دام برس :

تمكّنت وكالة "جيهان" التركية من إفشال محاولات وكالة "الأناضول"، للتلاعب بنتائج الانتخابات التي أجريت الأحد، والتي تعرّض فيها حزب "العدالة والتنمية" الحاكم والذي يتزعّمة «رجب طيّب أردوغان» لهزيمة كبيرة.

وأكد الكاتب الصحفي المخضرم «دريا صازاك» أمس، أن وكالة "جيهان" للأنباء كانت الأسرع والأكثر دقة في إعلان النتائج الأولية لعمليات فرز الأصوات في المدن المختلفة، قائلاً: "كما عهدنا من وكالة جيهان للأنباء في الانتخابات الماضية، نجحت في تقديم نتائج دقيقة وصحيحة".

وأضاف «صازاك»، أنه ""عندما اطلعت على نتائج وكالة "جيهان"، اندهشت لهذا الفارق الكبير بين الطرفين، ومع مرور الساعات بدأنا نتأكد من أن الجهات الأخرى، كانت تنشر نتائج غير صحيحة لصالح الحزب الحاكم، وأن النتائج الأولية التي أعلنت عنها وكالة "جيهان" كانت الأدق. مبارك لهم هذا النجاح الجديد".

وتابع «صازاك»: "عند إلقاء نظرة على الأرقام والنتائج الأولية التي أعلنت عنها وكالات الأخبار الأخرى والجهات الموالية للحزب الحاكم، نجد أنه كان هناك تلاعباً كبيراً في النتائج المنشورة. وحاولوا إظهار "حزب العدالة والتنمية" قد حقق أرقاماً فلكية، وأن حزب الشعوب الديمقراطية لن يتخطى الحد الأدنى اللازم للتمثيل بالبرلمان".

يشار إلى أن حزب الشعوب الديمقراطي "الكردي"، حقق في الانتخابات البرلمانية التركية التي جرت الأحد، إنجازاً سمح له الدخول إلى البرلمان للمرة الأولى، الأمر الذي حرم حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه «أردوغان» من تحقيق الأغلبية البرلمانية، التي تسمح له بتشكيل الحكومة منفرداً، الأمر الذي يعني ضياع أحلام «أردوغان» السلطوية أدراج الرياح، والذي كان يطمح للفوز بـ400 مقعد لتشكيل أغلبية ساحقة تسمح للحزب العدالة والتنمية الحاكم بتغيير الدستور لصالح نظام رئاسي، أو على الأقل أغلبية 330 مقعد ليطالب بإجراء استفتاء وطني لتعديل الدستور تلبية لطموحاته السلطوية، لكن وحسب نتائج الانتخابات، حصل حزب العدالة والتنمية على 41.6%، بينما حصل حزب الشعوب الديمقراطي على 12%، والشعب 25% ، والحركة القومية على 16%، إلا أن إنجازات الحزب لم تقتصر على هذا الفوز غير المسبوق الذي قد يتيح له الحصول على 80 مقعداً من بين 550 مقعداً في البرلمان، بل تمثلت بتوجيه لطمة لآمال الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» في توسيع صلاحياته، في حين حصل حزب العدالة والتنمية على 258 مقعداً فقط، ما يشير إلى استحالة تعديل الدستور دون موافقة الأحزاب الأخرى الفائزة.

وبسبب خسارة حزب العدالة والتنمية للأغلبية الصريحة، فإنه لن يقوم بتشكيل حكومة مستقرة للمرة الأولى منذ تولى السلطة قبل أكثر من عقد، بل سيضطر إما لتشكيل حكومة أقلية أو ائتلاف حكومي، حيث يبرز موقف حزب الشعوب، مع استحالة تشكيل حزب العدالة والتنمية حكومة ائتلافية مع حزب الشعب الجمهوري العلماني المعارض الشرس لسياسة «أردوغان»، والذي حصل على نسبة من الأصوات تسمح له بـ132 مقعد.