أطفالنا هم المستقبل هم الغد الذي نترقب نحلم به ونخاف عليه ومنه ، تربيتهم تحتاج إلى رعاية ودراية بقلب كبير وعقل منير كي تعطي ثماراً يطيب أكلها في المستقبل المنتظر .
في ثقافي المزة قدمت المرشدة الاجتماعية علياء أحمد محاضرة بعنوان " تربية الأطفال والعبور إلى المستقبل " ناقشت من خلالها محاور متنوعة ، حيث قسمت الطفولة إلى مراحل مختلفة الأولى من عمر لحظة ولادة الطفل وحتى / 6 / سنوات مرحلة ما قبل المدرسة والمرحلة الثانية من عمر ست سنوات وحتى سن البلوغ الجنسي ( المدرسة في الحلقتين الأولى والثانية ) والمرحلة الثالثة من عمر البلوغ الجنسي وحتى بلوغ سن الثامنة عشر ( المراهقة ) المدرسة في المرحلة الإعدادية والثانوية ) وأشارت أن هذه المراحل الثلاث تختلف فيما بينها بخصائص وسمات تميز كل مرحلة من حيث الصعوبات والمشكلات الشائعة لكل منها . ولكن إذا فهما آلية نمو كل مرحلة نستطيع الإلتفات إلى متطلبات هذا النمو التي تعتبر تلبيتها من أهم العوامل الأساسية المساهمة في تربية الطفل تربية سليمة وإعداده ليكون فرداً فاعلاً في هذا المجتمع الإنساني ، بالتالي إهمال متطلبات أحد أنواع النمو يؤدي إلى خلل واضح وينعكس بالضرورة على بقية مراحل نمو الطفل وبالرغم من الاختلافات الكبيرة بين كل مرحلة عمرية وأخرى ، إضافة للفروقات الفردية بين الأطفال في المرحلة العمرية الواحدة إلا أن مسارات النمو واحدة عند جميع الأطفال . سواء في النمو الجسدي أو الحركي أو الإنفعالي .
التعزيز الإيجابي ورفع الثقة بالنفس
إن التعزيز وكلمات الاستحسان تحمل في طياتها أثراً سحرياً على الكبار قبل الصغار ، من منا لا يسعد لتشجيع أو كلمة استحسان تقدر جهداً بذله أحدنا أو تستحسن سلوكاً قام به إلى شعوره العالي بذاته ، واحترامه لها وتقديرها وخاصة عندما يقدره الآخرون في الوقت المناسب عند قيامه بسلوك إيجابي مفاجىء أحياناً وغير معهود منه ، إن ردود الأفعال تجاه هذا السلوك تحدد إمكانية تكراره أو الامتناع عنه كلياً ، مثلاً طفل لا يكتب وظائفه عادة وقام بكتابة وظيفته مرة ما ، تعليق الإنسان السلبي أو الساخر أحياناً أو حتى عدم تعليقه وتجاهله الأمر يثير حسب الخزي والخجل عند الطفل وتختلف ردود الأفعال حسب شخصية كل طفل ، وحسب التوقع الذي بناه لنفسه من هذا السلوك أو غيره ، فمنهم من ينطوي على نفسه ومنهم من يفرغ غضبه بسلوك عدواني أو تخريبي بينما يدفع التعليق الإيجابي والمشجع إلى الإلتزام بالفعل الجيد مرات أخرى ، وخاصة عند إبداع وسائل تعزيزية جديدة للطفل أي لا تكون كلمات التعزيز والاستحسان عشوائية ومتكررة فتفقد قيمتها ومعناها ويضاف إلى هذه القائمة التعزيز المادي عن طريق زيادة المصروف أو الهدايا وغير ذلك ، وجميعنا يلحظ أن الطفل الذي يحصل على ألعاب وهدايا كثيرة في مناسبة أو غير مناسبة يفقد اهتمامه بهذه الهدايا وتصبح بلا قيمة عنده ، لذلك يجب أن يعامل التعزيز بمنتهى الحذر .
اتجاهات ثلاثة في التربية
اتجاه الحزم حيث يشجع الأهل أطفالهم على ما يجب فعله ويمارسون الضبط عليهم ويتابعون ما ينفذه الأطفال لواجباتهم بجو تسوده العاطفة والتقبل لا الرفض والإهمال إلى جانب تقديم حاجات الأطفال عن حاجاتهم الشخصية في حال التعارض ، ويخلق هذا الاتجاه نموذج أطفال يتميزون عن أقرانهم بالإعتماد على النفس والضبط الذاتي والاستقلالية العالية .
الاتجاه الثاني التسليط : هنا الأهل يمارسون ضبطاً متشدداً على الأطفال مع عاطفة أقل حرارة ودرجة أكبر من الإغتراب والتباعد بالنسبة لأطفالهم والإتجاه الثالث : هو التساهل الذي يتميز بحرارة العاطفة العالية ولكن بدون أي ضبط أو دفع ليؤدي الأطفال واجبهم .
ميساء الجردي