الرئيسية  /  كتاب وآراء

إعادة النظر بمهام المبعوثين الدوليين.. بقلم: أحمد ضوا


دام برس : إعادة النظر بمهام المبعوثين الدوليين.. بقلم: أحمد ضوا

دام برس :
عملت الولايات المتحدة والدول الغربية خلال العقود الثلاثة الأخيرة على تسييس وتوظيف الأمم المتحدة ومجالسها لتحقيق مصالحها وأطماعها في العالم وحرف دورها عن حماية وتعزيز الأمن والسلام في العالم على حساب الشعوب والدول الأخرى.
في جلسة مجلس الأمن الأخيرة تحت عنوان "الحالة في الشرق الأوسط" تخطى مندوب الولايات المتحدة وحلفائه الأوروبيين كل الحدود في نفاقهم السياسي ودعمهم لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتجاهل الموضوع الأساسي والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والتي وافقت بلدانهم عليها ومنها القرار رقم 497 لعام 1981حول الجولان السوري المحتل بهدف تغييب ما يقوم به الكيان الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل والأراضي الفلسطينية من أعمال عدوانية يومية بدعم وغطاء منها.
إن الأخطر من ذلك أن يواكب ويساير مبعوثو الأمم المتحدة هذه التصرفات والانحرافات الغربية- الأميركية وهو ما فعله مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط (تور ونيسلاند) بانحيازه المكشوف والصريح لكيان الاحتلال الإسرائيلي وتجاهله في تقريره الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية وعدم إيراده أي معلومات حول الاستيطان الإسرائيلي في الجولان السوري المحتل وممارسات الاحتلال الأخرى فيه بحق الشعب الفلسطيني وبالتالي التعمية المتعمدة على خطورة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأمن الاستقرار في المنطقة التي تقف على حافة الهاوية جراء التدخلات الخارجية في شؤون دولها للداخلية.
وكذلك الأمر أن خطورة انحياز المبعوثين الدوليين لسياسات الدول التي أسهمت في دعم تعيينهم بعيدا عن أخذ رأي الدول المعنية يتمثل في تغليب جوانب أخرى أقل أهمية بكثير عن القضايا الأساسية التي وجدت من أجلها جلسة المجلس الخاصة ب "الحالة في الشرق الأوسط".
إن المسوغات التي تطرحها واشنطن وحلفائها لتبرير دعمها لتعيين مبعوثي الأمم المتحدة في العالم والتي تقوم على أساس خدمة بعضهم كسفراء أو خبراء لبلادهم والأمم المتحدة في المنطقة كما هو حال النرويجي ونيسلاند هي في حد ذاتها مسيسة وخبيثة وتهدف تحقيق مصالحهم تغييب وطمس القرارات الدولية التي من المفترض تطبيقها لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة
هذه المواقف العدائية من قبل أعضاء دائمين في مجلس الأمن وإنكارهم موافقة بلادهم على قرارات المجلس السابقة حول الجولان السوري وخاصة القرار رقم 497 لعام 1981الذي ينص "أن قرار إسرائيل فرض قوانينها وولايتها على الجولان السوري المحتل لاغ وباطل وليس له أي أثر قانوني" تندرج في سياق محاولاتهم تكريس الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة وإطالة أمده وتغيير معالم الجولان وطمس هويته العربية السورية.
إن مهام المبعوثين الدوليين فيما يتعلق بالحالة في الشرق الأوسط يجب أن يعاد تحديدها وحصرها فقط في بيان الالتزام بالقرارات الدولية وتنفيذها وحالات خرقها وليس تقديم إحاطات لمجلس الأمن تبرر للاحتلال الإسرائيلي عدم انصياعه للقرارات الدولية وتنفيذه لها واحتلاله لأراضي الغير والعدوان على دول المنطقة وهو ما ينطبق على إحاطة المبعوث الحالي للأمم المتحدة تور ونيسلاند.

معاون وزير الإعلام

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=48&id=105470