Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
كيف قرأت تل أبيب الانقلاب في تركيا؟

دام برس :

على الرغم من أنّ يوم السبت هو يوم العطلة الرسميّة في إسرائيل، إلّا أنّ وسائل الإعلام العبريّة خرجت عن طورها، بعد الإعلان عن الانقلاب الذي فشل وتضامنت مع الرئيس التركيّ  الذي أعاد مؤخرًا العلاقات الطبيعيّة والتطبيعيّة معها، بعد ستة أعوام من القطيعة.

مُحلل شؤون الشرق الأوسط في صحيفة (هآرتس) المُستشرق د. تسفي برئيل، نشر تحليلاً على موقع الصحيفة الالكترونيّ رأى فيه أنّ الخلافات العميقة داخل صفوف الجيش طفت على السطح، وهي التي أدّت إلى محاولة الانقلاب الفاشلة. وتساءل المُحلل، بنوعٍ من السخرية: كيف لم تتمكّن المخابرات التركيّة على جميع أذرعها من رصد التحضيرات لمحاولة الانقلاب؟

وتابع حتى إذا صحّتا نظرية رئيس الوزراء التركيّ، بن علي يلديريم، بأنّ الضباط الذي حاولوا الانقلاب هن من المؤيّدين للمعارض التركيّ المُهاجر، فتح الله غولان، فإنّ الجيش التركيّ أثبت قولاً وفعلاً، قلبًا وقالبًا، أنّه إذا أراد تمهيد الأرضيّة للانقلاب فهو قادر على ذلك، وهو قادر أيضًا على التخطيط، وتفعيل قوّات المُشاة وأيضًا سلاح الجو، وأنْ يُعبّر عن استيائه من تصرفات نظام الرئيس أردوغان بسريّةٍ تامّةٍ، على حدّ تعبير المُحلل الإسرائيليّ. وتابع قائلاً إنّ الإصلاحات العميقة التي نفذّها أرلادوغان في العام 2010 وقام بتطهير الجيش وقام بمحاكمة مئات الضباط والصحافيين والكًتّاب والأدباء بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب، هذه الإصلاحات لم تردع أقسامًا كبيرةً من الجيش من التجربة مرّةً أخرى لإسقاط نظام حكم الرئيس التركيّ.

وتابع قائلاً إنّ أردوغان يُعاني من عقدة الخوف، فالجيش التركيّ يُعتبر مخلصًا للرئيس التركيّ، ولكن في القيادة العليا للجيش التركيّ، أوضح المُحلل الإسرائيليّ، فإنّ الخلاف بين مؤيّدي أردوغان ومعارضيه وصل إلى ذروته حول قضيتين مُلتهبتين: الحرب ضدّ الأكراد والسياسة التركيّة تجاه سوريّة.

وتابع قائلاً إنّ قسمًا من الضباط، رفيعي المُستوى، يعتقدون أنّه يتحتّم على أنقرة أنْ تُواصل مساعي الصلح مع الأكراد، لأنّه برأيهم لا يوجد حلاً عسكريًا للمُشكلة الكرديّة، فيما يعتقد ضباط آخرون، بأنّه يجب تشديد القبضة الحديديّة ضدّ الأكراد وضربهم بدون رحمةٍ أوْ هوادةٍ. أمّا في الشأن السوريّ، فقال المُحلل بارئيل، فإنّ قسمًا من الجيش، وتحديدًا شعبة الاستخبارات العسكريّة، قاموا بمُساعدة تنظيم الدولة الإسلاميّة لفترةٍ طويلةٍ، في الوقت الذي أعرب القسم الآخر من الجيش عن أنّ دعم “داعش”، وسياسة أردوغان القاسيّة ضدّ الرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد، أدتّا إلى انتقال الإرهاب الإسلاميّ الراديكاليّ إلى الأراضي التركيّة، الأمر الذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 مواطنًا تركيًا.

ولفت المُحلل الإسرائيليّ إلى أنّه يتحتّم على أردوغان وعلى رئيس الوزراء التركيّ إجراء فحص أساسيّ في الجيش، وأنْ يُصغيا لطلبات الضباط، إذا أرادا الاحتفاظ بإخلاصهما لهما، على حدّ قوله. علاوة على ذلك، رأى المُحلل أنّ فرضية الانقلابيين كانت تعتمد على أنّ معظم الشعب التركيّ يؤيدهم، على الرغم من أنّه في الانتخابات الأخيرة في تركيّا حصل حزب العدالة والتنميّة برئاسة أردوغان على أكثر من أربعين بالمائة من أصوات الناخبين.

وخلُص المُحلل الإسرائيليّ إلى القول إنّه بعد أنْ تتضّح الأمور وتختفي الدبابات من الشوارع ويعود الهدوء لتركيّا، فمن غير المُستبعد بتاتًا أنْ يُعلن أردوغان عن انتخابات جديدة، من خلالها يستطيع الحصول على الأغلبيّة المطلوبة من أجل إجراء إصلاحات، والتي بحسبها سيحصل على صلاحيات واسعة جدًا، وتحديدًا مُقابل الجيش التركيّ، على حدّ قول المُحلل الإسرائيليّ. يُشار إلى أنّ إسرائيل الرسميّة، إنْ كان ديوان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، أوْ وزارة الخارجيّة في تل أبيب، امتنعوا حتى اللحظة من إصدار أيّ بيانً رسميّ أوْ عن طريق مُقرّبين حول محاولة الانقلاب الفاشلة.

من ناحيته، قال مُحلل الشؤون العسكريّة في موقع (YNET)، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، رون بن يشاي، قال اليوم السبت إنّ الجيش لم ينضّم إلى الانقلابيين، وأنّ قسمًا كبيرًا منه، بقي مخلصًا للرئيس أردوغان. وتابع قائلاً إنّه لو تمكّن الانقلابيين من اعتقال أردوغان في البداية، فإنّ الانقلاب لكان نجح، ولكنّ أردوغان بقي حرًا وأرسل الرسائل لأبناء شعبه، وهم استمعوا إليه ووافقوا على مناشداته، وهذه الرسائل، شدّدّ المُحلل الإسرائيليّ، هي التي أنقدته، على حدّ تعبيره.

وبرأي بن يشاي، فإنّ المفاجأة الكبرى في الحدث كانت الجموع الكبيرة من الأتراك، الذين خرجوا إلى الشوارع، تعبيرًا عن تضامنهم وتأييدهم لأردوغان، الأمر الذي يقطع الشكّ باليقين بأنّ حزب أردوغان “العدالة والتنميّة” له تأييد كبير في الشارع التركيّ، وبالتالي، أضاف بن يشاي، عندما رأى الجنود الأتراك الجموع الغفيرة تُهاجمهم بصدورها العاريّة انتهت محاولة الانقلاب، على حدّ تعبيره.

زهير أندراوس – رأي اليوم

 

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz