دام برس: جبلة
يمنح البشرة إطلالة مشرقة... ويضفي حيوية على الجسم، ويُزيد القدرة على التركيز، هو في الحقيقة أثر الصوم في شهر رمضان المبارك. الصيام ينظف الجسم ويخلصه من السموم ويمده بطاقة جديدة.
"أثبتت الدراسات الطبية أن الصيام يمكن أن يساعد في التمتع بحياة أطول وأكثر صحة". وأوضحت أن الصيام يسهم مع الوقت في تحسين جهاز المناعة وطاقة الجسم والقدرة على التركيز.
ونظراً لأن الصيام يخلص الجسم من السموم الضارة فإنه يساعد في تنظيف أجهزة الجسم الحيوية كلها. وبذلك يمكن امتصاص العناصر المغذية بشكل أسرع وأكثر فعالية، مما يعمل على التمتع بحالة صحية عامة أفضل ويمنح البشرة إشراقة".
ليتحقق هذا التأثير، يجب أن تخلو قائمة الإفطار من المواد الغذائية غير الصحية والمعالجة صناعياً والمحمرة. وإن الأطعمة المحمرة والمُبهَّرة بشدة والمُحلاة بالسكر تؤدي إلى الشعور بحموضة وعسر الهضم و زيادة الوزن. كما ينبغي مراعاة عدم تناول الطعام بكميات زائدة عن الحد في وجبتي الإفطار والسحور. وكقاعدة أساسية، ينبغي ملء ثلث المعدة بالطعام وثلث آخر بالمشروبات، من أجل تعويض السوائل المفقودة على مدار اليوم.
كما وتتباطأ عملية التمثيل الغذائي التي يقوم بها الجسم، عندما لا يتم إمداد الجسم بطاقة كافية لمدة طويلة". وعند الإفطار يقع كثيرون في خطأ إمداد الجسم بالكثير من الطاقة في وجبة واحدة، ثم يذهبون إلى الفراش وبطونهم ممتلئة. فإن النتيجة تكون كالتالي:
يقوم الجسم بتخزين الطاقة التي تم إمداده بها ليلاً". وفي اليوم التالي، يشعر الصائم بالتعب؛ نظراً للاحتياج للطاقة، لكن الجسم لا يكون قادراً على توفير ما يكفي منها. ويلفت إلى أن زيادة الوزن تُعد من العواقب الأخرى المحتملة.
لكي لا يحدث ذلك، ينبغي أن تشتمل قائمة الطعام على الكثير من المواد الغذائية التي تخلّص الجسم من السموم، مثل المواد الغذائية الخام وغير المعالجة، وتمتاز الخضروات الورقية الخضراء بفعاليتها الكبيرة في هذا الصدد.
لقضاء شهر رمضان بشكل صحي، ينبغي تناول كميات طبيعية من مجموعة المواد الغذائية المهمة". وتتضمن هذه المواد: الخبز، ومنتجات الحبوب، ومنتجات الألبان، والأسماك، واللحوم، والدواجن، والفاصوليا، والفاكهة، والخضروات.
كما أن الخضروات والفاكهة تساعد الجسم في التخلص من السموم". ولا يسري ذلك على المنتجات المحتوية على البروتينات ومنتجات الألبان. ويفضل نوعين من المواد الغذائية، ألا وهما الموز والتمر، وتقول: "الموز يعتبر مورداً جيداً للكالسيوم والماغنيسيوم والكربوهيدرات"، أما التمر فيعتبر من المواد الغذائية المحببة جداً في رمضان، لأنه خال من الدهون وغني بالألياف الغذائية والفيتامينات وأكثر من 20 نوعاً مختلفاً من الأحماض الأمينية التي تُسهل عملية الهضم وامتصاص الجسم للكربوهيدرات. وبذلك يساعد التمر في السيطرة على نسبة السكر في الدم، ونسبة الأحماض الدهنية في الجسم. وإضافة إلى ذلك، فهو غني بعنصر السيلينيوم، والسيلينيوم يقلِّل من خطر الإصابة بأمراض السرطان والقلب، ويعتبر مفيداً لجهاز المناعة".
وينصح الصائمين بالحرص على أن تتألف وجبة السحور من المواد الغذائية التي تحتوي على الكربوهيدرات المركبة، مثل الحبوب والبذور كالقمح والشعير والشوفان والدخن والسميد والفاصوليا والعدس والحبوب الكاملة. وتمتاز هذه المواد الغذائية بأنَّ طاقتها تدوم لساعات، ويتم هضمها ببطء، ممَّا يقلل من الشعور بالجوع.
وبإمكان الصيام أن يقدم مزيداً من الفوائد للصحة: بما أنّ جزءاً كبيراً من الطاقة التي يحتاجها الجسم أثناء الصيام يتم توليده من دهون الجسم المتراكمة، فإن الصيام يساعد في إنقاص الوزن على المدى الطويل ينخفض مستوى الكوليسترول أيضاً"، وأن إنقاص الوزن يتمتع بتأثير إيجابي على داء السكري، كما يسهم في خفض ضغط الدم المرتفع.
كما تزداد نسبة تركيز هرمون الإندورفين في الدم بعد بضعة أيام من الصيام، ويؤدي هذا إلى مزيد من الانتباه وشعور عام بالراحة الذهنية". ويساعد الصيام أيضاً في علاج بعض المتاعب، لا سيّما في الجهاز الهضمي. "المعدة والأحشاء والأمعاء الغليظة يمكن أن تتعافى". وبذلك تشفى الالتهابات والبواسير بشكل أسهل.
ولمساعدة الجسم في التنظيف الذاتي، يُوصى أيضاً بممارسة الرياضة، مع مراعاة أن يتم ذلك قبيل الإفطار أو بين وجبتي الإفطار والسحور، كي يتسنى إمداد الجسم بالسوائل بعد ممارسة الرياضة مباشرة.