أصبحت المنافسة في الموسم الحالي من بطولة العالم لسباقات سيارات فورمولا-1، مقتصرة على فريق واحد فقط بعد أن واصل مرسيدس فرض هيمنته على مجريات الموسم.

وتواصلت صولات وجولات مرسيدس في الموسم الحالي، بعد تفوق البريطاني لويس هاميلتون على زميله الألماني نيكو روزبرج في طريقه للفوز برابع سباق على التوالي، من خلال سباق جائزة أسبانيا الكبرى أمس الأحد.

وأثار كريستيان هورنر رئيس فريق ريد بول، إمكانية فوز مرسيدس بجميع السباقات الـ19 في الموسم الحالي، بعد فوز هاميلتون بلقب سباق جائزة اسبانيا الكبرى على مضمار دي كاتالونيا.

واحتل سائقا ريد بول دانييل ريتشاردو والألماني سيباستيان فيتيل الفائز بلقب بطولة العالم في المواسم الأربعة الماضية، المركزين الثالث والرابع في سباق الأمس ولكن بفارق كبير عن هاميلتون وروزبرج.

ولا يستطيع أحد أن ينكر إمكانية سيطرة مرسيدس على لقب سباق موناكو بعد أسبوعين، ليحقق بذلك الفريق فوزه السادس على التوالي بجانب حصوله على المركزين الأول والثاني للسباق للمرة الخامسة في الموسم الحالي.

وحصد مرسيدس حتى الآن 197 نقطة من أصل 215 نقطة متاحة في أول خمسة سباقات من الموسم، بينما حقق هاميلتون فوزه الرابع على التوالي ليقتنص صدارة الترتيب العام لفئة السائقين من روزبرج.

ووفقا لصحيفة "دايلي ميل" فإن هاميلتون "شن حرب نفسية كبيرة على" روزبرج من خلال الفوز في إسبانيا، محققا أول فوز له على مضمار دي كاتالونيا، والفوز الـ26 في مسيرته.

وأشارت ديلي ميل، إلى أن السباق الذي استهله هاميلتون من مركز الانطلاق الأول ونجح في الفوز به بعد منافسة قوية من جانب زميله في مرسيدس خلال المراحل الأخيرة "على الأرجح سيكون مؤلما لروزبرج لبعض الوقت قبل سباق موناكو بعد أسبوعين".

ويعتقد نيكي لاودا الرئيس الغير تنفيذي لمرسيدس والفائز بلقب بطولة العالم ثلاث مرات، أنه لا يوجد أي سائق يستطيع النيل من المسيرة الرائعة التي يقدمها هاميلتون في الموسم الحالي. 

وحل ريتشاردو في المركز الثالث متفوقا بفارق 49 ثانية على زميله فيتيل، الذي استعاد جزء من توازنه بعد أن بدأ السباق من المركز الخامس عشر عقب تعرضه لعقوبة التراجع خمسة مراكز بسبب تغيير صندوق التروس خلال التجربة الرسمية لسباق إسبانيا.

وقال فيتيل:" مرسيدس قوي للغاية، لديهم محرك استثنائي، وسائقين مذهلين، سيارة جيدة جدا، وفريق هائل، إنهم يقومون بعمل جيد، لذا سيكون من الخطأ التذمر  بشأن سيطرتهم المطلقة، لقد عملوا بشكل أفضل من الجميع في فصل الشتاء ويستحقون أن يرتقوا إلى هذه المكانة".

وفقد ريد بول سيطرته على مجريات الأمور بعد أن حصد لقب الفرق (الصناع) في الأعوام الأربعة الماضية، ولكن الفريق لم يرفع الراية بعد، وينبغي عليه أن يتطلع إلى سباق موناكو، يليه سباق مونتريال، إذا أراد أن يبقي لنفسه على أي فرصة في المنافسة على لقب الموسم الحالي.

وقال هورنر رئيس ريج بول "لدينا خيار، إما أن نحزم أمتعتنا ونعود إلى الديار، أو القتال".

وأضاف هورنر:" لقد حققنا بعض النجاحات ونسعى لمواصلة الضغط، ولكن حصد أقصى عدد من النقاط في كل سباق يضع مرسيدس في موقف قوي".

وأشار "الأمر جائز ولكن بعيد المنال، أن يفوز مرسيدس بجميع السباقات الـ19 في الموسم الحالي، لديهم محرك قوي وسائقين من أصحاب الإمكانيات في الوقت الراهن، ولكن الأمور قد تتغير، لقد فزنا في أخر تسع سباقات في العام الماضي، والأمور تغيرت سريعا جدا".

ويدرك روزبرج أنه قريب جدا من هاميلتون، والكثير من الأمور قد تتغير في سباق موناكو، فيما يتعلق بالسائق الذي سيفوز في التجربة الرسمية، او الذي سيفرض هيمنته على السباق نفسه.

وقال روزبرج الذي فاز بسباق موناكو متفوق على فيتيل وزميله السابق مارك ويبر وهاميلتون "إنه السباق المفضل لي".

وأضاف:" ذكريات رائعة من العام الماضي أتطلع إليها، ومن خلال السيارة التي بحوزتنا في العام الحالي سيكون الأمر أكثر روعة".

ومن جانبه شدد هاميلتون على أنه يتكل على انتصاراته المتتالية، ولم يستبعد إمكانية لحاق فرق أخرى مثل فيراري أو ريد بول بفريق مرسيدس في الصدارة.

وأوضح هاميلتون:" بالنظر إلى المعدل الذي يسير به الفريق، فإننا نبدو أقوياء لعدة سباقات أخرى على الأقل".

وختم هاميلتون حديثه بالقول:" مازال أمام منافسة شرسة مع نيكو، الأمر مازال متقارب، الطريق مازال طويل جداً".