Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 06 كانون أول 2024   الساعة 20:47:05
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أمريكا تفضّل العدو الذكي على الحليف الغبي

دام برس :

كتب علي فضة في سلاب نيوز .. لا شك بأنّ الولايات المتحدة الأمريكية دولة براغماتية، تتعاطى مع ملفاتها ومصالحها ببالغ الاستراتيجية والدهاء، لأمريكا على مساحة البسيطة مصالح عديدة، سياسية واقتصادية وعسكرية، خاضت الكثير من الحروب لتحقيق مصالحها، أما عمليات تثبيت المصالح فكانت تتطلّب الكثير من الوقت وهذا حسب قوة وجسارة الشعوب المقاومة المدافعة عن حقوقها، إلّا أنها كانت بالنتيجة تذعن لإرادة الشعوب وذكائها في التعاطي مع حقوقها وعملها للحفاظ عليها، إما لتقاسم المصالح حسب الظروف أو الإعتراف بالهزيمة والتسليم.
الولايات المتحدة لديها الكثير من الأدوات، وهذا وفقاً لقول كسينجر «أمريكا لديها مصالح لا حلفاء»، وهنا يكونون أدوات وبالدبلوماسية حلفاء مع وقف التنفيذ، إلّا أنّ الحليف الغبي تستخدمه أمريكا حتى نفسه الأخير، لكن إن هدد غباءه مصالحها، تستغني عنه، للتفاهم مع الأعداء إن أحسنوا الحفاظ على مصالحها طبقاً لقواعد الاشتباك وطريقة التعاطي مع حقوقهم، لا تستطيع أمريكا إلّا الاعتراف بحقٍ وراءه مطالب وخطوات القيادات للشعوب المقاومة الذكية وعدم إعطائهم فرصة التهامهم تستوعب غضبها دون أن تستطيع فعل شيء سوى الرضى والقبول.
وفق هذه القواعد نفهم التوصل الى التفاهم على النووي الإيراني، فإيران لم تستغنِ أمام جبروت أمريكا عن حقها وفاوضت بالتزامن مع العمل على حقها النووي على مر عشر سنوات، استطاعت من خلال السنوات العشر تحقيق الكثير من الإنجازات، إن كان على صعيد النووي وتعاطيها مع العقوبات بالاعتماد على قدراتها الذاتية أو على صعيد سياستها الخارجية الداعمة قولًا وفعلًا للمقاومات، ما اضطر أوباما مثلًا، مبررًا «لا يمكن أن يتضمن الاعتراف بحق "إسرائيل" بالوجود في إطار الملف النووي الإيراني»، هذا بالطبع تسليم على مضدد بشخصية ايران الثورية المناوئة لـ"إسرائيل" واستمرارها بنصب العداء لها، ايران بمقياس الندية انتزعت شرعية تطورها النووي من فم أشره الإمبراطوريات في التهام حقوق الشعوب، دون أي تنازلات جوهرية تمس الشخصية الإيرانية.
في المقابل نرى السعودية تغرق، بالتزامن مع تقدم إيران، في المستنقع اليمني وكل يوم يمر يحمل تهديداً لدورها الإقليمي أمام عجزها عن تحقيق انتصار يذكر ولمصالح حليفتها أمريكا. للغباء السعودي أوجه عدة لكني سأركز على شقين، شقٌ له علاقة بعدم الندية بالتعاطي مع الدول العظمى الحامية لحدود المملكة وشقٌ ثانٍ مرتكز على الشخصية السياسية القبلية لها، البعيدة عن فهم السياسة بمعناها المرن بعيدًا عن العفوية الثأرية سمة سياسات المملكة.
ما الذي تريده أمريكا:
أمريكا تريد مصالحها وإن تضاءلت بفعل المقاومة لسياساتها، لكن براغماتيتها تحتم عليها القبول، دون تخطي الخطوط الحمراء، أعداء أمريكا أذكياء، ربما هذا يريح الادارة الامريكية في التعاطي، هم يعرفون المصالح الجوهرية لها، فلا يقتربون في وقت غير مناسب وظروف لم تنضج بعد، هذا بعلم السياسة مريح لها، والمزعج هو حليف غبي يساهم في خسارة الولايات المتحدة في وقت أسرع من خسائرها على يد العدو.
ويستمر الصراع...

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz