دام برس:
ما إن أتمّت الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة، حتى وأغلق الحلّاق محلّه و زبائنه يتأففون منه، وأيضاً بائع الحلوة والبقّال كلُّهم أغلقوا محالهم حتى موظفي القطاعات الثلاث، فقد قطعوا عطلتهم الأسبوعية و انطلق جميعهم نحو هدفٍ واحد، مع الأطفال والشباب و ذاك الجندي الذي لم تسعه الدنيا من الفرح عندما أخذ إجازةً لكي يلحق بالآخرين ، حتى الشيوخ الكبار..
كلُ هؤلاء الأشخاص، نسوا همومهم و ضمّدوا جراحهم من الألم الذي أصاب الجميع خلال الخمس سنين الأخيرة.
و انطلقوا نحو هدفٍ واحد، و هو حجز مقعدٌ لهم من مدرّجات ملعب تشرين قبل أن تمتلئ، في المباراة النهائية من كأس الجمهورية التي جمعت الوحدة والجيش.rلأن كرة القدم السورية تملكُ إرثاً تاريخياً و حضارياً بجماهيرها التي تعشق أنديتها و تقف خلفها في الضرّاء قبل السرّاء، فرغم الألم والحزن مازال جمهور كرة القدم السورية كبيراً و وفياً و مؤمناً بمقولة (على هذه الأرض ما يستحق الحياة) .
فقد حضر المباراة أكثر من خمسة وعشرين ألف عاشق، طوفانٌ بشري ضخم اكتسح الملعب ، وحوّله إلى لوحةٍ فنيةٍ كبيرة زاهية بالألوان البرتقالية والحمراء، وسط أهازيج فرحٍ وسعادة وتشجيع للمعشوق و عراضات شامية آخذة للعقول!
يُذكر أن فريق الوحدة الدمشقي استطاع التغلّب على فريق الجيش بهدفٍ دون رد وعليه فقد تُوّج بكأس الجمهورية لكرة القدم موسم 2015-2016.rخمس سنين من الحرب والمعاناة لم تمنع هؤلاء العشّاق من حضور هذا العرس الضخم، وهذا لعمري إن كان يدلُ على شيء فقد دلَّ على قوة السوريين و إيمانهم الكبير وحبهم للحياة و أملهم بالنصر.
محمد ساس