Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 03 تشرين أول 2024   الساعة 16:34:34
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
ماذا بعد هلسنكي .. الخيارات الاستراتيجية بيد بوتين .

دام برس :

مبدئياً ، لا تبدو قمة هلسنكي مساراً لحسم أي أزمة دولية أو إقليمية ، خاصة تلك الأزمات الجوهرية ، أما الأزمات الفرعية فهي تبدو في طريقها إلى الحلحلة و الانفراج ، و حتى تلك الفرعية بات من الواضح أنها تحتاج لأكثر من قمة لتكون قد فُكت شيفرتها ، و لكن بالعموم و بالنظر إلى الوقائع و المعطيات المستجدة ، نجد أن روسيا فرضت توقيت القمة لجهة حسم الخيارات ،

و وضع ترامب أمام الأمر الواقع بناء على المعادلات الجديدة التي فرضتها روسيا إقليميا و دوليا ، و بالتالي لا يوجد خيارات كثيرة يمكن لترامب أن يعتمدها في سياسته الدولية و الإقليمية ، حيث أن موسكو تمكنت من القبض على الخيارات الاستراتيجية و الملفات ذات الحساسية العالية و وضعتها أمام ترامب ،

و لاحظنا كيف خرج ترامب من القمة دون الحصول على أي نتائج إيجابية ملموسة .rبوتين هزم ترامب سياسيا و ميدانيا .rبطبيعة الحال لا يمكننا أن ننكر بأن هناك توترات و مناخات سلبية بين موسكو و واشنطن ،

و لا يمكننا أيضا أن ننكر بأن ترامب في القمم السابقة لم ينجح في خطف أي نتائج تكم افواه منتقديه في واشنطن ، فكيف اليوم مع تعاظم قوة موسكو و حصد المنجزات السياسية و الميدانية في ملفات الشرق الاوسط ، يضاف إلى ذلك أن بوتين المخضرم في عالم المخابرات و السياسية ، لديه أوراق قوة ضاغطة في الملفات السياسية و الاقتصادية على الصعيدين الدولي و الإقليمي ، حتى أن جميع المحللين السياسيين في واشنطن إضافة إلى وسائل الإعلام الأمريكية ، جاءت توقعاتهم لصالح بوتين لجهة أن كفة الملفات القوية سترجح لصالحه في هلسنكي ، و هذا حقيقة ما حدث . rسوريا و إيران و الأوراق الرابحة .rما من شك بأن أحد أكثر الملفات قوة و التي تعتبر مثار خلاف بين موسكو و واشنطن هي أزمة الشرق الأوسط ، فالطرفين يسعيان إلى الحفاظ على نفوذهما و مصالحهما في المنطقة ،

و نعلم بأن الهدف الأكبر و الوحيد للإدارة الأمريكية في سوريا هو ضبط تمدد إيران و تحجيم قوتها ، لكن هذا الهدف في الحسابات الاستراتيجية يبدو بعيدا عن متناول ترامب ، و لا يمكن له أن يفرض تطلعاته تجاه هذا الملف لسببين : الأول تعاظم قوة محور المقاومة فضلا عن تراكم الانجازات التي شكلت قاعدة قوية و معادلة لا يمكن اختراقها و بالتالي استراتيجية ترامب تجاه هذا الملف غير مجدية ، و الثاني أن التواجد الايراني في سوريا جاء بطلب من الدولة السورية و بالتالي هو تواجد شرعي ،

و هناك تنسيق عال المستوى بين القيادات العسكرية السورية و الايرانية ، من هنا لا يمكن لترامب إلزام بوتين بالرضوخ لرغباته الرامية إلى إخراج إيران من سوريا ، فهذه الورقة لا يمكن استغلالها ، و هنا لا ننكر بأن الغرب استغل هذه الورقة لجهة الضغط على سوريا و روسيا ، فضلا عن أن التنافس الجيوسياسي بين روسيا و الغرب اشتد بعد أن استفادت أمريكا وحلفاؤها الإقليميون من توسع الجماعات الإرهابية التكفيرية في سوريا ، و التي من الممكن أن تهدد مصالح موسكو في سوريا و المنطقة ،

لكن روسيا استدركت هذا الأمر قبل تفاقمه في الحرب السورية ، و وضعت خطوطا حمراء لخياراتها الاستراتيجية و أوصلت رسالة لكل الفاعلين في الحرب على سوريا بأن دمشق بوابة موسكو ، فقد استطاع الرئيسين الاسد و بوتين إدارة اللعبة الدولية و تعطيل مفاعيلها بذكاء سياسي عسكري دبلوماسي ، و عليه فقد تمكنت موسكو من العودة و عبر بوابة دمشق إلى المشهد الدولي لتنافس واشنطن بل و تتغلب عليها في أكثر الملفات حساسية و أهمية .rتفاهمات هلسنكي في الميزان الروسي .

الانقسام في الرؤى و الاستراتيجيات بين روسيا و واشنطن قد تعيق أي نتائج لقمة هلسنكي من رؤية النور ، إضافة إلى الضغط الداخلي الذي يواجه ترامب و الذي يسعى إلى تحييد أي اتفاق محتمل بين الرئيسين ، و لنضع جانبا هذين المعطيين ، و بغض النظر عن هلسنكي و تداعيتها و ما قلبها و ما بعدها ، الواضح أن روسيا حسمت خياراتها الاستراتيجية في ملفات الشرق الأوسط ،

و اليوم الميدان السوري و نتائجه التي تتمسك بها موسكو لمواجهة أي قرار ترامبي مفاجئ ، يبدو أن اللعبة بالنسبة لأمريكا انتهت ، و لا يبقى لديها إلا التنسيق مع روسيا و تحت أعين دمشق لتأمين خروجها من الجغرافية السورية .

أمجد إسماعيل الآغا

اقرأ أيضا ...
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz