دام برس :

على ضفاف النيل يجلس أهالي المنيا منتظرين أبنائهم. أولئك الذي من خرجوا قبل أشهر لضمان لقمة العيش في ليبيا، قد لا يعودون اليوم وتنظيم "داعش" يجرّهم صفاً أمامه. 21 مصرياً من أقباط مدينة المنيا الجنوبية قصدوا مدينة سرت الليبية للبناء والتشييد فقوبلوا بالهدم والدمار. مجلة "دابق"، لسان "داعش" الاعلامي، تصنّف العملية في قائمة الثأر من الكنيسة المصرية. وهي رسالة لمؤيدي البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية الراحل والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ويتوعّد "داعش" مسيحيي مصر بنشر الرعب في قلوبهم. وتقول والدة أحد المخطوفين إنها تريد ولدها من أجل أن يربي أطفاله، وتتابع "أولادها يسألونني عنه. ماذا أقول لهم؟". قد تظهر الاجابة بعد حين عند تنظيم لا يعترف بالعاطفة الجياشة لهذه الأم. جنود "ولاية طرابلس" الموالون لتنظيم "داعش"، خرجوا على العالم بصور المختطفين لديهم من أبناء مصر منذ مطلع السنة الجارية، وقد ألبسوهم البدلة البرتقالية التي لا أمل في الحياة بعدها. وتشير زوجة أحد المخطوفين إن زوجها غادر إلى ليبيا من أجل تحسين الوضع المعيشي لعائلته. لا عمل في المنيا ولا حياة اليوم لأولئك المكافحين لضمان عيش كريم. فالبلدة التي يسكنها نحو 150 ألف عاطل من العمل، لم ترق درجة عن ذيل الترتيب في التنمية منذ سنوات وفق الاحصاءات الرسمية المصرية.