دام برس:
مع زيادة الحديث عن العدوان الامريكي على سورية لجأ المستثمرون من جديد الى الذهب كملجأ امن و الذي بقيت اسعارة ضمن عتبة 1400 وبيمنا شهدت البورصات العربية انخفاضات كبيرة. مع ذلك يعتقد الخبراءأن الاتجاه الأساسي لاسعار الذهب ما يزال هبوطي.
مع ارتباك القوى الغربية حول تدخل عسكري في سوريا، ارتفع سعر الذهب إلى مستويات قياسية في الايام الاخيرة )بين 26 و 28 آب، ارتفعت اسعار الذهب ب 2٪، بلغت ذروتها عند 1،433 $ للأونصة. مع هذه الاضطرابات الجيوسياسية، زاد المستثمرون من وضع أموالهم في المعادن الثمينة، التي تعد ملاذا آمنا. وارتفعت اسعار الفضة أيضا بنسبة 2.6٪ لتصل إلى 25.1 دولار للااونصة. حيث يبدو أن الاسعار التصاعدية للذهب يقودها زخم الاحداث على الساحة الدولة فيما يتعلق بسورية.
بعد الانخفاض الحاد الذي شهدته اسعار الذهب منذ شهر ايلول الماضي و التي وصلت لادنى حد لها في يوم 27/6، عاد الذهب واكتسب نحو 20٪ من قيمته خلال فصل الصيف. و بالتالي يمكن القول رسميا عن سوق الذهب بأنها سوق ذات سوق تصاعديةمن خلال زيادة قدرها 20٪ على الأقل خلال فترة محدودة من الزمن. بيمنا ارتفعت اسعار الفضة بحدود 40% منذ شهر حزيران الماضي. و بالتالي يمكن وصف اسواق المعادن الثمينة بأنها اسواق ذات اسعار صعودية بعد الهبوط الذي شهدته في ربيع عام 2013. يعزو المحللون هذا الارتفاع الى لجوء المستثمرين الى المعدن الثمين منذ حزيران الفائت لخشيتهم من أزمة عميقة في الأسواق الناشئة. فالهند والبرازيل هي في وضع دقيق، وأنها من بين الأركان الاساسية للاسواق الناشئة التي يرمز لها بدول ال BRIC
يمكن اضافة عواما اخرى لهذا الارتفاع في اسعار المعادن الثمينة كالسياق الجيوسياسي الدولي. حيث عززت الأزمة السورية الطلب على المعادن الثمينة حيث لجأ المستثمرين الى وضع اموالهم في محافظ استثمارية آمنة. يضاف الى ذلك الحركات العمالية التي تهديد بالإضراب عن العمل في مناجم التعدين في جنوب أفريقيا و التي تتطلب رفع مستوى الاجور و التي يمكن أن تؤدي الى انخفاض المعروض من المعادن الثمينة.
لكن من الصعب المراهنة على الاتجاه التصاعدي لاسعار المعادن الثمينة على المدى الطويل، بعد أن شهدت اتجاه هبوطي خلال القسم الاكبر من عام 2013. فمن المتوقع أن تشهد اسعار الذهب انخفاضا جديدا نتيجة التخفيض المستقبلي المتوقع لسندات الخزينة الأمريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
تاريخيا, ترتبط اسعار الذهب بقوة مع اتجاهات السياسة النقدية للولايات المتحدة الامريكية, حيث يلجأ المستثمرين يميلون إلى الذهاب للالذهب كبديل الكعملة بديلة عملةخلال فترات التوسع النقدي، و التي تؤدي الى الذي خفض قيمة الدولار. بينما يتنافس الذهب و الدولار كملاذ آمن للمستثمرين خلال فترات الانكماش النقدي، و الذي يؤدي لرفع قيمة الدولار. يمكن القول بأن انتعاش الذهب الحالي قد وصل الى مستواه الاعلى الذي لا يمكن تجاوزه و بالمقابل فمن المتوقع أن ينخفض الذهب على المدى الطويل الاجل مع البدء بتخفيض ونهاية برنامج شراء الأصول (QE3) من جانب الاحتياطي الفدرالي.
اليوم و مع انخفاض وتيرة الزخم و بعد تصويت مجلس العموم البريطاني على رفضه الاعتداء على سورية سجلت اسعار الذهب انخفاضا بمقدار -0.7% و انخفضت الاسعار الى ما دون 1400 (1398). و الايام القادمة يمكن أن تشهد ارتفاع لاسعار العملات الثمينة و لكن الاتجاه الطويل الاجل سيبقى الى انخفاض.