وأعلن رئيس الوزراء التركي، زعيم «حزب العدالة والتنمية» أحمد داود أوغلو، عن فشل المفاوضات في مؤتمر صحافي عقده في مقر الحزب، عقب لقائه رئيس حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشيدار أوغلو، لبت مسألة الحكومة الائتلافية.

وقال داود أوغلو، إن هناك خلافات عميقة برزت خلال المفاوضات بين الحزبَين في بعض الملفات، على رأسها السياسة الخارجية، والتعليم، مشيراً إلى أن الخلاف في وجهات النظر أمر طبيعي. وأضاف: «لقد قمنا بمشاورات صادقة، وفي النتيجة توصلنا إلى ما يلي، استمرار هذه الحوارات في ظل تفاهم متبادل، لكن تولدت قناعة بعدم وجود أرضية ملائمة حاليا لتشكيل حكومة ائتلافية».

وأشار زعيم «حزب العدالة والتنمية» إلى أن احتمال الانتخابات المبكرة يعد قويا، بل ويبدو الأوحد، في ظل فشل تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري، ورغبة حزب الحركة القومية في التوجه إلى انتخابات مبكرة، وتوقع أن يكون حزبه هو المستفيد من الانتخابات المبكرة، لحاجته فقط إلى 18 نائبا إضافيا، ليكون بوسعه تشكيل الحكومة منفردا.

وحصل «حزب العدالة والتنمية» في الانتخابات التي جرت في حزيران الماضي، على 258 مقعداً في البرلمان، فيما حصل «حزب الشعب الجمهوري» على 132 مقعداً، و «حزب الحركة القومية»، على 80 مقعدا، و «حزب الشعوب الديموقراطي» (غالبية أعضائه من الأكراد) على 80 مقعدا أيضا من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 550.

ونفى داود أوغلو، تلقيه أي توجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أجل عدم تشكيل حكومة ائتلافية، قائلا: «إن الذين يعتقدون أن رئيس الجمهورية لا يريد حكومة ائتلافية، وإني أسعى إلى تشكيلها خشية المؤتمر العام للحزب، واهمون».

من جهته، قال كليتشيدار أوغلو إن حزبه لم يتلقَ حتى اليوم أي مقترح لتشكيل حكومة ائتلافية، وإن ما عرض عليهم هو تشكيل «حكومة انتخابية» (حكومة موقتة لغاية تنظيم انتخابات مبكرة).

ولفت كليتشيدار أوغلو إلى أن احترام الإرادة الشعبية يعني أن «على قادة الأحزاب تشكيل حكومة ائتلافية، إذا كان الشعب قد قرر في الانتخابات، عدم منح أغلبية لحزب ما لتشكيل حكومة بمفرده». وأعرب عن اعتقاده بأن «تركيا ضيعت فرصة تاريخية، وكان يجب تجريب تشكيل حكومة ائتلافية»، متسائلا: «الذين يقولون لا نستطيع تشكيل حكومة ائتلافية، وسنتوجه إلى الانتخابات، كيف يمكنهم الحديث عن الإرادة الشعبية؟».

وفي معرض تعليقه على تصريح داود أوغلو الذي أشار إلى أن احتمال التوجه إلى صناديق الاقتراع مجددا يبدو قويا، قال كليتشيدار أوغلو: «لا أرى من الصواب القول، من اليوم، إن الانتخابات المبكرة هي الخيار الوحيد».

واعتبر داود أوغلو أن على البرلمان أن يبادر بالدعوة لإجراء انتخابات مبكرة بعد فشل المحادثات، وإنه يجب ألا يترك القرار للرئيس رجب طيب أردوغان، مشيرا الى أنه يفضل إجراء انتخابات «في أقرب وقت ممكن».

وعقد رئيس الوزراء اجتماعا استمر ساعة ونصف الساعة في أنقرة مع كليتشيدار أوغلو في محاولة أخيرة للاتفاق على تشكيل ائتلاف موسع بعد أسابيع من المحادثات بين حزبيهما. ويمكن لـ «حزب العدالة والتنمية» الآن أن يحاول تشكيل ائتلاف مع «حزب الحركة القومية».

وقال مسؤول كبير في الحزب الحاكم إن فرص التوصل لاتفاق مع «حزب الحركة القومية» ضئيلة للغاية، وإن احتمال إجراء انتخابات مبكرة في شهر تشرين الثاني المقبل كبير، إلا أن داود أوغلو طلب موعدا للقاء زعيم «الحركة القومية» دولت باهجت لي في وقت متأخر أمس، «في إطار مساعي تشكيل الحكومة»، بحسب ما نقلت وكالة «الأناضول» التركية.

وهبطت الليرة التركية إلى مستوى قياسي بلغ 2.82 مقابل الدولار بعد هذه الأنباء والتقارير، كما تراجعت الأسهم بشدة. وكان كثير من المستثمرين يأملون في التوصل إلى اتفاق بين الحزبَين، ويخشون من أن إجراء انتخابات جديدة لن يؤدي إلا إلى إطالة أمد حالة الغموض.