دام برس - غصوب عبود
الثالثة عصر يوم الجمعة... توقف إطلاق النار في بابا عمرو... لحظات وتتقدم ثلاث سيارات سوداء من البناء الذي كان في يوم سابق مركزاً للعصابات الإرهابية. تصطحب السيارات 12 إثنا عشر شخصاً وقفوا في انتظارها في مدخل البناء وهم رافعي الأيدي، يمسكون العلم الأبيض وبجانبه علم فرنسا.

تقول المعلومات التي حصلت عليها صفحة الحدث السوري أن هؤلاء الـ 12 هم مجموعة من الجنرات الفرنسيين الذين حمل بعضهم بطاقات صحفية لإخفاء شخصيتهم الحقيقية، أعلنوا استسلامهم للسلطات السورية، حيث تم اقتيادهم إلى مقر القيادة لإجراء التحقيقات اللازمة.

بعد لحظات من استسلام الفرنسيين توالت حالات الاستسلام بالمئات ومعظم الذين استسلموا هم من جنسيات أوروبية وخليجية وليبية.

ولدى سؤال قوات الأمن السوري عن بعض الأسماء من الإرهابيين الأوروبيين، تبين أن زملاءهم قاموا بحرقهم بعد أن أصيبوا بطلقات نارية قاتلة، بهدف إخفاء هويتهم الحقيقية.

وهكذا يستضيف المعتقل السوري اليوم 12 فرنسياً من المشاركين في الأعمال الإرهابية بالزبداني و12 فرنسياً من المشاركين في الأعمال الإرهابية في بابا عمرو.

تفيد المعلومات أن استسلام هؤلاء جاء بعد اتصالات لم تنقطع يوم أمس الخميس بينهم وبين الحكومة الفرنسية، التي قدمت للحكومة السورية تعهدات بالتوقف عن أي عمل عدائي على سورية بعد الآن، وهو مانقله السفير الفرنسي صباح اليوم إلى وزارة الخارجية السورية.

وقد انعكس هذا التفاهم مباشرة في ماسمي بمؤتمر "أصدقاء سورية" حيث تراجع وزير الخارجية الفرنسي عن موقعه في الصف الأول وأهداه للوفد الأماراتي، معرباً عن تمنياته بالنأي بنفسه عن المشاركة الفاعلة في فعاليات المؤتمر، وهو ماأغضب وزير الخارجية السعودي الذي تحدث عن هذا الموقف بوصفه تراجعاً فرنسياً سخيفاً لمصلحة النظام السوري، وما لبث أن غادر المؤتمر.

الوزير الفرنسي قال إن فرنسا لن توافق على أي مشروع لاتقبل به سورية، ودعا إلى التفكير بواقعية، طالباً من زملائه القيام بمهام إنسانية على حد قوله وليس بمهام تضر بالشعب السوري.

إنها نهاية معركة بابا عمرو التي انتظرها أعداء سورية طويلاً، والتي ستنهي بدورها أية فعالية يمكن لمؤتمر تونس أن يحققها، لأن بابا عمرو كانت على مايبدو ووفق مارشح من معلومات لصفحة الحدث السوري، بمثابة المركز القيادي لكل العمليات الإرهابية في سورية