الرئيسية  /  كتاب وآراء

تفجيرات تركيا .. هل هي رسالة نهاية الخدمة لأردوغان؟ شارلوك هولمز في استانبول.. بقلم: نارام سرجون


دام برس : تفجيرات تركيا .. هل هي رسالة نهاية الخدمة لأردوغان؟ شارلوك هولمز في استانبول.. بقلم: نارام سرجون

دام برس :
في علم الجريمة يصاب المفتشون بالحيرة عندما تكون الضحية معقدة العلاقات والمصالح ولها سجل من النزاعات والخلافات والعداوات التي لاتنتهي .. واذا ارتدينا ثياب المفتش شارلوك هولمز وذهبنا خلسة الى ساحة تقسيم لمعاينة مكان تفجير استانبول لوقع شارلوك هولمز في حيرة من أمره .. فاردوغان وتركياه العثمانية شخص ملأ الدنيا حوله خصوما ولم يبق مكان في العالم ليس له فيه أعداء .. ولاينافسه في ذلك الا الشيطان نفسه الذي سيرى موهبة فريدة لدى هذا الرجل في صناعة الخصوم والاعداء والكارهين ..فحيثما يممت وجهك ستجد ان هناك دناءات تركية ونذالة اردوغانية .. وأنا لاأعرف شخصا مكروها في هذا العالم اكثر من اردوغان .. وليس له من يحبه الا الاخوان المسلمون وخالد مشعل وابو محمد الجولاني وتجار النفط المهرب الى تركيا ولصوص الآثار والصوامع السورية ..
الحقيقة ان شارلوك هولمز الذي سيصل الى ساحة تقسيم سيصاب لاول مرة بالحيرة لأن السؤال الذي سيوجهه للساحة هو كم عدوا لدى اردوغان؟ وهنا الطامة الكبرى والمعضلة التي ستجعل شارلوك هولمز يتمنى لو انه لم يدخل ميدان التفتيش والعمل البوليسي الجنائي .. ولتمنى لو اننا نعفيه من هذه المهمة وأن نخلع عنه صفة المفتش الذي لايقهر .. فاردوغان لديه اعداء لاحصر لهم .. والكل يتمنى ان ينسف شوارع استانبول ..

فهناك السوريون في تركيا الذين اكتشفوا خدعة المهاجرين والانصار وكان يقبل اطفالهم في الخيام ثم رمى بهم في البحر أو تركهم لأقدارهم يواجهون العنصرية التركية وحاصرهم في غيتوهات حقيرة وأرسل عليهم زعران تركيا وسرسريتها يضايقونهم ويقتلونهم ويحرقون بيوتهم ويتحرشون بنسائهم ..

وفي لائحة شارلوك هولمز العقرب الجهادي الذي رباه اردوغان في بيته ليلدغ به الاخرين اي عقارب القاعدة وداعش وعقارب الجولاني .. وفي اللائحة التي اطلع عليها هولمز الكيان التركي الموازي وضباط الجيش والقضاة الذين يلاحقهم اردوغان ويزجهم في السجون ويسرحهم من وظائفهم وهم كتلة كبيرة في المجتمع التي تحس انه تم اقصاؤها بالقوة والخديعة وأنها تريد افساد استقراره ..

ثم ان هناك الاكراد الذين يتسلى اردوغان بقتلهم في العراق وسورية وشرق الاناضول .. ولكن هناك الارمن الذين لم ينسوا دعم اردوغان لاذربيجان في حربها في ناكورنو كاراباخ .. وطبعا هناك الثأر السعودي القديم الذي لن يموت بسبب قضية خاشقجي .. وفي القائمة هناك المخابرات الامريكية التي تريد ارسال رسالة لاردوغان بأنها قد تعلن نهاية خدمته للمشروع الامريكي اذا لم يتحرك بقوة اكثر الان ضد روسيا في اوكرانيا ..

وفيما ان شارلوك يتأمل يمنة ويسرة ويقيس ساحة تقسيم اقتربت منه سيدة ملفعة وضعت في يده ورقة واختفت بسرعة .. فتح شاررلوك الورقة وقرأ فيها ان التفجير رسالة من ايران الى اردوغان لأن المخابرات الايرانية توصلت الى أسرار الحركة المتمردة في بلوشستان وكردستان وهي ان تركيا هي مركز التوجية لأن تركيا هي رحم داعش .. والمخابرات التركية خبيرة جدا وضليعة بالحركات الداعشية التي تدربت على اطلاقها في سورية .. وهي تتحرك الان في ايران بمساعدة الاستخبارات التركية والبريطانية .. ولذلك فان اردوغان لن يفهم الا هذا النوع من التفاوض .. ويأتي توقيت التفجير في اعقاب وعد ايراني بأن الدول المتورطة بالاحداث الايرانية ستعاقب .. وكان البعض ينتظر العقاب في السعودية كما يروج اعلام اردوغان .. ولكن يبدو انه رد في عقر دار اردوغان كي تكون واحدة بواحدة .. كما قال له الايرانيون يوما عندما جاء اردوغغان الى طهران موبخا وهو يهددهم بأن لايتدخلوا في مشروعه الطوراني في سورية لأن سورية هي ملك ابيه وجده العثمانيين .. وانه مضطر لللاستجابة لنداء القوى التركية الغاضبة والمطالية له بالتحرك في سورية والصلاة في الجامع الاموي .. فقال له الايرانيون بالحرف: انه يبدو ان لديك مجانين .. وعليك ان تعلم ان لدينا مجانيننا ايضا .. فاجمع مجانينك قبل ان نطلق مجانيننا في هذه المواجهة .. فعدل من لهجته وغير التهديد الى التهدئة ..

ولكن واطسون قال لشارلوك هولمز هل ستغفل احتمال ان المخابرات التركية هي التي تقف خلف هذا التفجير لاسباب انتخابية لان اردوغان نذل ووغد وهو لايتورع عن اي نذالة في سبيل سلطانه وأوهامه وتعلقه بالسلطة .. وقد يكون السبب هو رغبة تركية في رفع مستوى التحريض ضد الغرباء لاخراج اللاجئين السوريين من استانبول وارغامهم على النزوح والاستيطان في ادلب كي سفي اردوغان بوعده بالتخلص من السوريين .. وانت تعلم ياسيد هولمز ان اردوغان هو من ابتدع هذا النوع من النذالات .. فهو من كان يفجر في دمشق وبغداد ويبكي على الضحايا ويتهم المخابرات السورية … هل تذكر تفجير القزاز في دمشق الذي كان الاتراك يقولون ان الوحي قال لهم ان المخابرات السورية هي التي نسفت القزاز لايذاء سمعة الثورة السورية الشريفة الطاهرة .. واليوم هو من يفجر في استانبول كي يتهم اما اللاجئين او الاكراد او الكيان الموازي والمعارضين وأي خصم يريد ازاحته من طريقه الانتخابي ..

كانت لائحة شارلوك هولمز بلا نهاية .. فالسوريون والعراقيون الذين يستفزهم بتصريحاته تواقون لنسف شوارع استانبول .. بل حتى الاوروبيون الذين يرون فيه أحمق ويجب ان يتأدب وهو يخاطبهم .. واليونانيون ايضا في تلك القائمة ويقول لهم كل يوم انه قد يأتيهم بغتة في الليل .. لهم مصلحتهم في تكسير رأسه ..
المهم ان شارلوك هولمز وجد أن اردوغان رجل كان نذلا مع الجميع وانه قد يكون نذلا حتى مع نفسه ويفجر استانبول من أجل نفسه لأن الانتخابات التركية اقتربت .. وانه بالفعل أبو داعش الروحي وانه الضرع الذي سقى داعش في سورية والعراق وان ضرعه يسقي داعش في ايران بناء على تعليمات امريكية ..
ولكن اردوغان بصفته ايضا عميلا للمخابرات الامريكية التي سهلت وصوله رغم الفيتو العسكري عليه قد وصل الى مرحلة نهاية الخدمة وان المطلوب منه كثير في آواخر مهمته التي انتهت .. وهو صار عاجزا اكثر وصار بلا فائدة .. ولذلك وصلته رسالة المخابرات الامريكية ان يتحرك بفاعلية اكبر وان يبتعد عن النفاق الغامض في الحرب الروسية الاوكرانية .. وان لايقوم يأي تعديل على الوضع السوري سواء سلبا ام ايجابا .. والا فان هذا التفجير هو أول الغيث ..
أدرك شارلوك هولمز ان الضحية النذل هو مايربك التحقيق .. خاصة اذا أحس المحقق ان النذل بالميلاد هو أصعب أنواع المتهمين .. لأنه هو الضحية ولكنه هو من يكون فعلا قد سرق نفسه عندما لايجد من يسرقه .. وهو قد يخدم اللصوص ولكنه عندما يختلف مع اللصوص فانه يتعرض نفسه للسرقة من قبل من كان يسرق لهم ويعمل لصا عندهم ..

المهم ان شارلوك هولمز هز رأسه وهو ينظر الى ساحة تقسيم .. ثم همس في اذن واطسون كلمتين .. أصابتا واطسون بالدهشة .. وصرخ قائلا .. صحيح كيف نسينا هذا؟ .. الاىن عرفنا من الجاني ..
ثم كتب شارلوك هولمز ملاحظة في دفتره قال فيها: انه أنذل خلق الله .. وأنذل من الشيطان نفسه .. حتى الشيطان لديه شرف .. أما اردوغان فانه بلا شرف مع اعدائه وأصدقائه ومع نفسه أيضا .. ورغم انني أحقق في الجرائم الا انني أتمنى أن أكون أنا من فجر استانبول من أجل هذا النذل ..

شارلوك هولمز عرف الجاني .. فهل عرفتموه أنتم ياسادة ؟؟

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=108274