الرئيسية  /  دراسات وأبحاث

هل ترضخ واشنطن لواقع تزايُد التكتّلات الرافضة هيمنتَها ؟


دام برس : هل ترضخ واشنطن لواقع تزايُد التكتّلات الرافضة هيمنتَها ؟

دام برس :
رفع الرئيس الصيني، شي جين بينغ، سقف تحذيرات بكين في مئوية الحزب الشيوعي، بحيث أكّد أن "زمن التنمُّر ولّى إلى غير رجعة، وما من قوة تهزم دعائم الأمة الصينية". بهذه الكلمات وجّه الرئيس الصيني رسالة واضحة إلى واشنطن والعالم، مفادها أن نهضة الصين، عسكرياً واقتصادياً، لا رجعة فيها، مهدّداً "بسحق أي قوة أجنبية تحاول اضطهاد الصين".
وحاول تشي جين بينغ، من خلال هذا الخطاب المباشِر، التأكيدَ أن العملاق الصيني لم يعد المنافس الاقتصادي الشرس للولايات المتحدة فقط، وإنما المنافس العسكري أيضاً، وذلك في إشارة إلى أن الصين ستعمل على تعزيز جيشها لحماية سيادتها وأمنها، وصعودها إلى مستوى المعايير العالمية.
المشهدية الجديدة التي رسمها الرئيس الصيني، لا يمكن فصلها عن سياق العدائية في وجه الصين التي اتَّسمت بها أغلبية خطابات الرئيس الأميركي جو بايدن، منذ وصوله إلى سدة الرئاسة. خطابه الأول أمام الكونغرس صبّ فيه جل أولوياته على سبل مكافحة التفوق الصيني. لكن، مع هذا الموقف الصيني الصارم، قد تُطرح عدة فرضيات بشأن استكمال بايدن سياسةَ سلَفه العدائية تجاه الصين، أو التخفيف من حدتها، في محاولة لرأب الصدع بين البلدين.

مدير معهد السياسات الدولية، باولو فون شيراك، أكّد في هذا السياق أن "تصريحات الرئيس الصيني لا تحمل مفاجآت في تركيزه على إنجازات بلاده". وقال للميادين إن "الصين لم تعد تلتزم القواعد الدولية. وإدارة بايدن لا تريد التغاضي عن هذا التفلّت بعد الآن"، مشيراً إلى أن "الزعم أن أميركا تسعى للهيمنة على العالم هو ضرب من الخيال، وهي تؤمن بالصداقة وأهمية التحالفات".

ونساءل شيراك "ماذا نقول عن قرارات بايدن بشأن خفض ميزانية الدفاع، وتركيزه على الشؤون الداخلية الأميركية؟"، موضحاً أن "الولايات المتحدة مهتمة بالمحافظة على نظام دولي قائم على القواعد بعد الحرب العالمية الثانية".

بدوره، اعتبر الخبير بالعلاقات الدولية أيمن سمير أن "واشنطن تستهدف الصين بصورة مباشِرة، وهو ما دفع الرئيس الصيني إلى توجيه هذه الرسالة إليها".
وأضاف، في حديث إلى الميادين، أن "واشنطن تريد أن تُبقي سياسة القطب الواحد وتَبقى هي المتحكّمة عالمياً، لكن الواقع أصبح عكس ذلك"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة تعسكر بحر الصين الجنوبي والشرقي، وتخلق حالة من العداء في المنطقة".
ولفت سمير إلى أن "محاولات واشنطن عسكرةَ المناطق المحيطة بالصين واضحة للغاية، بالإضافة إلى مناوراتها في البحر الأسود"، واعتبر أن "أميركا تسعى لخنق روسيا من دون الدخول معها في حرب، عبر الثورات الملوّنة والحشد عند حدودها".
نِدّية بكين وجرأتها تتقاطعان مع سلوك موسكو من خلال التحدي. فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكّد خلال الدورة الـ18، لما يسمى حوار "الخط المباشر" السنوي، أن "زمن القطب الواحد انتهى"، جازماً بهزيمة "مَن يقطع آلاف الأميال إلى الحدود الروسية، في أيّ صراع قد يندلع".
بوتين يلمّح بذلك مباشرة إلى الولايات المتحدة وحلفائها الأطلسيين، مع مواصلة حشدهم، ومحاولات استفزازها عند الحدود الروسية.
وعن حادثة المدمّرة البريطانية "ديفيندر"، قبالة شبه جزيرة القرم، قال بوتين إنها "استفزاز بريطاني أميركي"، كاشفاً عن مشاركة طائرة استطلاع استراتيجية أميركية في الحادثة.
وقلّل بوتين من احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، في حال أغرقت بلاده المدمرة البريطانية. وعلى الرغم من تعبيره عن عدم رغبة بلاده في تطور كهذا، فإنه شدد على أن الروس، في هذا الوضع، يقاتلون في أرضهم، دفاعاً عن أنفسهم ومستقبلهم.
وأشار إلى أن العنصر الجوهري في القضية، هو أن واشنطن ولندن هما اللتان اقتربتا من حدود موسكو، وخرقتا بحرها الإقليمي.

الكاتب والصحافي أندريه أونتيكوف، قال، في هذا الصدد، إن "واشنطن تشعر بالقلق بسبب فقدان السيطرة على نظام القطب الواحد، مع صعود دول كروسيا والصين".
وأكّد أونتيكوف للميادين أن هناك "مجموعة من الدول على لائحة الاستهداف الأميركي، منها روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية"، مشدّداً على أن "التقارب بين الصين كقوة اقتصادية، وروسيا كقوة عسكرية، يُقلق الولايات المتحدة الأميركية".

الكاتب: الميادين نت

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=102&id=103434