Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 00:10:04
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أي نزاع عسكري مع الروس سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية.. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان
دام برس : دام برس | أي نزاع عسكري مع الروس سيغير هياكل أمن القارة الأوروبية.. بقلم : المحامي محمد احمد الروسان

دام برس :

مسارات الأتركة للمنطقة وجلّ الشرق الأوسط، والأدوار التركية في القوقاز الشماليوالقوقاز الجنوبي، ومنحنيات جغرافية أسيا الوسطى بما فيها جزيرة القرم، وعلى وقعالخلافات والتباينات التركية الأمريكية الحالية والمتوقع تفاقمها لاحقاً في عهدالناطق الرسمي الجديد للحكومة الخفيه في العالم، ونواتها في الداخل الامريكي -البلدربيرغ، ومسارات تفاقمها وتطورها لعقابيل وتداعيات قد تحدث شرخاً في جسرالعلاقات بين واشنطن وأنقرة لا يصل الى درجة القطيعة، حيث علاقات تركيا مع الناتووالأمريكي كعلاقة جلدة الشاه بلحمها(بالرغم من محاولات اقصاء تركيا عبر الفرنسيوالالماني من الناتو، ودعم فرنسي ألماني مشترك للمفهوم الاستراتيجي الجديد لحلفالاطلسي، وتصريحات رئيس المجلس الاوروبي بضرورة انتهاء لعبة القط والفأر معتركيا).

وألمانيا – ميركل ووزير خارجيتها هايكو ماس، يسيران كتابعين لواشنطن بعد انخراطاتلبرلين في ترسيم مسارات نقض الاتفاق النووي مع ايران بطلب من السيّد الامريكيالوقح، وهذا الطلب سوف يستمر بعهد جو بايدن كناطق رسمي باسم البلدربيرغ، لغاياتتوسعة التفاوض من جديد أمريكياً مع ايران، لغايات أن يشمل التفاوض برنامج الصواريخالبالستية، وتستمر هذه الألمانيا والتي تصر بأن تكون تابعة لواشنطن رغم محاولاتموسكو في اعادة تأهيلها على المستوى السيادي ولكن التابع يبقى تابع،  تستمر برلين في بيع السلاح الألماني على مستوىالعالم بالاتجاهات الأربع وخاصة في الشرق الاوسط.
إنّ العنوان الرئيسي لهذه المرحلة هو الخلع الاستراتيجي من المنطقة وفيالمنطقة، والمتمثل في اعادة هيكلة الوجود الأمريكي في أفغانستان وليس بالانسحابالأمريكي من أفغانستان، بعد اعادة(هندرة)الوجود الأمريكي في العراق والذي عادأولوية أمن قومي أمريكي في عهد الرئيس ترامب المنصرف من البيت الابيض، وسوف تتصاعدأهميته في عهد الناطق الرسمي باسم الحكومة الخفيه الديمقراطي جو بايدن، لغاياتالعبث بايران عبر استراتيجيات التطبيع الناعم، لتفجير ايران عبر الاتفاق النوويوضرورة الحفاظ عليه، وعلى العبث بالطبقة الوسطى الايرانية، والذي صار يعود من جديدعبر ما يحدث في الأنبار وتحت عنوان مكافحة الأرهاب لخلق اقليم سني قادم ليكونبمثابة مسمار جحا لليانكي الأمريكي، من هنا تأتي أهمية إرباك المنطقة الشرقالأوسطية كحاجة أميركية للخروج من متاهاتها العميقة(عبر الناتو وأدوار تركية كمخفرمتقدم)، عبر اعادة تموضعها وحصر أولوياتها وتنازلات هنا وهناك، للوصول الى تفاهماتمع التكتل الدولي الاخر وعنوانه موسكو، والأخيرة مسنودةً من قبل الصيني وجلّ دولالبريكس.

الحكومة الخفيه لواشنطن، توظّف تركيا ضد روسيّا وايران وسورية والعراق، وللعبث فيالقوقاز الشمالي والقوقاز الجنوبي، كما أنّ نواة هذه الحكومة البلدربيرغ، تحدّثدوماً استراتيجيات دفاعية أمريكيةجديدة، وتحديثات مستمرة لمفاصلها وتمفصلاتها الاممية وفعلها على الميدان الدولي،لثالوثها النووي البحري والجوي والصاروخي، وبالخلفية أيضاً تحديث، لمجتمعاتاستخباراتها وأفعالها القذرة في جلّ ساحات الخصوم والحلفاء على حد سواء، لوقف تآكلالقوّة العسكرية الأحادية الشاملة، أمام الفدرالية الروسية والصين وكوريا الشماليةوايران، وهي استراتيجية تنافس من جهة، ومواجهة عسكرية ومخابراتية وسيبرانية من جهةأخرى، وحفاظاً على حيوية الأقتصاد الأمريكي وهو اقتصاد حروب.
 فأمريكا تتهم كل من روسيّا والصين بتقويضقوّة الناتو، والأخير من مخلفات الماضي التليد(نلحظ رغبة أمريكية في انهائهللناتو، لكن الأوروبي متمسك به، كونه يرى أنّ الأمريكي يسعى الى شطبه للأوروبيبالمعنى الأستراتيجي عبر تقوية أوكرانيا عسكرياً واقتصادياً، والناتو يحمي أوروبامن روسيّا هكذا تفكر كوادر القارة العجوز – سوف يزداد العمل في عهد جو بايدنلانهاء الناتو فالحاكم هناك قوى خفيه، تجيء بأي رئيس عبر لعبة ومسرحيةالانتخابات)، وجاءت موضوعة مكافحة الأرهاب المعولم كأولوية ثانية في المسارالعسكري التحديثي لواشنطن، وظهرت أمريكا في مفاصل رؤيتها العسكرية الجديدة، أنّهافي غاية القلق من التمدد العسكري والأقتصادي لكل من الصين وروسيا وايران فيأفريقيا والشمال الأفريقي، وترى أنّ القوّة العسكرية هي الوسيلة الوحيدة لفرضالهيمنة والقرارات على العالم.

انّ الرهان الغربي والأميركي وبعض العربي، على تخلي موسكو وطهران والصين عنالنسق السياسي السوري وبعد هذه الحرب الكونية، هو رهان خاطئ لا بل وساذج لأنّهببساطة، كون سورية أصبحت مفتاح التحولات في منطقة الشرق الأوسط والعالم، إيرانتدرك أنها مستهدفة من خلال سورية، أمّا الفدرالية الروسية، التي تمنحها سوريةإمكانية العبور إلى الشرق الأوسط بأزماته وثرواته، وفرصة إيجاد تعددية قطبية جديدةتتوزع فيها المسؤوليات والواجبات والمزايا والعطايا، وحيث الدول ليست جمعياتخيريّة فما يحكمها المصالح والمصالح فقط، بجانب الروابط الأستراتيجيةواستهدافات الأمن القومي، وفي ظل تراجع مشروع الهيمنة أو الأحادية الأميركية الىحد ما، ورغم سعي واشنطن للسيطرة على العالم رغم ما تعانيه من أزمات متشائلة، لذلكموسكو لا تريد خسارة ورقتها السورية التي تسمح لها بالإطلالة على البحر المتوسط،والذي يشكل رافعة إستراتيجية لمعابر النفط والغاز، لذلك كانت موسكو شرسة بما يجريفي أوكرانيا، والأخيرة نتاج المسألة السورية بتفاصيل الموقف الروسي نحوها.

والمفهوم الصيني للمسألةالسورية، ينطلق من ذات المفهوم الروسي والأيراني، والصين تدرك أيضاً أنّ المجمّعالصناعي الحربي الأمريكي يعتبرها هي العدو والعدو والعدو الأول، لذلك سنجد وقريباًكيف سيتم تفعيل منظمة شنغهاي: روسيّاً وصينيّاً وايرانيّاً لتلعب أدوار حلف وارسوالجديد، مقابل العلاقات مع الأطلسي بوجه العسكري والمخابراتي بالرغم من أنّه فيحالة موت دماغي كما وصفه الرئيس الفرنسي ماكرون صبي(مرته).
وعبر هذه الخلفية الأستراتيجيةفانّ موقف نواة الدولة الوطنية الروسية، يوصف بأنّه يتعاطى ويتحرك وفق ذهنية أمنقومي داخلي خاص به، بعبارة أخرى أنّه إذا سقط الحليف السوري كنسق سياسي وبرمزهالرئيس بشّار الأسد وبالأخص في هذه المنطقة الجغرافية، فهو سينعكس سلباً وبعمق علىالوضع الروسي الداخلي وتعقيداته وتشابكه مع محيطه ومجاله الحيوي.

انّ مجتمع المخابراتالروسية يدرك جيداً أنّ رؤية ومشروع مخطط جنين الحكومة الأممية( البلدربيرغ)، هوفي تنصيب الجمهوريىة التركية في ظل حكم حزب العدالة والتنمية الأسلامي وجعلها رأسالحربة في هذا المشروع، كي تلعب هذا الدور في الحدائق الخلفية لموسكو وذات دولالخلفيات الأسلامية، أي بمعنى أن الغرب يقول للأتراك:- (يا تركيا)لا أمل لك فيالانضمام إلى أوروبا، وعليك الدخول إلى هذا الشرق ولعب هذا الدور لصالحنا ولصالحكفي شرق آسيا وشرق البحر المتوسط، وبالتالي من هذا المنطلق أو التحليل تتحرك ذهنيةوفكر الروسي، بأنّ تركيا لا يجب أن تنتصر في هذه المعركة خوفاً على الفيدراليةالروسية، وحماية لها ولحلفائها ومجالها الحيوي، ومؤخراً دخلت أوكرانيا على هذاالمفهوم، فضمّت القرم الى الأتحاد الروسي وعبر استفتاء شعبوي بعيداً عمّا يروج لهالأعلام المضاد، اعلام البلدربيرغ الأمريكي ومن ارتبط به من اعلام العربانوأشباههم.
هذا الترابط فيالنقاط  الأساسية والمشتركة بين الدورالتركي والأطلسي في المنطقة، يدفع الروس للاستنتاج بأنه إذا تم إيذاء سورية، فسوفيكون إيذاء مباشر لروسيا ومن ثم الصين، وهو ترابط أخطر من المصالح، فاذا حسمت المعركه حسمت باسم الأطلسي وتركيا، والدوربعدها سيكون الى آسيا الوسطى والجمهوريات السوفيتيية الاسلامية، الموضوع وأحياناًيكون، أبعد من المصالح بين الدول وله علاقة مباشرة بتهديد الأمن القومي الروسي فيالعمق مباشرة، لأنه يمثل خطر على روسيا عبر نقل الحركة الاسلامية الاخوانية الىحدودها، والى داخلها بنفس منطق الحركة الاسلامية في الربيع العربي والذي لو قدّرله الانتصار كليّاً، لتولت تركيا اكماله في روسيّا نيابة عن الأمريكيين والغربيين،هكذا هي تركيا في مخيخ وعين نواة الفدرالية الروسية وهكذا ينظر الروسي الى التركيبشكل عام.

في أي مقاربات سياسية وعسكرية لتطورات الملفالسوري، عليك أن تعي بعمق أنّه لا استدارات كاملة من أي طرف من أطراف المؤامرة علىسورية، كونها تقارب المستحيل في المشهد السوري حتّى اللحظة الراهنة، ولا تستطيعالتوقف بسهولة هكذا، كما العودة الى الخلف ليست فعلاً سهلاً، وصحيح واقع ومنطقأنّه ثمة انعطافات هنا وهناك، قد تؤسس الى أنصاف أو أثلاث استدارات من قبل الطرفالثالث في الحدث السوري وأتباعه الكميكازيين الأنتحاريين من بعض العرب وبعضالمسلمين.

الهندسة الإستراتيجية لبقايا وازنة من الإرهابيينالآن في سورية(عبر الناتو وتركيا معاً، رغم الخلافات والتباينات والتقاطعات، لكنفي الموضوع السوري هم فريق واحد)، تقوم على توسيع جبهات القتال لأشغال قوّاتوقطاعات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان وتفاصيله، والولايات المتحدةالأمريكية ما زالت تحافظ على داعش وتستثمر بالإرهاب المعولم، في محاولة(أعتقدأنّها بائسة)لألهائها، وهذا هو رهانات الطرف الثالث في الحدث السوري والذي من شأنهاعاقات لأتمام التسوية السياسية للمسألة السورية، والتي وصلت ارتداداتهاالأستراتيجية على كامل الكوكب الأرضي الذي نعيش عليه وفيه، وصارت تتحوّا ناراً وشنّاراً،وهي من ستحدد مستقبل غرب آسيا لعشرات السنين القادمة حيث الصراع عليه، ومفتاح الحلفي هذه الأزمة هو المفتاح السوري، فمن يملك مفتاح سورية ترتفع حظوظه في امتلاكالمنطقة(غرب آسيا بأكملها).

ونلحظ أنّ الجيش السوري وحلفائه قابل استراتيجية هندسة الأرهابيين السفلةومشغليهم، باستراتيجية تتموضع بمنطق جبهات الحرب العالمية وعلى كل الجغرافياالسورية، حيث الجبهة التي تسقط، الثانية وتلقائيّاً تسقط هي الأخرى، وفي نفس الوقتيعمل على توسيع قاعدة وجود الدولة الوطنية السورية في البؤر وآماكن سيطرةالأرهابيين السفلة ومشغليهم، ويجهد وحلفاؤه على التوجه نحو كنس الارهاب المعولم فيادلب رغم وقف اطلاق النار فيها، وان كان الجميع يذهب أنّه بعد معركة ادلبسيتم انجاز معركته للجيش في الشرق السوري والجنوب الشرقي لسورية وربط الباديةالسورية بالبادية العراقية، مما يقود الى توجيه رصاصات قاتلة وقاسمة للأرهابيينومشغليهم في الداخل الأدلبي وريفه(أطراف سورية رسمية أفصحت عن ذلك، وأعتقد أنّها تجيءتحت عنوان التموية والغموض الاستراتيجي الايجابي)، كون محافظة ادلب وريفها صارتساحة لتصفية الصراع على سورية وفي سورية.
في حين نجد أن الجيش السوري والحلفاء ضبط وبنسبة كبيرة جدّاً الحدود السوريةاللبنانية وسيطر عليها الآن، والمقاومة في لبنان سلّمت كلّ أماكن تواجدها علىالحدود الشرقية للبنان للجيش اللبناني، ووسّع من انتشارات متفاقمة لقطاعاته فيمحافظة درعا المتاخمة للحدود مع الأردن بعد فتح معبر نصيب، والحدود السورية معالعراق في مراحلها الأخيرة لإغلاقها بوجه الإرهابيين، وان كان الأمريكي يستثمر فيمخيم الركبان كخزّان بشري داعشي ليلعب بورقة شرق نهر الفرات من جديد، بجانبتفعيلات للطيران الحربي السوري والروسي لضرب أي تسلل لمجاميع الأرهاب المرتدة منالداخل العراقي الى الداخل السوري نتيجة المواجهات مع الجيش العراقي والحشدالشعبي، بعد أن تم استعادة الجنوب السوري برمته لحضن الدولة السورية ومحافظةالسويداء ذات الحدود العميقة مع الأردن، حيث جبل العرب ما كان يوماً الاّ للعربولن يكون الآ للعرب.

تركيا وأمريكا، وفي معرض مسارات دعمهما لسلطات كييف الأوكرانية، المحفوف بالمخاطرعلى جلّ استقرار القارة الأوروبية العجوز، فهما تشرعان كل أنواع مواجهات هذهالسلطات مع المعارضين في شرق أوكرانيا وجنوب شرقها، وفي دعم سلطات كييف الجديدة فيالعمل على اقتطاع جزيرة القرم من روسيّا.
الكابوي الأمريكي معروف عنه تاريخيّاً التشدّد والمرونة في السياساتوتنفيذها، حيث هناك في مفاصل الدولة الأمريكية فريق يسعى الى مزيد من التصعيد معالروسي، في فرض مزيد من عقوبات مشدّدة وتقديم مساعدات عسكرية لسلطات كييف الجديدة،وهذا الفريق فريق العصا الأمريكية الغليظة، بسببهم صارت أمريكا الشرطي الأول فيالعالم، وفريق آخر يظهر شيء من الحكمة والواقعية السياسية والميدانية، وقد يكونالأقدر على فهم متغيرات الزمن، يسعى وبصعوبة نتيجة الصراع والخلاف مع الفريقالآخر، في جعل الباب مفتوحاً بقدر يسير للغاية للوصول الى تقاربات ثم تفاهمات،للوصول الى الحل الدبلوماسي لهذه الأزمة مع الروسي.

هذا الفريق الأمريكي فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار التي أشعلتها واشنطن عبرحلفائها وأدواتها في الداخل الأوكراني، ممكن وصفه بالتيّار المعتدل أو أنّه يظهرالأعتدال وينادي بالتريث وتبريد سخونة الأجواء، ويعلن أنّه ليس من الحكمة بمكانحشر روسيّا بالزاوية ورفع سقوف التشنج معها، وفي ظل وجود ملفات مشتركة مهمة علىطول وعمق خطوط العلاقات الأمريكية الروسية.
فتحتاج واشنطن لموسكو كثيراً وأكثر من حاجة روسيّا للعاصمة واشنطن دي سي في الملفالسوري، والملف الأفغاني، والملف الباكستاني، والملف الإيراني، وملف كورياالشمالية، وملف الصراع العربي "الأسرائيلي"، وملف تايوان، وفي ذلك رسالةمشفّرة لموسكو، نواة الأخيرة فكّت الشيفرة، وهي لتقديم تنازلات محدودة في ملفاتأخرى حتّى في تايوان.

وبحسب قراءات مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية، أنّه وفي ظل الأصطفافاتالدولية بسبب الأزمة السورية ونتاجها الطبيعي الأزمة الأوكرانية، تسعى واشنطنوحلفائها ودولة الكيان الصهيوني الدولة المسخ "إسرائيل"، إلى تسخينالنزاع بين روسيّا واليابان حول جزر كوريل المتنازع عليها بين طوكيو وموسكو،والأخيرة تنسق مع بكين حول ذلك.

 كما أنّ الفدراليةالروسية تعي أنّ فريق الأطفاء الدبلوماسي للنار الأمريكية في كييف، لا يعني ولايشي أنّ أمريكا تقر بوجود شريك روسي لها، وأنّ هناك قوّة أخرى صاعدة أعادت انتاجنفسها من جديد، فصعدت بقوة وثبات وكان الصعود خطوة خطوة وليس صعوداً صاروخيّاً،كون المعادلة الكونية تقول: أنّ من يصعد بشكل صاروخي سريع يسقط بمثل وشكل ما صعد،وهذا ينطبق على الدول وعلى الجماعات وعلى الأفراد(النخب السياسية والأقتصادية)فيالمجتمعات والدول.

انّ أي نزاع عسكري في أوكرانيا مع الروس من قبل الناتو ودعم تركي للأمريكي، سيغيرهياكل أمن القارة الأوروبية ويقود الى حالة عدم الأستقرار في أوروبا كلّها، خاصةوأن المعلومات تقول عن تواجد عسكري للناتو هذا الأوان في مناطق أوروبا الشرقية،وهذا ما تم رصده وأكّده تصريح غير مسبوق لقائد قوّات الناتو في شرق أوروبا، والذيسبق أن زار دول الجوار السوري منذ بدء الحدث السوري وفي أكثر من زيارة معلنة وغيرمعلنة ومنها الأردن(نلحظ ارسال البنتاغون لأكثر من ألفي جندي أمريكي اضافيين،الى بولندا لغايات الدفاع عن أمن أوروبا ومصالح واشنطن).

وروسيّا تعتمد تكتيك النفس الطويل، وهذا هو نفسه سيناريو القرم الذي انتهجتهموسكو، حيث الجيش الروسي تمترس خلف الحدود وترك الساحة للحلفاء في الداخل القرمي(القرم)،مع دعم سياسي ومادي ومعنوي وعسكري واعلامي، وذات السيناريو سيكون مع مناطق شرقوجنوب أوكرانيا، وفي حال تفاقمت الأمور في الشرق الأوكراني وجنوبه، فانّنا سنكونأمام قرم آخر ينظم للفدرالية الروسية، وأثر ذلك على أوروبا والعالم سيكون وخيماً،حيث تتشجّع الحركات الأنفصالية وتطالب بالأنفصال، مما يقود الى حالة من عدماستقرار وثبات الدول وحدودها الجغرافية، وفي النهاية سيكون الشرق الأوكراني قرمآخر انّها لعنة اقليم كوسوفو، حيث تم سلخ الأخير من يوغسلافيا السابقة وجعله كدولةبمساعدة الأمريكي، وثمة تسخينات لجغرافيا وديمغرافيّة كوسوفو كمنتج للأرهاب منجديد لتوجيهه ازاء روسيّا وتركيا.

هناك تحولات جيو - إستراتيجية وتسوناميات داعشية ارهابية في المنطقة بفعلأمريكي، من أجل تعزيز حالة التشظي التي يشهدها العراق وسورية والمنطقة، كي تمهّدلتنتج ميلاد أرخبيلات كيانية طائفية أو اثنية وذلك لشرعنة اسرائيل الصهيونية فيالمنطقة، مع ترسيمات لحدود نفوذ جديدة مع حلفاء مع فرض خرائط دم BLOOD MAPS كأمر واقعبمشارط العمليات القيصرية، وعبر استراتيجيات التطهير العرقي والطائفي ETHNIC CLEANSING كل ذلك معالتفكيك الممنهج والتفتيت الجغرافي والتلاعب بجينات الوحدة الوطنية، وافشال الدولالوطنية FAILINSTATES  واستهدافات للجيوش الوطنيةذات العقيدة الوطنية واحلال ديمقراطيات التوماهوك وبديلها الداعشي، لتأمين مصالحالشركات الأمريكية والأوروبية النفطية في المنطقة.

واشنطن فشلت في التحكم ومراقبة أزمة المنطقة، فزّجت بورقة داعش كون أن التطوراتوالنتائج في محصلتها لم تصب في صالحها، بل في صالح طرف آخر هو طرف خط المقاومة فيالمنطقة، فتدخلت بريطانيا من جديد ووجدت فرصتها سانحة ومواتية لأستعادة بعض مناطقالنفوذ فكان الأنشقاق الأولي في داعش، وسنرى استثمارتها وتوظيفاتها وتوليفاتهالداعش لاحقاً.

انّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية(الأمبراطورية الرومانية الجديدة عبردولة كوردستان)أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترندائماً وأبداً بالمصائب والدمار، و واشنطن الآن تناقش نفسها بنفسها حول العلاقةبين مصالحها وموقعها من نشر الديمقراطية وحقوق الأنسان والحاكمية الرشيدة، ومتىأصلاً كانت أمريكا تقيم وزناً للمثل والقيم الأنسانية اذا تعلق الأمر بمصالحهاالحيوية؟ انّ كل مغامرة قام بها الغرب في الشرق الأوسط لعبت فيها السعودية دوراًايجابياً تمويلاً وتغطيةً، امّا علناً أو من وراء ستار ومنذ الحرب العالميةالثانية تحالف السعودية العربية مع الغرب.

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية
Mohd_ahamd2003@yahoo.com
سما الروسان

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz