هذا الاستهداف الخليجي للساحة الأردنية، يأخذ أكثر من شكل وطابع، فالدول الخليجية جميعها ترى في هذه الساحة ميدانا ومسرحا لمصالحها وتنفيذ مخططاتها، وأنها عرضة للشراء والبيع، وخاضعة للترهيب والترغيب والاستخدام مقابل أثمان وأجور.

هكذا تتطلع وتنظر دول النفط الخليجية الى الاردن، الذي ساهم يوما في بناء هذه الدول عمرانا وتعليما في كل المجالات وتعب الكثير مع الحفاة رعاة الجمال في رمال الصحراء.

فبعد التحولات الأخيرة في "الفيفا"، واستقالة بلاتر، وسقوطه عن عرش الكرة، دعت جهات عديدة، الأمير علي بن الحسين الى اعادة ترشح نفسه، وهنا، جن جنون الأعراب في الخليج، وانطلقت الكويت ـ احدى الجهات الرئيسة التي تسببت في الأوضاع المؤلمة الكارثية التي يتعرض لها العراق اليوم ، هذه الدويلة ـ وسارعت الى عملية تحشيد هائلة مصحوبة بالمال النفطي لاغلاق المسارات والأبواب أمام الأمير علي لصالح أحمد فهد الصباح، مع أن الأعراب لا خلق لديهم، فكيف ينافسون على ميدان رياضي، والرياضة بحاجة الى أخلاق!!

وهناك العديد من الشواهد والدلائل ما يؤكد تآمر الخلايجة على الأردن وفلسطين، وما يقومون به الآن، من اتصالات مع اسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية والتآمر على القيادة الشرعية، وما يضخونه من خلايا تخريبية وارهاب بأموال قطرية الى داخل الساحة الأردنية، هذا كله، يفرض تنسيقا على أعلى المستويات بين الشعبين الأردني والفلسطيني، وقيادتيهما، لمواجهة هؤلاء الأشرار.

هذا يدفعنا، من منطلق الحرص والمحبة الى دعوة الأردن، لوقف انجراره وراء المخططات والبرامج الخليجية وتحديدا السعودي منها، والابتعاد عن أجنداتها، واغلاق معسكرات تدريب المرتزقة على اراضيها، فلا يعقل أن تكون الأردن طرفا في المؤامرة الارهابية الوحشية الكونية، على شعب سوريا.

الاردن شعبا وقيادة مدعوة الى "صحوة" تحمي مكانتها ودورها، فالأخطار والتحديات كثيرة ، ومنها، الخطر القادم من دول الخليج.