Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 03:02:43
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
قمة الديمقراطية .. تكريس لنموذج عنصري جديد تقوده واشنطن
دام برس : دام برس | قمة الديمقراطية .. تكريس لنموذج عنصري جديد تقوده واشنطن

دام برس :
لم يكن أحد يتوقع أن يدعُ الرئيس الأمريكي جو بايدن الصين لحضور ما أسماها "قمة الديمقراطية" لأسباب عدة أولها الاختلاف في مفهوم الديمقراطية بين البلدين، وثانيها عدم اعتراف الولايات المتحدة بأي نموذج من نماذج الديمقراطية غير "الديمقراطية الليبيرالية الأمريكية" إضافة إلى شعور الولايات المتحدة أن الصين أصبحت تُشكل المنافس الأول لها سواء في السياسة أو الاقتصاد، ومن هنا لم يكن أحدٌ يتوقع دعوة واشنطن بكين لحضور تلك القمة العتيدة وهي التي كانت اعترفت بجمهورية الصين الشعبية كصين واحدة وأقامت معها علاقات رسمية في عام 1979 في فترة حكم الرئيس جيمي كارتر، لا بل نتيجة لذلك قطعت واشنطن علاقاتها الدبلوماسية مع تايبيه وأغلقت سفارتها في تايوان.
ومن هنا فإن دعوة واشنطن لتايبية لحضور قمة الديمقراطية الافتراضية وتجاهل بكين يعني أن الولايات المتحدة تخلت عن اعترافها بصين واحدة وتريد تعميم النموذج التايواني كنموذج ديمقراطي يحتذى به في المنطقة على الرغم من أن الصين تعتبر تايوان جزءاً من السيادة الصينية لابد أن يعود يوماً مهما طال الزمن، ولو بالقوة إذا لزم الأمر، كما عادت كل من جزيرتي هونغ كونغ وماغاو.
ومن هنا يتوقع مراقبون أن تؤجج دعوة تايوان للمشاركة بهذه القمة الافتراضية التوترات بين الجانبين التي ما انفكت حدتها ترتفع في الأسابيع الأخيرة بين واشنطن وبكين بسبب الجزيرة نفسها.
بكين لم تسكت بل أعربت عن "معارضتها الشديدة" للدعوة التي وجهها بايدن إلى تايوان للمشاركة في قمة الديمقراطية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية تجاو ليجيان: إنه "ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الصين".
روسيا وجدت نفسها أيضاً معنية بهذه القمة من خلال استبعادها كما الصين فعبرت مع الصين عن رفضها لقمة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأعلن كل من سفيري روسيا والصين لدى الولايات المتحدة في مقال مشترك نشرته صحيفة "ناشيونال انتريست" الأمريكية، رفض عقد القمة "لأنها سوف تتسبب بمواجهات أيدلوجية تتعارض مع تطور العالم الحديث، فضلا عن خلق خطوط تقسيم جديدة تهدف إلى "التفريق" بين الدول "ودعا السفيران في المقال نفسه بعض الحكومات لعدم القلق على الديمقراطية في روسيا والصين وتركيز جهودها على شؤونها الداخلية.
وكانت موسكو اتهمت منفردة واشنطن بالسعي "لخصخصة" الديمقراطية بتحضيرها لهذه القمة دون دعوة روسيا والصين، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحفي: إن "الولايات المتحدة تفضل وضع خطوط تقسيم جديدة، وتفريق الدول بين تلك الجيدة بحسب رأيها وأخرى سيئة".
أما في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي فدعوة كل من العراق وإسرائيل فله هدف واحد أن الديمقراطية المثالية في الولايات المتحدة هي الديمقراطية التي تصنعها أمريكا سواء باحتلال الأرض وتشريد الشعوب كما في فلسطين حيث قام الكيان الصهيوني على أرض ليست له، أو قامت ديمقراطية طائفية ممسوخة في العراق بعد تدمير البلد ونهب ثرواته وما فعلته الولايات المتحدة في العراق كانت تريد فعله في سورية لولا وقوف أصدقاء سورية إلى جانبها في مجلس الأمن كروسيا والصين وعلى الأرض كروسيا وإيران.
إذاً نحن اليوم أمام انقسام عمودي جديد للعالم تنفذه الولايات المتحدة برئاسة جو بايدن هدفه تكريس الديمقراطية ذات الصبغة الأمريكية، ولكن كيف سيكون شعور دول تتبع للولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية وتتحالف معها عسكرياً وتنفذ أوامرها وسياستها واليوم تقوم الولايات المتحدة باستبعادها كتركيا وبعض الدول العربية، لاشك أن ذلك سيكون مؤلماً ومهيناً، وتكريساً لنموذج عنصري أمريكي جديد .

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz