دام برس:
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اليوم إن العراق يواجه "عدوا عنيفا" يشكل تهديدا للمصالح الأميركية ومصالح حلفائه في أوروبا والشرق الأوسط متنصلا من الإقرار بمسؤولية الإدارة الأمريكية عما آلت إليه الأوضاع في هذا البلد الذي أنهكه الغزو الأمريكي على مدى أكثر من عشر سنوات وما تبعه من اعتداءات لإرهابيين يتبعون لتنظيم القاعدة وآخرها هجمات مباغتة لتنظيم "دولة الإسلام في العراق والشام" منذ الثلاثاء الماضي تستهدف السيطرة على المحافظات العراقية الشمالية.
وأضاف كيري في مؤتمر صحفي بلندن على هامش مؤتمر حول العنف الجنسي في زمن الحرب إنه يتوقع "قرارات مناسبة" للرئيس الأميركي باراك أوباما لمكافحة هذا التهديد مذكرا بأن بلاده "سبق أن اتخذت إجراءات فورية كزيادة الدعم على مستوى المراقبة الجوية".
وعمد كيري بدلا من الإقرار بما قامت به بلاده ومسؤوليتها عما آلت إليه الأوضاع في العراق بسبب السياسات والاحتلال العسكري الأمريكي المباشر الذي حول هذا البلد إلى مستنقع تتجمع فيه تنظيمات وتشكيلات إرهابية مختلفة الولاءات والتبعية لأطراف داخلية ودول غربية وإقليمية تدور في فلك الولايات المتحدة إلى إلقاء المسؤولية على القادة السياسيين العراقيين.
وفي هذا الصدد أشار كيري بنبرة لا تخلو من التهديد بعواقب عدم الإنصياع للقرار الأمريكي "ينبغي أن يكون هذا جرس إنذار جديا لجميع القادة السياسيين العراقيين وحان الوقت كي يتقارب قادة العراق ويتحدوا "محاولا تخفيف نبرة التهديد باللعب على الوتر العاطفي للعراقيين بالقول "ينبغي عدم السماح للانقسامات السياسية المستندة إلى خلافات إثنية أو دينية أن تسرق ما ضحى الشعب العراقي الكثير لأجله في السنوات الأخيرة".
ويواصل الطيران الحربي استهداف مواقع وأوكار الجماعات الإرهابية في إطار معركة تحرير الموصل مركز محافظة نينوى التي بدأها الجيش العراقي أمس مدعوما بقوى الشرطة وأبناء العشائر.
ويلفت مراقبون إلى تزامن الأحداث في العراق مع التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها سورية على الصعيدين السياسي والعسكري وكذلك اعتراف الولايات المتحدة جهارا بالإمدادات "الفتاكة وغير الفتاكة" التي ترسلها إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية لتتأكد حقيقة اليد الأمريكية الطولي في دعم الإرهاب الذي يجتاح المنطقة ولاسيما البلدين المذكورين.