دام برس - خاص :

أقامت سيدات سورية الخير مهرجان " سورية الخير " في التكية السليمانية  تحت رعاية وزارة السياحة و وزارة شؤون الاجتماعية ، حيث افتتح هذا المهرجان   يوم أمس معاون وزير السياحة  عامر مارتيني  و معاون وزير الشؤون الاجتماعية  وسيم الدهني  و يستمر هذا المهرجان لمدة أربعة أيام .
و قد تضمن  هذا المهرجان عرض لفيلم حكاية  الأزل إضافة إلى فقرات شعرية و موسيقى تراثية ، و معرض لسورية الحضارة و الجمال ، و معروضات تراثية فلكلورية .
قال معاون وزير السياحة السيد عامر مارديني عبر تصريح له مؤكدا على دور وزارة السياحة الاجتماعي و الوطني في رعاية  مثل هذه الفعاليات المثمرة ، و مشيداً بدعم كل مبادرة  و خاصة ما تقوم به سيدات الوطن ، و كل مبادرة تحمل بين طياتها التأكيد على الوحدة الوطنية ، و المحبة و الخير و التسامح و حب الوطن .
مضيفاً بأن ما يقام اليوم يعد جزءا من البرنامج الترويجي الذي تعمل عليه وزارة السياحة ،  ففي ذلك تأكيد على أن سورية بخير ، مهما أصابها من جراح  ، بتضافر جهود و قدرات أبنائها و همة أبطالها  و شبابها و مشاركة سيداتها ، مشيراً إلى التحسن الملحوظ الذي شهدته السياحة الداخلية وخاصة في المنطقة الساحلية ما يشكل دافعا لتشييد المزيد من المنشآت وإعادة تأهيل الموجود منها .
بدوره  معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية وسيم الدهني لفت  إلى أهمية  المهرجان بما يوفره من فرص جديدة  مولدة للدخل للأسر التي ضحت بأغلى ما لديها وقدمته لتبقى الحياة مستمرة في وطنهم مبيناً أهمية دعم فريق سيدات سورية الخير التطوعي الذي يخدم جميع السوريين وخاصة شهداء وجرحى الجيش ويسعى نحو استمرارية وتوسيع أنشطته .
و بسام بارسيك مدير الترويج في وزارة السياحة يرى في المهرجان جزء من الحراك السياحي ، و خروج  أبناء الشعب السوري من حالة الروتين اليومي  .
متمنيا أن تسهم هذه الفعاليات في تنشيط السياحة الداخلية التي تعد شعار المرحلة القادمة ، لافتا إلى أن ما يتم اليوم هو عائد إلى وزارة الشهداء .
و بهذا الصدد وجه الشكر لجمعية سيدات سورية الخير الذين لهم الفضل في هذا العمل ، مشيرا إلى دور وزارة السياحة في تقديم الرعاية ، و التسهيلات في إطار إعادة الإعمار و تنشيط الحركة الاقتصادية  .

و عن المهرجان تحدثنا جانسيت قازان رئيسة مجموعة سيدات سورية الخير حيث تقول أن المهرجان احتضن مشاعر كل أم اشتركت بهذا المهرجان الذي يعرض على العالم ليكون دليلا على الصمود ما بقي جبل قاسيون ، و ليكونوا شاهدين على الشعب السوري  و المرأة السورية التي أبت الانكفاء على الذات ، بل قدمت مكنوناتها الرائعة  .
و تضيف أن سورية باقية صامدة ، و ستبقى تقاوم حتى تنال النصر ، لن نقبل بالمساومة على ذرة من تراب سورية ، سنترجع من الاسكندرون  إلى أراضي الجولان و من بعدها فلسطين  .
كما ترى السيدة " جانسيت " أن سورية اليوم تقاوم و تتحدى العالم أجمع ، و نحن على أرضنا و من يلعب على أرضه هو الرابح ، حسب تعبيرها  ، فسورية منتصرة بأمثال النساء و الشباب السوري ،لأن  إرادتنا إرادة الحياة  .
و لأن الهدف من المهرجان  تشجيع السياحة ،  و تنشيط الحركة و بث الحياة  يرى عبد الرزاق الحمصي أن  أي فعالية بمثل هذا الوقت تعطي طابع إرادة الحياة  ، معربا عن سروره بهذا المهرجان بما يحمله من لوحات فنية و تصوير ضوئي ، لكنّه يعقّب  على فقر المعرض بالوثائق ، لافتاً إلى خلفية المعرض التي  تأتي على مكان تراثي  يعود للقرن السادس عشر ، مكان أثري تاريخي .

و في رسالة وجهها لجيل الشباب  يشدّد على تعزيز  كل ما يتعلق بأمور تاريخ سورية  ، فقد  لاحظ خلال الأزمة  فقر لدى الأجيال بالمعرفة بتاريخ سورية الجميلة  .
متمنيا أن تحمل هذه الفعالية بطابعها الثقافي و الوثائقي رسالة الكشف و التعريف بتاريخ سورية ، رابطا هذه المعرفة بتعزيز الانتماء و حب البلد و عدم السماح بإيذائها .
إضافة إلى دعوة للإعلام و التعليم بتدريس تاريخ سورية بالاعتماد على المصادر السورية ، و الوثائق التي تغيب عن بال الكثيرين الذين يعتمدون  في مصادرهم على الأساطير و الخرافات .

سورية الحضارة و الجمال معرض يحمل بعنوانه الكثير و بهذا الخصوص يشير  محمود سالم مصور و مخرج أفلام وثائقية رئيس نادي أصدقاء الكاميرا في سورية إلى تقديم 50 لوحة مصورة متنوعة بمشاركة 40 مصور و مصورة من سورية  .
و بمجرد  أن يشاهد الناظر المعرض و اللوحات يعلم أن أنها تمثل سورية الطبيعة  ، سورية الآثار ، حياة الإنسان الطبيعية .
كما يشير إلى التركيز على التراث الإنساني من خلال الصور التي تحكي الازياء الشعبية ، و الحرف اليدوية ، إضافة إلى بعض الصور الفنية  ، من خلال الإبداع في فن الفوتوغراف ، فسورية  هي الخير  و سنبقى نردد سورية لغد أفضل .

و من جانبها الإعلامية إلهام سلطان المسؤول الإعلامي و الثقافي  في مجموعة سيدات سورية الخير ، فسورية الحضارة و الجمال و التاريخ  و الموسيقى   ، فالمهرجان كان النبض الذي تم الانطلاق من خلاله لإيصال رسالة كانت خلفيتها الواقع .
فالفعاليات الثقافية  ضمن معرض سورية الحضارة و الجمال تعني عندما تتجول و نرى اللوحات و كأننا  نشاهد الأماكن السياحية و التراثية  لنزيّن جمال البلد العظيم ، العمق الحضاري و التاريخي  .
مشيرة إلى مشاركة تشكيلة من الفنانين  ، إضافة إلى زاوية " ذاكرة وطن " مقتنيات تراثية  ؛ صور و اماكن لباس تراث العمق التراثي البناء الحضاري بناء ضخم حجر فوق حجر ، مشددة على أهمية التجذر في عمق التاريخ .
كما تركز على ثقافة الطفل و عقليته  و روحه ، من خلال ورش خاصة بهم ، ليتعلّموا  أن هذا البلد هو بلد الموسيقى  ، الضوء ، و تم العمل على اللغة العربية  فالهجمة استهدفت ثقافة سورية .
و أخيرا تقول بأن سيدات الوطن الخير سنابل القمح و بيادر الياسمين  ، الألق ، الرحم الذي يحضن كل ذرة تراب  من هذا الوطن ، مضيفة بأن  الوطن أمانة في أعناقنا و طالما امتلكت السيدات روح و نفس  و قوة فهذا يعني أن سورية ستبقى النبض و تمنح الحياة .
أما لمياء كناني استعرضت ذلك اليوم الذي نزلن فيه السيدات و تجمعن في ساحة الأمويين  ، و في صرخة غضب ارتؤوا إلى قصّ شعورهن ، و ضفرها ثمّ صنعن منها لوحات رمزية تحمل عناوين متنوعة ؛ الغضب و الربيع .
إضافة إلى لوحة تجمع بين الماضي و المستقبل منتقاة من التراث ومصنوعة من  القماش ، فمهما اختلفت الآراء إلا أن الجميع تحت ظلال العلم ، مركزها لوحة من ثياب الشهيد ، حيث اعتبرت أن الشهادة مركز تعبر من خلاله سورية إلى المستقبل  ، لافتة إلى التعاون بين السيدات في حياكة اللوحة المنتقاة من قطع قماش صغيرة .
موجهة رسالة  : مهما تنوعت الافكار يجب أن نحافظ على الترابط ، حتى تعبر سورية و تتخطى مرحلة  الخطر .
و دلال عاقل تتكلم عن مشاركتها اليوم في هذا المهرجان مشاركة كل أم سورية و المرأة السورية التي تعطي الثمار السورية  ، دلال قدمت قصائد تحكي سورية و منها إلى والدة الشهيد  " نها خصيّم  " التي دفعها حبها للوطن و استكمالا لمشروع الشهادة الذي ابتدأه ولدها عدما روى بترابه أرض سورية  .
فهذه الفعالية تحمل لها كلمة النصر بما تحمله من معانٍ كبيرة و معبّرة ، حيث ترى أن الشعب السوري بجيشه و نسائه اثبت صموده  .
و كان للأطفال لمسة و بصمة في المهرجان لما يحملوه من براءة و طفولة و محبة فطرية ، و ها هو أصغر مشارك في المهرجان محمد ناجي عبيد ، يعبّر عن مدى تأثير شعار الحملة   " سورية الخير " حيث أن سورية تعني له الكثير ، حاملا بذلك رسالة لكل طفل في الإبداع  ، و الحضارة .
و ليؤكد على عفويته يتحدّث عن لوحته التي اختار بها الحمامة رمزاً للسلام و الأمان ، كما وجه الشكر لسيدات سورية الخير حيث أتاحوا له الفرصة في المشاركة  و التعبير عن فكره الطفولي البسيط  منهيا كلامه بأن سورية بخير .
و أخيرا  يمكننا القول بأن سورية ولّادة دوما ، تصدر الشباب و النساء  الحريصون على كرامتها و هويتها  ، فسورية بخير طالما  كان لها من يحميها و يثبت وجودها و يذكر العالم بأصالتها  و حضارتها .

تصوير : تغريد محمد