دام برس :

ما اشتغلت عليه المقاومة خلال معركة القلمون، لجهة ملاقاة مواقع ونقاط الجيش اللبناني في جرود عرسال، أثبت نجاحه خلال الأيام القليلة الماضية، في صدّ ومواجهة عمليات هجوم أو تسلل للمجموعات الإرهابية المسلحة على مواقع الجيش اللبناني أو حزب الله. ففي أيار الفائت حقق مقاتلو حزب الله تقدما سريعاً على جبهة القلمون، بدءاً من جرود طفيل الشمالية وبريتال وعسال الورد، وصولاً حتى مثلث جرود نحلة ــ عرسال ــ فليطا، وليتبعه بسيطرة سريعة على سهل الرهوة، السهل الأكبر في جرود عرسال، ليصبح ضمن النطاق النظري مع نقاط ومواقع الجيش في وادي عطا وعقبة الجرد وحقاب الحيات ومنطقة الكسارات.

كذلك سيطر المقاومون بالنار على وادي الرعيان ووادي صورة والتقت مواقعهم مع مواقع الجيش اللبناني في سرج حسان ووادي سويد من الجهة الجنوبية الغربية لبلدة عرسال، حيث باتت بين مواقع الجيش والمقاومة مساحات واسعة ومكشوفة الرؤية «ومن المستحيل تسلل مسلحين بينهما»، بحسب ما تؤكد مصادر مطلعة لـ»الأخبار». وقبل أسبوع تقريباً تمكن الجيش والمقاومة من صدّ هجومين منفصلين لمسلحي «جبهة النصرة ــ فرع تنظيم القاعدة في سوريا»، وكبّدوا المهاجمين خسائر كبيرة. مسلّحو «النصرة» هاجموا فجر الأربعاء أحد مراكز الجيش في منطقة الكسارات بين وادي عطا وعقبة الجرد، وتمكن عناصر الموقع من فوج التدخل الخامس من إفشال الهجوم والتصدي للمسلحين وقتل خمسة منهم، فيما انكفأ باقي أفراد المجموعة باتجاه الجرود. وقد تمكن الجيش من سحب جثث القتلى الخمسة ونقلهم إلى مستشفى الهرمل الحكومي، وعرف منهم السوري غالب سعيد غيّة. في غضون ذلك، استهدفت المقاومة بالمدفعية والأسلحة المتوسطة تحركات وتجمعات للمسلحين في وادي الخيل ووادي العويني ووادي المجر جنوب شرق عرسال، وسط معلومات عن تحقيق إصابات مباشرة ومقتل وجرح عدد من المسلحين. وترددت أمس معلومات في بلدة عرسال عن اشتباكات عنيفة دارت بين مسلحي «جبهة النصرة» وتنظيم «داعش» في الجهة الشمالية الشرقية لجرود عرسال، ضمن إطار حرب تصفية الحسابات بين التنظيمين الإرهابيين، وكان آخرها منذ أيام قليلة وأدت إلى مقتل المسؤول الأمني لـ»داعش» في عرسال حسام طراد المعروف بـ»بو بكر القاري».

إفشال مخطط هجوم مسلحي «جبهة النصرة» على النقاط والمواقع المتقدمة للجيش في جرود عرسال ورأس بعلبك، كشف عن نجاح الجيش في عملية الربط النظري على طول خط تموضعه من جرود عرسال الجنوبية الغربية إلى الشرقية، وحتى الشمالية الممتدة حتى تنية الفاكهة وتنية الراس وتلة أم خالد وصدر وحرف جرش وصولاً حتى وادي رافق في القاع. المدفعية الثقيلة والبعيدة المدى للجيش لم تهدأ طيلة يوم أمس في قصف واستهداف مواقع وتحركات للمسلحين في جرود راس بعلبك والقاع، وسط حالة استنفار لمواقعه ونقاطه، وتعزيزها بالعتاد والأسلحة والعناصر. وليلاً استهدف الجيش تجمعات وتحركات لآليات المسلحين في الجرود المقابلة لبلدة الفاكهة.

من جهة أخرى، أوقف الجيش عند أطراف بلدة عرسال طارق الحجيري لدى محاولته إدخال السوري أحمد خالد براقي بطريقة غير شرعية. واعترف الأخير لدى التحقيق معه بأنه ينتمي إلى أحد التنظيمات الإرهابية.