دام برس:

لم تكن ألعاب الأطفال سبيله للترفيه عن نفسه عندما كان صغيرًا، فالخردة، التي كانت تحاوطه كانت لعبته الوحيدة، يجمعها ليصنع منها سيارة ربما تتفوق على السيارات الكهربائية، التي يلعب بها أصدقاؤه.

طوال 20 عامًا كان يرافق فيها والده، سروجي السيارات، تعلم أحمد صابر كيف يعيد استخدام الخردة في ابتكار سيارة، ليتحول الأمر بعد ذلك إلى هواية صناعة نماذج سيارات تحاكي موديلات فخمة وأخرى يبتكرها هو، حتى لو كلفه الأمر أن ينفق عليها من ماله الخاص.

يقول «صابر»، الذي ورث مهنة سروجي السيارات عن والده: «خلال الـ20 عامًا الماضية طورت من مستوى السيارات، التي أصنعها، خاصة عندما بدأت استخدم الإنترنت، الذي ساعدنى على تطوير تصميم السيارة، وجعلني ابتكر سيارات حديثة، بعدما كنت أهوى تصميم الموديلات الكلاسيكية».

الخشب والصاج والحديد هي أدوات «صابر» لصناعة السيارة، التي قد تستغرق صناعتها عامًا كاملًا، فيحكي: «عدم تفرغى لهذه المهمة يجعلنى استغرق وقتًا أطول، لتشكيل المادة وصناعة الدواخل والهيكل ودائرتها الكهربائية».

يحرص «صابر» على إضافة كماليات خاصة بسياراته: «إحدى السيارات، التي صنعتها خشبية الهيكل والكبوت فيها يفتح بالكهرباء مثل المرايات».

وتصل تكلفة السيارة الواحدة إلى 3500 جنيه، لكن صابر لا يمانع أن ينفق ما يكسبه من مهنة السروجي على مهنة مخترع السيارات، ويقول: «هذه هوايتي وأنا سعيد بها حتى لو كانت مكلفة، وأتمنى أن تكبر الهواية لتكون بذرة لصناعة سيارات مصرية».

لم تخرج سيارات «صابر» للنور، ولا يأمل في تحولها من نموذج مصغر لنموذج حقيقي، فتدرج في حلمه وقال: «مش لازم نبدأ بعربية على طول.. ممكن البداية تبقى مشاركة مصر في تصنيع سيارة ونتدرج لحد ما نصنع عربية مصرية كاملة».