دام برس– محطة الحجاز- يونس أحمد الناصر:
الوقت هو الظهيرة و المكان هو محطة الحجاز وسط دمشق , حيث اكتظاظ المارة الذاهبين و الغادين لقضاء شؤونهم
عمال محافظة دمشق يقومون بتنظيف واجهة المحطة الأثرية من الغبار و إعادتها إلى رونقها الذي يليق بالعاصمة دمشق و هو اليوم الثاني لعملهم
المارة الذين اعتادوا سلوك هذا الطريق ابتعدوا إلى مسالك أخرى تجنبا للغبار و الرمل المتطاير من عمليات التنظيف و صوت الكمبروسورات
عمال المؤسسة العامة للخط الحديدي الحجازي و حراسها الذين اعتادوا الوقوف على درج المحطة دخلوا إلى داخلها و الشباب الذين ألفوا الجلوس على درج المحطة العريض لتناول سندويشاتهم التي يشترونها من المطاعم القريبة فيجدون في درج المحطة فرصة لقليل من الراحة كي يتابعوا طريقهم , لم يفعلوها في هذا اليوم الحزين
انفجار قوي يهز المكان و جثث الشهداء الطاهرة على الأرض و دماءهم تختلط بالرمل و التراب الناتج عن عمليات التنظيف
لحظات لا يمكن أن يفكر فيها المرء سوى بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المصابين و الجرحى , هب عمال المؤسسة بشجاعة موصوفة و تم إسعاف المصابين إلى المشافي القريبة و بعد أن انقشع الدخان و الغبار تظهر حقيقة ما حدث تأكيدا لما قاله المواطنون قبل انقشاع الدخان .... لقد فعلها المجرمون الإرهابيون
قذيفة هاون ... محملة بحقدهم على سورية و السوريين أطلقها أحفاد أبي لهب و مرتزقة البترودولار و مجاهدي النكاح أدت إلى استشهاد عدد من عمال التنظيف
وعدد قليل من المواطنين العابرين وعدد من الجرحى بسبب تطاير الشظايا و الذين كان سيكون عددهم أكبر بكثير, لولا عمليات التنظيف لواجهة المحطة .
دقائق قليلة بعد انقشاع الدخان حضر السيد وزير النقل الدكتور محمود سعيد ومعاونه لشؤون النقل البري السيد عمار كمال الدين لتفقد المكان و الاطمئنان على صحة العاملين في مؤسسة الخط الحجازي الذين لم يغادر أي منهم مكان عمله و أكدوا إصرارهم على استمرار العمل و عدم الخوف من جرائم الإرهابيين القتلة
حركة السير في ساحة الحجاز استمرت على طبيعتها و كأن شيئا لم يحدث و في اليوم التالي جاء عمال محافظة دمشق لإصلاح الأضرار التي أصابت المكان
ما أريد قوله بأن المواطن السوري العظيم يوما بعد يوم , يؤكد تعلقه بالحياة التي لن يوقفها حقد الإرهابيين المرتزقة و يؤكد وعيه العميق بما خطط له المتآمرون على سورية .
كما يؤكد المواطنون السوريون يوما بعد يوم من عمر الأزمة , إصرارهم على الانتصار على هؤلاء الظلاميين المجرمين أدوات المشروع الصهيوني الأمريكي للنيل من سورية و موقفها الصامد و التزامهم بنهج المقاومة الذي رسمه القائد الخالد حافظ الأسد حين قال : إن ثمن المقاومة أقل بكثير من ثمن الاستسلام
و تمسكهم بهذا النهج عبر تمسكهم برمز عزة سورية و كرامتها السيد الرئيس بشار الأسد الذي رفض المساومة على ثوابتنا الوطنية و أكد التزامه بنهج المقاومة ضد الكيان الصهيوني الغاصب للأرض و الحقوق .