دام برس:
تزداد حرارة الجليد على الأرض الروسية، بسبب تحول موسكو إلى قبلة للوفود الدبلوماسية "سعودية وسورية " إضافةً للحديث عن استضافتها لوفد من المعارضة، حماوة الملف السوري ستكسر كل الزمهرير السيبيري هناك، فيما تبقى تصريحات المسؤولين الروس بمثابة جرعة من "الفودكا" تبعث القليل من الطمأنينة والدفء في شرايين المنتظرين لحل ما.
لقد أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن واشنطن تسعى "بعيداً عن الأضواء" لإطاحة النظام في سورية، مشيراً إلى أن العملية التي يشنها التحالف الدولي بقيادة أميركية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد تكون تمهيداً لإطاحة نظام دمشق، كما انتقد لافروف ما وصفه بـالمنطق المنحرف لواشنطن، مضيفاً بأن سوريا دولة ذات سيادة عضو في الأمم المتحدة، ومن غير العادل"، أن يتفاوض حتى مع طالبان، عندما يستلزم الامر أما عندما يتعلق الأمر بسورية فتصبح مقاربتهم ايديولوجية إلى أقصى الحدود بمعنى آخر " متشددة".
ما الذي دفع بسيد الدبلوماسية الجليدية للإدلاء بذلك التصريح قبل وصول وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الوزير وليد المعلم إلى هناك؟، هل هي إشهار لمعلومات ما في العلن عن النوايا الأمريكية التي استشفها الروس من خلال محدثاتهم المتكررة مع الأمريكيين؟ وكيف ستكون الرسائل التحذيرية التي ستُقدم للوفد السوري خلال زياته؟، هل سيضع الجانبان خططاً لمواجهة النوايا الأمريكية التي أعلنها لافروف؟، وإن كان الجواب بنعم فكيف ستساعد موسكو حليفتها دمشق لمنع تنفيذ واشنطن لمخططها؟.
كلام لافروف كان لاسعاً للأمريكي، وفي اللغة الدبلوماسية فإن تصريح الوزير الروسي يعني أن العلاقات بين البلدين بلغت مؤخراً توتراً كبيراً، وهنا لا بد من التذكير بخروج أصوات روسية تتهم واشنطن بالسعي لتغيير النظام الروسي وكسر شوكته أيضاً، ثم يأتي بعدها توصيف لافروف للسياسة الروسية بأنها منحرفة، وهذه إشارة أيضاً لمرحلة التوتر التي وصلتها العلاقة بين الطرفين مؤخراً.
ردة الفعل الروسية على الانحراف الأمريكي بحسب توصيف لافروف ستتسبب بأن يكون الموقف الروسي أكثر تشدداً لجهة دعم الحليف السوري ومنع أي محاولات أمريكية من أجل النفاذ إلى إسقاط النظام هناك، زيارة وليد المعلم ستتضمن حتماً تباحثاً في النوايا الأمريكية بتغيير النظام من بوابة الحرب على الإرهاب، وحتماً سيكون هناك تنسيق كامل على المستوى الدبلوماسي والسياسي سيتبعه تنسيق لوجستي وأمني على الأرض تفادياً لوقوع ما حذّر منه لافروف.
وكالة شتات نيوز
عربي برس - علي مخلوف