دام برس
حطمت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق أسطورة الجليد وهزمت الصقيع وخرجت في نشاطها المعتاد بهدف البحث عن المغامرة والمتعة في قلب الطبيعة السورية ولأجل تنشيط السياحة الداخلية في بلدنا الغالي سورية واستكمالاً لأهداف الجمعية السورية انطلقت نشاطاتها مع بداية هذا العام 2012 بمسير الثلج في محافظة السويداء بمنطقة ظهرالجبل وتحديداً من بلدة (الكفر تل القليب) وإلى (بلدة سالي).
حيث شارك في هذا النشاط مجموعة من المتطوعين بالجمعية وقد بلغ عددهم اثنان وثلاثون متطوع من محافظة دمشق واللاذقية وحمص.
أهداف النشاط الاستكشاف والتوثيق:
1 – التعرف على منطقة ظهر الجبل في محافظة السويداء في مثل هكذا فصل من السنة ( فصل الشتاء)
2 – رفع القدرة للمشتركين والأعضاء واستعدادهم من الناحية البدنية والنفسية لخوض النشاطات الخلوية الصعبة وخصوصاً في فصل الشتاء وفي منطقة ذات مناخ قاسي بارد .
3 – التعرف على أهم مصدر من مصادر تغذية المياه الجوفية للقاطع الجنوبي من سورية.
فترة تنفيذ النشاط
بعد التجمع أمام مقر الجمعية في ساحة الميسات انطلقت الحافلة في تمام الساعة الخامسة باتجاه محافظة السويداء إلى بلدة (الكفر) حيث أنضم إلينا الأستاذ الصحفي أكرم الغطريف ليكون معنا كمرشد عن محافظة السويداء، وفي بلدة الكفر أستقبلنا رئيس بلديتها وتوقفنا في ساحتها للتعرف على النصب التذكاري لشهداء الثورة السورية ضد المحتل الفرنسي حيث حدثنا رئيس البلدية عن أهمية بلدة الكفر والمعارك التي خاضها الثوار لطرد المستعمر الفرنسي وبعد الصلاة على أرواح الشهداء توجهنا إلى نقطة البداية قرب تل قليب في غابات السرو والصنوبر والتي يحيط بها مساحات واسعة من المزارع المغطاة بالثلوج الكثيفة, بدأ توزيع العتاد على جميع المشتركين وإعطاء بعض الملاحظات الهامة عن هذا المسير ,وبعد ذلك بدأ المتطوعين بالسير في تمام الساعة الثامنة والنصف صباحاً حيث كان هدفنا الأول هو (المطار الزراعي) الذي يبعد عن بلدة الكفر مسافة 1.5 كم ، هنا بدأ المتطوعين بالدخول إلى عمق البراري والطبيعة وبدأوا بالسير على الثلج والذي كانت سماكته في بعض المناطق تزيد عن ( 50 ) سم , من أهم الأمور التي كانت قد ساعتنا على السير في هذه الطبيعة القاسية هو طريقة التجهيز الصحيح للمشتركين من حيث معداتهم الشخصية والمعدات التي تم توزيعها عليهم من قبل مستودع الجمعية بالإضافة إلى أن الحالة الجوية كانت ممتازة حيث أن
الطقس كان غائم جزئياً طوال هذه الفترة وكانت الرياح خفيفة واتجاهها من الغرب إلى الشرق أي انها
لم تعاكسنا , وخلال سيرنا كان الأستاذ أكرم بين الحين والآخر يرشدنا إلى بعض المواقع الأثرية الهامة
ومنها بعض المستوطنات البشرية القديمة والتي يقدر عمرها بأكثر من ثلاثة ألاف عام وكانت هذه
المواقع عبارة عن بيوت مبنية من الحجر البازلتي على شكل قبب وكلها مهجورة ومهملة في قلب هذه الطبيعة
استمر السير في هذه البراري ما يزيد عن أكثر من ساعة ونصف كان اللون الطاغي على هذه الطبيعة هو زرقة السماء وبياض الثلج الذي غطى معظم الأراضي التي كنا نسير عليها وكنا كلما تعمقنا في هذه البراري متجهين إلى هدفنا الثاني في الشرق إلى بلدة سالي كانت سماكة الثلج تزداد بشكل غريب بسبب صعودنا إلى المنطقة الأعلى والتي يزيد ارتفاعها عن 1750 م
من أهم الملاحظات
1 – منطقة جبل السويداء في فصل الشتاء هي من أكثر المناطق برودة وتتمتع بهطولات ثلجية ذات نسب عالية وذلك بسبب مباشرتها لفتحة الجولان القادمة من البحر من جهة الغرب مما يسمح لدخول المنخفضات الجوية وهي محملة بمياه الأمطار والثلوج بشكل كامل ولذلك تعتبر من أهم مصادر تغذية المياه الجوفية في المنطقة الجنوبية بالإضافة إلى أن ارضها خصبة وتربتها بركانية حمراء داكنة تصلح لجميع الزراعات
2 – أهم المزروعات التفاح والكرز
3 – البراري المحيطة بظهر الجبل غنية بالحيوانات البرية النادرة مثل الثعالب والذئاب والضباع
وقد شوهد أحد هذه الضباع بالعين المجرد وعلى مسافة أقل من عشرين متر بالإضافة إلى مجموعة كبيرة
من الطيور البرية
4 – تمتاز هذه المنطقة بالآثار المتنوعة والتي يزيد عمرها عن أربعة الاف سنة قبل الميلاد ولكنها تعاني من الإهمال.
في النهاية: مبروك للجمعية إنجازها الذي حققته بهذا المسير
وألف شكر للأرض التي حضنتنا ألف شكر لجبل العرب وأهلها الكرماء ألف شكر لأرض السويداء الأبية وأهلها ولكل القائمين عليها من محافظ ومدير ناحية ورئيس البلدية