دام برس:

حذر الرئيس الأميركي باراك اوباما من الخطر الذي يشكله المتشددون الذين يقاتلون في صفوف المجموعات الإرهابية في سورية والعراق على أمن الولايات المتحدة وذلك على صدى التهديدات التي تمثلها هذه المجموعات باستهداف الدول الغربية التي أسهمت منذ البدء في تصنيعهم ومن ثم تمويلهم وتسليحهم وحتى
تدريبهم وتوفير الدعم السياسي واللوجستي من دول المنطقة الموالية لواشنطن لهم .
وقال أوباما في مقابلة مع برنامج “هذا الأسبوع” الذي بث على شبكة اي بي سي الإخبارية الأميركية أمس “إنه قلق من أن المسلحين الذين باتوا أشداء بعد أن قضوا فترة في سورية والعراق قد يشكلون خطرا متناميا لأمن الولايات المتحدة لأنهم سيكونوا قادرين على الدخول إلى الأراضي الأميركية دون تأشيرات
دخول لأنهم يحملون جوازات سفر أوروبية”.
وأضاف أوباما الذي عملت حكومته ولاتزال على تسليح هذه المجموعات وكان آخر مساعيها الطلب من الكونغرس تخصيص 500 مليون دولار لمن يصفهم أوباما بالمسلحين المعتدلين “إنهم يكتسبون قوة في بعض المناطق ونحن نرى أوروبيين متعاطفين معهم وهم يسافرون إلى سورية والآن قد يتوجهون إلى العراق حيث سيصبحون أشداء جدا” .
واعتبر اوباما أن على الولايات المتحدة تحسين وتعزيز إجراءات المراقبة وتبادل المعلومات الاستخباراتية وجمعها ومحاولة تحييد الأخطار والتهديدات لافتا إلى أن القوات الخاصة الأميركية سيكون لها دور في هذه المسألة.
وفي حين ترفض الإدارة الأميركية أي عمليات عسكرية قد تستهدف الإرهابيين في سورية لحماية المواطنين السوريين رافعة في ذلك ذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان يلمح أوباما إلى إمكانية شن الغارات الجوية الأميركية في حال كانت هذه “المنظمات قد تلحق الأذى بالولايات المتحدة” على حد قوله .
فيما اعتبر مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الأمن القومي ان اس ايه ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي اي ايه أن تقدم متطرفي مايدعى بتنظيم دولة العراق والشام في العراق يشكل خطرا داهما للولايات المتحدة وحلفائها شبيها بالتهديد الذي واجهته الولايات المتحدة في هجمات الحادي عشر من ايلول عام 2001.
فيما حذر النائب الجمهوري بيتر كينغ عضو لجنة الأمن القومي في مجلس النواب الأميركي من أن “الآلاف من الإرهابيين يمكن أن يعودوا إلى أوروبا وإلى الولايات المتحدة” .
وكشفت مصادر أميركية لشبكة اي بي سي نيوز أن الولايات المتحدة ستطلب من الدول الحلفاء زيادة عمليات التفتيش والكشف الضوئي في المطارات وتعزيز الإجراءات الأمنية فيها جراء القلق العميق بشان احتمال تخطيط الإرهابيين في سورية لتنفيذ هجمات إرهابية على أراضي دول الغرب .
وأشارت المصادر إلى أنه تم مناقشة هذه المسألة في البيت الأبيض هذا الأسبوع خلال اجتماع لكبار المسؤولين من أجهزة الاستخبارات الأميركية .
ويقول أحد المصادر “هذه التهديد مختلف وأكثر إثارة للازعاج والقلق من المؤامرات السابقة التي كانت تستهدف رحلات الطيران”.
وقد تتضمن الإجراءات الجديدة زيادة مستوى التفتيش العشوائي في المطارات واستهداف نماذج معينة من المسافرين أو إرسال بعض المسافرين إلى غرف للمزيد من التفتيش الدقيق .
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع أن اوباما طلب من الكونغرس السماح بتخصيص 500 مليون دولار لتوفير المزيد من التسليح والتدريب لما يدعوه بالمجموعات المسلحة المعتدلة فيما كشفت الكثير من التقارير أن ضباطا من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية يقومون سرا ومنذ فترة
طويلة بتدريب الإرهابيين في معسكرات في الأردن .