دام برس:

أشارت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا إلى فوز البرلماني، رجل الأعمال الثري بيوتر بوروشينكو في الجولة الأولى من الاقتراع.وأكدت لجنة الانتخابات المركزية بعد فرز 25,85 % من الأصوات، تقدم بوروشينكو بنسبة 54,08 %، بينما أشارت نتائج الاستطلاعات للناخبين عند خروجهم من مراكز الاقتراع، إلى نيل رجل الأعمال ناييج نحو 56 % من أصوات المشاركين في الاقتراع.أما رئيسة الوزراء السابقة، زعيمة حزب "باتكيفشينا" يوليا تيموشينكو فجاءت في المركز الثاني بجمعها 13,15% من الأصوات، حسب النتائج الأولية. وبحصوله على 8,49% جاء أوليغ لاشكو في المرتبة الثالثة، بينما حجز المتطرفان أوليغ تياغينبوك ودميتري ياروش المرتبتين الثامنة والتاسعة، بحصولهما على 1،3% و0،9% على التوالي.ولم تعلن لجنة الانتخابات نسبة المشاركة في الاقتراع حتى الآن، علما بأن التصويت لم ينجح في مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك، حيث أعلن المحتجون المناهضون للسلطة في كييف، حالة التأهب القصوى، ومنعوا فتح مراكز الاقتراع.وبالرجوع الى شخصية المرشح الأبرز في هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة بأوكرانيا المتأزمة، فمن الجدير بالذكر أن بيوتر بوروشينكو البالغ من العمر 48 عاما يلقب بـ"ملك الشوكولا" لامتلاكه عدة معامل لصنع الشوكولا في كل من كييف وفينيتسيا وماريوبل وكريمينتشوغ، وأيضا في روسيا وليتوانيا وهنغاريا،

هذا عدا عن ادارته لشركتي سيارات في اوكرانيا ورئاسته لـ"القناة 5" الاوكرانية ، اذ تقدر ثروته بـ1،3 مليار دولار.وولد بورشينكو في مدينة بولغراد في مقاطعة اوديسا، ويعتبر أيضا، عدا عن لقبه الاقتصادي "سياسيا من الوزن الثقيل"، اذ تبوء عدة مناصب سياسية بدءا من سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع وحتى وزير الخارجية، بالاضافة الى رئيس البنك المركزي ووزير التنمية الاقتصادية.وتلخص برنامجه الانتخابي بالشعار القصير "العيش بشكل جديد" مفاده أن "التغييرات الجذرية ضرورية كما للبلاد ككل، كذلك لكل مواطن على حدة، ولكننا لن نستطيع تغيير اوكرانيا اذا لم نتغير أنفسنا، ولم نغير موقفنا من حياتنا وحياة دولة بأكملها".ووعد بـ"ببرمجة كاملة للسلطة" بما فيه اجراء انتخابات برلمانية حتى نهاية العام الجاري واعلان لامركزية السلطة محليا.

أما بالنسبة الى السياسة الخارجية، فيعتبر بوروشينكو مهمته الأولية هي "الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل اعادة القرم والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية" ، ورئيس الدولة، حسب رأيه "يجب أن يستمع الى كل منطقة من البلاد".وفي مجال الدفاع، يقترح "ملك الشوكولا" زيادة النفقات على تحديث القوات المسلحة، معتبرا أن تطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي "ضمانة اضافية لأمن اوكرانيا في اطار فضاء الأمن الأوروبي المشترك". كما يولي أهمية خاصة لتأمين استقلال اوكرانيا في مجال الطاقة، وتنويع امدادات الغاز في وقت واحد مع تطوير الشركات والصناعات للحد من استهلاك الطاقة.ويؤكد الرئيس الأوكراني المحتمل أهمية الحفاظ على اللغة الأوكرانية لغة رسمية للبلاد، مشددا في نفس الوقت على حق اللغة الروسية، وضمانة التطور الحر لجميع اللغات في البلاد.هذا وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات قبل ساعة واحدة من اغلاق صناديق الاقتراع 60%، كان أكبرها في مقاطعة لفوف بنسبة 76،66%، بينما صوت في مقاطعة كييف 68،5% وفي مقاطعة اوديسا 47،31%.في غضون ذلك، بلغت نسبة المشاركة في التصويت بمقاطعة دونيتسك شرق البلاد 12،09% فقط.

هذا وكانت قد شهدت أوكرانيا أمس الأحد على انتخابات رئاسية تعول عليها كييف لترسيخ الصلة بينها وبين الغرب بحسب ما اكدت.

وفيما تشير استطلاعات الراي إلى أن الاقبال على الاقتراع سيكون كثيفا يقاطع الناخبون المؤيدون لروسيا في مناطق الشرق الاوكراني الانتخابات لعدم اعترافهم بشرعية حكومة كييف، هذه المقاطعة لم تلتق مع تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وعد بالتعامل مع الرئيس المنتخب وباحترام اختيار الشعب الأوكراني.

وعلى الرغم من أن الهدوء النسبي ساد مناطق الشرق الأوكراني قبل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، إلاّ انه تقاطع مع الاعلان عن تأسيس جمهورية نوفا روسيا او روسيا الجديدة وتضم جمهوريتي دانيتسك ولوغانسك الشعبيتين اللتين اعلنتا انفصالهما عن اوكرانيا بعد استفتاء 11 ايار/ مايو.

دوليا ،الترحيب بتصريحات بوتين الاخيرة جاء من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل اللذين تحدثا إليه خلال اتصال هاتفي ثلاثي أكد على أهمية أوكرانيا وروسيا للإتحاد الأوروبي،  وأيّدوا اجراء حوار وطني بدعم منظمة الأمن والتعاون في اوروبا لحل الأزمة وتعديل دستور أوكرانيا.

ولن تعلن النتيجة النهائية للانتخابات قبل يوم الإثنين بعد ان يصدر مراقبو منظمة الأمن والتعاون في اوروبا حكمهم بشأن نزاهة الانتخابات.

إلاّ أن استطلاعات الراي في البلاد تشير إلى أن الملياردير بيترو يوروشينكو الملقب "بملك الشوكولا "والمقرّب من الغرب قد يفوز من الجولة الأولى بتخطيه نسبة الخمسين في المئة.

وقد يتحتم عليه خوض جولة إعادة مع رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي حلت في المركز الثاني بحسب الاستطلاعات.