Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أوباما غسل يديه من السعودية .. ماهي استراتيجيته الجديدة؟

دام برس :

من تابع الحديث الذي أدلى به الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الصحافي توماس فريدمان ونشرته صحيفة "نيويورك تايمز" يوم أمس يدرك جيداً أن الرئيس الأمريكي "غسل يديه" تماماً من حلفائه العرب، وخاصة في منطقة الخليج العربي، وبات يميل أكثر إلى ايران الحليف الأمريكي الجديد في المنطقة، سواء جزئياً أو كلياً.

الرئيس أوباما صدم الحلفاء العرب عندما قال "التهديدات التي يواجهها حلفاء واشنطن من العرب السنة، قد لا تكون قادمة من جهة ايران المهاجمة، وإنما من الاستياء داخل بلدانهم"، وأضاف "لديهم تهديدات خارجية حقيقية لكن لديهم أيضاً بعض التهديدات الداخلية"، ولخص التهديدات الداخلية في "التهميش السكاني" و"البطالة" في أوساط الشباب، والإيديولوجيات" الدينية المتطرفة.

اللافت أن الرئيس أوباما في هذا الحديث وجه انتقاداته إلى "العرب السنة" وعرب الخليج على وجه الخصوص، وكأنه أراد أن يوجه لهم رسالة واضحة تقول لهم بأن الادارة الأمريكية لن تخوض حروبهم وتضحي بأبنائها من أجل طمأنتهم والقضاء على أعدائهم، طالما أنهم لا يريدون خوض هذه الحرب بأنفسهم، والوقوف بموقف المتفرج أو الممول عن بعد فقط، وكان صريحاً جداً تجاه هذه المسألة عندما قال "لماذا لا يمكننا رؤية عرباً يحاربون ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان".

كلام الرئيس أوباما في هذا الخصوص ينطوي على بعض الصحة، وإن اختلفنا معه وبلاده في معظم الملفات الأخرى، فمن المعيب أن تصل البطالة في أوساط اليمنيين إلى أكثر من ستين في المئة، وفي أوساط الشباب السعودي إلى أكثر من ثلاثين في المئة، وتتدهور الخدمات الصحية والتعليمية في معظم الدول العربية، وتتصاعد معدلات انتهاك حقوق الانسان إلى الأسوأ عالمياً.

ويمكن الرد على الرئيس أوباما بتوجيه النقد، وإن كان بصيغة أخرى إلى بلاده وإداراتها المتعاقبة التي صمتت ولأكثر من نصف قرن على الأقل على هذه الأوضاع المهترئة في الدول العربية، وفضلت التعاطي مع حكومات ديكتاتورية تحت عناوين الاستقرار.

حقوق الانسان كانت دائماً منتهكة في الوطن العربي، والفساد تحول إلى مؤسسة، وتهميش بعض الفئات أو الأقليات، بل حتى الأكثريات في معظم الأحيان، كان من العناوين الرئيسية لأنظمة الحكم، لكن الولايات المتحدة استغلت هذه الأوضاع لمصلحتها لتعميق ضعف هذه الأنضمة واستمرار دورانها في الفلك الأمريكي.

الرئيس أوباما اختار الصحافي فريدمان خصيصاً بسبب خبرته في الشؤون العربية والشرق أوسطية لتبرير الطعنة السامة التي طعنها في ظهر حلفائه في السعودية والخليج عندما خدعهم، وأخفى عنهم، مفاوضاته السرية مع إيران للتوصل إلى صفقة حول برنامج الأخيرة النووي، وكأنه يقول لهم أن ديكتاتوريتكم وسوء إدارتكم وفسادكم، وتهميشكم للشباب وقطاع عريض من مواطنيكم هو السبب الذي دفعني إلى التنصل منكم وتحالفكم، والتوجه إلى ايران كبديل عنكم يمكن الاعتماد عليه في المنطقة.

ومثلما اختار العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز الصحافي فريدمان دون غيره لإطلاق مبادرته للسلام في صيغتها الأولى للوصول إلى الإدارة الأمريكية واللوبي اليهودي، فعل الرئيس أوباما الشيء نفسه لإيصال رسائله إلى حلفائه العرب الذين تخلى عنهم، وركلهم دون أسف، أو ندم.

مقابلة أوباما لصحيفة الـ"نيويورك تايمز"، ومع توماس فريدمان بالذات، تعتبر وثيقة عالية الأهمية، ولا نبالغ إذا قلنا أن ما ورد فيها من أفكار يمكن أن يكون أجندة، أو جدول أعمال اللقاء الذي دعا إليه زعماء دول الخليج العربي إلى منتجع كامب ديفيد الشهر المقبل لشرح الاستراتيجية الجديدة في المنطقة، ومحاولة طمأنتهم تجاه أخطار الاتفاق النووي الأمريكي الايراني على بلدانهم وحكوماتهم.

دول الخليج يجب أن تقلق من هذا التحول الأمريكي، وتدرس هذه المقابلة وما ورد فيها بشكل متعمق لتفهم الرسائل الموجهة من خلالها، والتعاطي معها بشكل عملي وسريع، وخاصة الجوانب المتعلقة بحقوق الانسان، والاستياء الشعبي، والفساد والبطالة، حتى لو كانت "شهادة حق أريد بها باطل".

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz