الرئيسية  /  دراسات وأبحاث

لماذا لم يمض الغرب قدماً في اتهام روسيا بالوقوف وراء صاروخي بولندا ؟


دام برس : لماذا لم يمض الغرب قدماً في اتهام روسيا بالوقوف وراء صاروخي بولندا ؟

دام برس :

تحدث خبراء مصريون عن الأسباب التي دفعت دول الغرب إلى عدم المضي قدما في اتهام روسيا بالوقوف وراء الصاروخين اللذين سقطا في بولندا.
أستاذ التاريخ والقيادي السابق بالحزب الناصري أحمد الصاوي وفي حديث لـ RT قال: أغلب الظن أنه كان هناك تفكير في استخدام الزعم بسقوط صاروخين في أراضي بولندا كذريعة لحشد تجييش دعائي وإعلامي ضد روسيا.
وأضاف: الغرض من هذا التجييش الإفصاح عن تأهب الناتو للانخراط في الصراع بشكل مباشر وأن دوله لديها ما يكفي من العزم لفعل ذلك.

وأردف بالقول بدا واضحا أن الأطراف التابعة للولايات المتحدة الأمريكية داخل الناتو قد أوغلت في حماسها ورفعت من لهجة التحدي وخاصة الثلاثي بولندا ولاتفيا واستونيا ومعهم أوكرانيا بالطبع.

الملفت للنظر بحسب الصاوي درجات التحفظ التي أبدتها واشنطن وبدرجة أقل برلين على أنباء وارسو بشأن الصاروخين المزعومين وبينما أمسكت باريس العصا من ثلثها الأخير القريب من بولندا تخلت لندن عن عادتها في حمل الحطب إلى مثل تلك الأحداث.

مجمل هذه الظواهر التي توجت بالإعلان عن أن روسيا لا علاقة لها بحطام الصاروخ الذي سقط داخل بولندا والتراجع المذل لكل من وارسو وكييف عن الأكاذيب التي تم ترديدها بحماس مأفون.
واستطرد: مجمل هذه الظواهر يشير إلى تقييم أطلسي وأوروبي واقعي لحقيقة الأوضاع في ميدان القتال.
فمن ناحية لم تعد القوات الأوكرانية بقادرة على الاستمرار في القتال بالزخم الملائم ولن يكون باستطاعة خطط تدريب قوات أوكرانية في دول الناتو تعويض خسائرها البشرية فضلا عن أن ضخ الأسلحة من دول الناتو قد وصل إلى منتهاه فعليا ليس فقط نتيجة للضربات الصاروخية الروسية والتفوق الميداني الساحق للعتاد الروسي بأجياله الأقل حداثة ولكن أيضا لنفاذ مخزون العتاد والذخائر لدى دول الأطلسي حتى بات عليها أن تبحث عن ذخائر وتوريدات لدى حلفاء خارج القارة العجوز مثل كوريا الجنوبية.

بالاختصار، أدركت أوروبا والناتو أن الوقت ليس ملائما بالمرة للدخول في الصراع مع روسيا بشكل مباشر، فالعتاد والذخائر الجاهزة للاستخدام ليس كافيا، لاسيما إذا ما لجأت روسيا لاستخدام الأجيال الجديدة في ترسانتها العسكرية، وترافق فصل الشتاء مع استهلاك مفرط للطاقة حال نشوب مواجهة عسكرية واسعة النطاق مع روسيا.

قد يكون لدى الناتو تفكير في تهدئة الأوضاع والدخول في هدنة دون اتفاق انتظارا لمرور فصل الشتاء واستعادة مخزونات الترسانة الأطلسية التي استنزفت سريعا في أوكرانيا.

لكن مضي موسكو في تنفيذ خططها العسكرية والزيادة المرتقبة في أعداد القوات وزخمها النيراني بعد استدعاء جزئي للاحتياط قد يدفع دول الناتو إلى البحث عن سبل للتفاوض بين كييف وموسكو.
من جانبه قال الخبير في الشأن الروسي نبيل رشوان لـ RT إن الغرب لم يتراجع في واقع الأمر فيبدو فعلا أن هناك صواريخ  S 300هي صواريخ روسيه موجودة لدى أوكرانيا، وأضاف: بالمناسبة الصواريخ S300 ذات مرة قامت بضرب طائرة ركاب روسيه فوق البحر الأسود في أثناء فترة حكم الرئيس كوتشما.

وأردف بالقول من وجهة نظري أن الغرب يريد أن يتلاعب  بطريقه أخرى يريد أن يلبس روسيا ضرب بولندا، وبولندا من الناتو ولكننا لا نتدخل ونحتفظ لنفسنا بحق الرد بطرق أخرى وذلك عن طريق تزويد أوكرانيا بأسلحة نوعية معينة، وإرسال وسائل دفاع جوي متطورة جدا إلى أوكرانيا بشكل كثيف جدا ولذلك هم استغلوا مسألة الصاروخين اللذين سقطا أو اللذين أطلقا أو اللذين أطلقتهما أوكرانيا، ولم يصيبا أي أهداف لا عسكرية ولا أي شيء، أما بمسألة أن الناتو يدخل حربا فإنها مسألة لا تريدها روسيا ولا يريدها الناتو في نفس الوقت.

الناتو بكامل قوته حاليا حسب رشوان فيما أن "روسيا حاليا تقريبا منذ تسعة أشهر تقاتل في أوكرانيا وبالطبع ذلك أحدث لها استنزافا في قواتها وأظن أن الفريقين الناتو وروسيا سيتجاوزان هذا الخطأ الذي حاول زيلنسكى توريط الناتو فيه".
الباحث والمحلل محمد صلاح قال لـ RT إن سبب تغير الموقف الأمريكي والغربي من الصواريخ الروسية على بولندا يتلخص في عدة عوامل:

أولها عامل التوقيت ودخول الجميع مرحلة حرب الشتاء الحاسمة، وارتباط حرب الشتاء بأزمات الداخل الأوروبي في حالة استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، وانهيار الخدمات أكثر مما هي منهارة، إضافة لارتفاع كفاءة الجندي الروسي في الظروف الباردة بخلاف جنود الناتو.

وعامل الضغط الدولي من الدول النامية والأسواق الناشئة على الغرب لأجل وقف الحرب وبدء مرحلة التفاوض، وهو ما عبر عنه الرئيس السيسي في افتتاح مؤتمر كوب ٢٧، خصوصا أن هذه الدول لا تملك قدرات كافية لتحمل الضغوط الاقتصادية الرهيبة التي تسببها الحرب، و استمرار الضغوط قد يدفع هذه الدول لاتخاذ قرارات لا ترغبها الولايات المتحدة.

وأضاف أن هناك عاملا آخر يتعلق بقدرات الجيش الأوكراني التي انخفضت بشدة نتيجة لقصف البنية التحتية المتتالي، فلا يتوقع أحد من داعمي أوكرانيا أن تصل لأبعد مما وصلت إليه بالظروف الحالية، لأجل تحقيق نتائج أفضل يجب تقديم دعم أشمل وأكبر وخصوصا في مجال الطاقة وإعادة الإعمار.

وهناك عامل رابع يتعلق بعدم الرغبة في أي  تصعيد لأنه لم يعد هناك أي مجال للتصعيد التقليدي، أي تصعيد آخر ربما يكون غير تقليدي من الطرفين، وهنا يتحدث الكل عن خط أحمر صيني فيما يخص الانتقال لهذه المرحلة من الصراع ، ولا يعلم أحد على وجه التحديد ماهية الرد الصيني في هذه الحالة.
خلاصة القول، حسب الباحث صلاح، أن التفاوض الآن مطلب جماهيري ودولي من أجل الحسم، لكن تبقى المسافات الشاسعة بين مواقف الطرفين السياسية والاقتصادية والاجتماعية أيضا هي التهديد الأبرز لعملية التفاوض.
ناصر حاتم ـ القاهرة
المصدر: RT

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=102&id=108297