Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
روسيا تقلب الموازين و سورية تعيد رسم الخارطة السياسية

دام برس :

في وقتٍ يتابع فيه المراقبون باهتمام كامل مجريات الأحداث في المنطقة والتطورات على جبهتي الجنوب اللبناني والجولان السوري، توقف دبلوماسي أممي عند الحرب الباردة بين أميركا وروسيا، معتبرًا أنّ واشنطن تحاول في هذه المرحلة لملمة أوراقها وإعادة رسم خريطة العالم الجديد استباقا لما يمكن أن تحققه موسكو من مكاسب سياسية واقتصادية كفيلة بإعادتها إلى ما كانت عليه في ثمانينات القرن الماضي، فما حصل ويحصل في أوكرانيا كفيل بتظهير الصورة التي سيكون عليها مستقبل العالم إذا ما جاز التعبير.
وبرأي المصدر المتابع، فإنّ واشنطن هي من أشعلت فتيل الاحداث على بوابة روسيا، وهي من ورّطت حليفها الأوروبي ودفعته إلى إعادة حساباته جملة وتفصيلاً، خصوصًا أنّ انضمام القرم إلى روسيا يعني استئثار الأخيرة بثروات أوكرانيا الطبيعية وبمفاصلها الحسّاسة الواقعة على البحر والتي تشكل حاجة استراتيجية لاستمرار دوام العمل بالخط البحري الذي يصل تركيا بالصين وهو الذي عرف عبر التاريخ بـ”طريق الحرير”. وبمعنى آخر، فإن موسكو، دائمًا بحسب المصدر، ربحت استراتيجيا فيما يبقى الخاسر الأكبر هو الاتحاد الاوروبي لا سيما أنّ انضمام ما تبقى من أوكرانيا إلى الاتحاد الاوروبي يعني انضمام المزيد من الديون للدول التي تتبع منظومة اليورو في ظل حقيقة وهي أنّ أوكرانيا لن تستطيع الالتزام بديونها من دون ثروات القرم الذي سينضم عاجلا إلى الاتحاد الروسي.
ويلاحظ الدبلوماسي أنّ واشنطن بدأت بالفعل عملية حسابية سريعة لتحديد خياراتها الاستراتيجية خصوصًا أنّ الردّ الروسي على التهديدات الأميركية بفرض عقوبات اقتصادية على روسيا أصاب نقطة الضعف لدى واشنطن والاتحاد الأوروبي على السواء، ذلك أنّ تهديد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخفض نسبة التعامل بالدولار من شأنه أن يُسقط صفة العملة العالمية عن الدولار الأميركي من جهة وبالتالي فإنّه يعزز الين الياباني في البورصات العالمية التي ترسم وحدها السياسات الدولية. أما بالنسبة للاتحاد الأوروبي، فـ”حدّث ولا حرج” بحسب الدبلوماسي، الذي يشير إلى أنّ أكثر من ثلاثين بالمئة من استهلاك الغاز في أوروبا هو روسي المصدر، وأكثر من ذلك، فإنّ الدول الاوروبية تحصل عليه بأسعار مخفضة بما نسبته عشرين بالمئة فضلا عن أنّ روسيا تستورد من أوروبا ما نسبته خمسين بالمئة من المنتوجات الصناعية من الدول الأوروبية، مع الاشارة إلى أنّ روسيا قادرة على استبدال مصادرها عبر البوابة الصينية كما أنها قادرة على تصدير الغاز باتجاه دول البريكس وعلى رأسهم الصين ذاتها، ما يجعل المعادلة غير متكافئة أولاً ويدفع بالغرب الى البحث عن مخارج تصبّ في خانة حفظ ماء الوجه من خلال انضمام القرم الى روسيا وضم اوكرانيا الى الاتحاد الاوروبي، في مشهد يرخي بظلاله الثقيلة على القارة العجوز.
ولا تختلف الصورة كثيرا في المنطقة، وفقا للدبلوماسي، حيث أنّ الدول العربية والخليجية وتحديدًا الحليفة لواشنطن هي من سيدفع ثمن الصراع الأميركي الروسي في سوريا في ظلّ اقتراب حسم النظام الميدان، وهذا ما سيدفع بواشنطن لحث المملكة العربية السعودية على تقديم تنازلات جوهرية سيتم البحث بشكلها ومضمونها خلال زيارة الرئيس الاميركي باراك أوباما للرياض في الثاني والعشرين من الشهر الحالي، وهي تنازلات لا تبدو سهلة على النظام الملكي الذي بدأ بمسايرة المشهد المستجد عبر تبديلات على مستوى قيادة جهاز الاستخبارات من جهة والأجهزة العاملة على السياسات الخارجية من جهة ثانية في وقت تبدو موسكو مرتاحة إلى وضع أسطولها في المتوسط لا سيما بعدما توغلت بعيدا في سيطرتها على المياه الدافئة.


النشرة

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz