الرئيسية  /  تحقيقات

الإنتحار .. هل أصبح حلاً للهروب من الواقع ؟ وماحكمه في الإسلام ؟


دام برس : الإنتحار .. هل أصبح حلاً للهروب من الواقع ؟ وماحكمه في الإسلام ؟

دام برس-هاني حيدر:
ضجة كبيرة، وآراء مختلفة لمرتادي مواقع التواصل الإجتماعي، تحليلات كثيرة وخيوط متشابكة خلفتها حالات الانتحار التي حصلت في الفترة الأخيرة، فإذا تطرقنا قليلاً لبعض مايكتب على مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع الانتحار وأسبابه وموقف الإسلام منه وبعض النصائح التي تقدم فيه هذا السياق سنجد خطوط عريضة وحمراء يجب الوقوف عندها.

الانتحار وأسبابه
يرى أحد الأشخاص الذين أرادوا أن يقدموا وجهة نظرهم في هذه القضية من خلال صفحته الشخصية على الفيس بوك أن موضوع الإنتحار يمكن أن يكون سببه نقص مادي (مصاري)أو نقص عاطفي (خيانه_عدم الحصول على من تحب_سوء العلاقة مع من تحب ) أو نقص وعي(ضعف الثقافة وتكوين اهمية للاشياء) أو نقص روحاني(اشباع شعور مابعد الموت _ضعف الايمان) أو نقص علاقات اجتماعية (نفور من اغلب الاصدقاء تجاه المنتحر _عدم القدرة على التعايش مع المجتمع)
أو نقص تنمية (ضعف الشخصية _ضعف الافكار الايجابية_ضعف المهارات العملية والعلمية والفنية ).

كما عبّر شخص أخر على صفحته الشخصية عن رأيه بأسباب الأنتحار حيث كتب( عم نسمع بأن معظم حالات محاولة الانتحار الي شفتها كشخص كان لأن بيبي تركني وبيبي تركته أو انه في ضغط نفسي معين دون مرض نفسي صريح، أما حالات الاكتئاب المعندة بالمراحل المتقدمة والي بتبلش فيها دوافع الانتحار فهي مرضية بحتة ولها علاج دوائي واجتماعي، وتشخص من قبل طبيب نفسي.)

الإنتحار والإسلام
كتب (ع.م) على صفحته الشخصية على الفيس بوك (الانتحار محرم في الإسلام،وقد ثبت تحريمه بالكتاب والسنة. قال الله تعالى:﴿ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما﴾. سورة النساء آية 29. وقال تعالى:﴿ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين﴾. سورة البقرة 195. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :((من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها فيها خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا، ومن قتل نفسه بحديده فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها ابدا)).
كما يرى آخرون أن الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب ، وفاعلها متوعد بالخلود في نار جهنم أبداً ، ويعذبه الله تعالى بالوسيلة التي انتحر بها.

نصائح وحلول
إن كل نقص عند أي إنسان يمكن أن يعوض  ولكن بتعب وجهد، إن كان نقص مادي أو معنوي، وأي إنسان كان هو ليس وحده الذي أصابه نقص أو مصيبة فخير الأمور أن يصبر ويثابر ويتعب للخروج من هذه المصيبة والمحنة إن وجدت.
في هذا الخصوص كتب ( س. ه) على صفحته الشخصية على الفيس بوك( الإكتآب النفسي و الأرواح المنهكة دواهن هو الطب النفسي و التوعية و الإرشاد التربوي اللي عنجد نحنا هلق بأمس الحاجة لإلو كرمال حوادث الإنتحار تخف و ما تصير ظاهرة و تتكرر، حبو ولادكم قووهم ..حاولو تحسو فيهم
الإكتآب آثارو واضحة و سهل كتير نحس بالشخص المكتأب
دعموهم نفسيا و روحياً)

رأي
من المعلوم أنه يمكن للإنسان أن يختار في حياته أشياء، وله حرية في أن يختار ما يأكل أو يشرب أو يلبس، أو يفعل أو يترك، لكن من المؤكد أن هناك قيود لهذه الحرية، وأن هذا الاختيار لا يتجاوز حدود الممكن، فهو لم يوجد نفسه، ولا يستطيع أن يحدد المواصفات التي يخلق بها، ولا يملك أمر الموت والحياة، فليس بمقدوره أن يقرر متى سيولد، أو كم سيعيش، ولا أن يدفع عن نفسه الموت، إلى غير ذلك، مما هو عاجز عنه، فهو بلا شك مفتقر إلى الآخرين، في الوجود والحياة، فليس له أن يخرق القوانين، ولا أن يتعدى على الغير، فحريته تستلزم احترام حقوق الآخرين. وكونه لم يوجد نفسه، يستلزم افتقاره إلى الخالق الذي أوجده، ووهب له الحياة، وهو الله خالق كل شيء، فالنفس ملك لله، وقتل الإنسان نفسه تجاوز لحدود الاختيار الذي منحه الله له.
وإن ماتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعي أمر يجب الوقوف عليه والغوص فيه فمن المؤكد أن كل شخص نشر ليترحم ويقدم الحب للشخص المنتحر هو فعل برأيه (الصواب)، ولكن كان من الأفضل لو ذكر في نهاية مانشره أن ماقام به المنتحر شيء غير صحيح، وإن ماتعرض له المنتحر خلال حياته كان ممكن أن يجد أكثر من طريقة لحله غير الإنتحار، لإن كمية التعاطف الكبيرة مع المنتحر دون ذكر غلطه قد تدفع ناس كثيرة للإنتحار.

وهنا نتركم لكم الحكم.

Copyrights © dampress.net

المصدر:   http://www.dampress.net/?page=show_det&category_id=11&id=102201