Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 25 نيسان 2024   الساعة 22:36:03
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الربيع العربي إلى أين ؟ بقلم: فريد بوكاس

دام برس

مضت سنة عن بداية الربيع العربي الذي عرف إسقاط كل من زين العابدين بن علي, حسني مبارك, مقتل معمر القذافي, رحيل عبد الله صالح, والباقي آتي لا محالة. لكن هل الشعوب العربية التي تطالب بإسقاط الأنظمة لها برامج سياسية بديلة ومستوى من الوعي الذي سيمكنها من قيادة البلاد إلى بر الأمان وتحقيق الأهداف المتوخاة؟

إن الأمية في الوطن العربي تشكل عائقا كبيرا من أجل التحرر من الديكتاتورية, وليست الأمية وحدها وإنما كذلك الجهل الذي ينخر عقول شريحة عريضة من المواطنين ذوي تحصيل علمي مهم. والجهل أكثر خطورة من الأمية, لأن في غالب الأحيان نجد الأمي أوعى بكثير من الأمور على غرار بعض الجامعيين.

وما يحدث الآن في مصر لدليل قاطع على أن إسقاط نظام مبارك سبب خللا أمنيا من الصعب التحكم فيه وذلك راجع لسببين رئيسين, الأول كثرة الأمية والسبب الثاني راجع إلى الموقع الجغرافي الحساس لهذا البلد وكذا الاتفاقيات الدولية التي أبرمتها مصر في عهد أنور السادات والمتعلقة بإسرائيل.

فالثورة الوحيدة التي يمكن الإشادة بها ولو جزئيا, هي تلك التي قام بها الشعب التونسي, حيث كانت ثورة عفوية, كما أن عدد سكان هذه الجمهورية لا يتعدى العشرة ملايين نسمة. وسبب نجاحها راجع بالأساس إلى الوعي الذي يمتاز الشعب التونسي... وهنا يمكن استحضار حوارا جرى بين الرئيسين السابقين الجزائري الهواري بومدين ونظيره التونسي لحبيب بورقيبة حيث خاطب بومدين بورقيبة: لماذا تجبر شعبك على التعلم, ألا تخاف أن ينقلب عليك يوما ما؟ فأجابه بورقيبة قائلا: أفظل أن ينقلب علي شعب معلم بدل أن ينقلب علي شعب أمي.

وهذا ما حصل بالفعل بعد مرور عدة عقود. لكن ما موقع الثورات التي تجتاح باقي الدول العربية مثل سوريا والبحرين وكذا الحراك الشعبي بالمغرب؟

إن الجواب عن هذه الأسئلة يحتاج لدراسة معمقة حتى يتمكن الإنسان من معرفة موقع هذه الاحتجاجات والمطالبة بإسقاط الأنظمة. فبالمغرب ـ على سبيل المثال ـ رغم أن الشعب يعيش ضائقة معيشية بل هناك ملايين يعيشون تحت خط الفقر وفي المقابل نجد الغنى الفاحش في بعض الأوساط التي تمتص دماء الفقراء, إلا أن الشعب يطالب من أجل المطالبة دون معرفة مسبقة بما يطالبه أو بالأحرى ليست لديه أجندة سياسية معينة حتى يتمكن من فرض وجوده ليحقق مآله, لذلك تم استغلال هذه الخرجات أو الاحتجاجات من طرف النظام لصالحه وذلك بتعديل دستوري وانتخاب حكومة جديدة, لكن هل الدستور الجديد يحمل جديدا؟ هنا يكمن بيت القصيد, لأنه دستور قديم جديد ,كل ما حدث هو تغيير بعض الفصول من مكان إلى مكان آخر مع بعض الروتوشات. أما الحكومة فقبل تعيين رئيسا لها, تم تعيين حكومة الظل بالقصر التي تصدر تعليماتها عن طريق رئيس المجلس الوزاري الذي هو العاهل المغربي, ما يسقط الشرعية عن رئيس الحكومة الذي هو مجرد عضو في هذا المجلس.

أما سوريا فرغم كل ما يجري, لا أعتقد حلف الناتو أو دول الاتحاد الأروبي سيتدخلا نظرا لحساسية الموضوع نظرا للتحالف العسكري السوري الإيراني, والكل يعلم مدى القدرة العسكرية الإيرانية التي تشكل خطرا على الدولة العبرية, وهذا يخالف أجندات الدول الغربية التي هي تحت رحمة اللوبي الصهيوني المتحكم في الاقتصاد العالمي عن طريق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذين أغرقا دول العالم بصفة عامة في القروض والدول العربية بصفة خاصة, والإقتصاد هو العمود الفقري للدولة.

إذن ما يجري في العالم العربي من الأحداث يعتبر بداية نهاية لحرب طويلة قد تستغرق عدة سنوات, وسيبقى المستفيد الوحيد منها دائما الأنظمة المستبدة. لذا على الشعوب العربية تحديد الهدف وتوحيد الصف بعيدا عن الانتماء العرقي والديني والثقافي, وإلا ستنخر أجسادها الأسود.
فريد بوكاس

صحفي باحث




اقرأ أيضا ...
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz