع الكارثي لتحقيق مآرب سياسية هدفها ترسيخ وجود المجموعات الإرهابية في تلك المناطق تحت مظلة دولية عنوانها المتاجرة بالوضع الإنساني.
Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=109020