Logo Dampress

آخر تحديث : السبت 20 نيسان 2024   الساعة 11:29:41
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عودة الجيش الباكستاني الى السعودية

دام برس :

من الواضح ان العائلة الحاكمة في السعودية تعيش فترة عصيبة للغاية في ظل متغيرات إقليمية. وبات من الواضح ان هذه المتغيرات لا تسير بالمطلق لصالح نظام ال سعود، فلم يعد النظام العتيد في السعودية قادر على ضبط إيقاع السياسات في المنطقة بعد ان فقد حلفاء اقليميين وباتت رياح التغيير تهب بشكل أصبح النظام السعودي يشعر بخطر وجودي عليه. فقد ذهب نظام مبارك وزين العابدين وخرجت اليمن من تحت المظلة والوصاية السعودية في لحظة وتسارع غير متوقع على الاطلاق. وبغض النظر عما ستؤول اليه الاحداث في اليمن فلن تعود الأمور الى ما كانت عليه. والامر ينطبق أيضا على مجلس التعاون الخليجي الذي لم تعد السعودية تسيطر عليه بالكامل كما كانت ولفترة طويلة من الزمن وقد عصفت الخلافات بين اعضاءه وبالرغم من المحاولات التي بذلت لرأب الصدع فان الخلافات ما زالت قائمة وان خفت حدتها. وعلى الرغم من المحاولات التي بذلتها السعودية بالتعاون والتنسيق مع فرنسا والكيان الصهيوني لوضع ضغوطا على الإدارة الامريكية في عدم السير قدما في المباحثات والتفاهمات مع ايران بشأن برنامجها النووية ورفع العقوبات الاقتصادية الجائرة المفروضة عليها من سنوات طويلة، الا انه بات من الواضح ان هذه الضغوطات لن تفلح. وقد يعود هذا ربما لان الولايات المتحدة بحاجة الى تفاهم مع ايران أكثر من حاجة ايران الى مثل هذا الاتفاق، والذي يحدد السياسة الامريكية هي المصالح الامريكية بالدرجة الأولى والأخيرة. وفي نهاية المطاف لا تولي الولايات المتحدة اهتماما بالأدوات والعملاء، بالرغم من اعطائهم هامش من الحرية في بعض الأحيان طالما ان هذا الهامش من الحركة لا يضر بالمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة. السعودية ترى في أي تفاهم مع إيران حتى وان لم يرقى الى اتفاق موقع ينهي هذا الملف، أن أي تفاهم او اجراء محادثات يعطي إيران ثقلا في الدخول على المستوى الإقليمي والدولي، وهذا ما يعطي ايران المتقدمة علميا وتكنولوجيا وخاصة في المجالات العسكرية والاقتصادية والبحوث العلمية والطبية دورا رئيسيا في المنطقة ترى فيه السعودية انه يهدد مكانتها التي أصبحت مهتزة أصلا وعلى انه اقتطاع جزء هام من الكعكة التي احتفظت لنفسها بها لعشرات السنوات، وبنت كل حساباتها وتحالفاتها الإقليمية والدولية على هذا الأساس. ولكن الامر لا يقتصر على إيران بالنسبة للإقليم فهنالك اليمن وسوريا والعراق التي تعتبر السعودية انها فقدت التأثير على مجرى الاحداث بها بالرغم من صرف مليارات الدولارات في محاولات تغيير واقع الحال في هذه الدول. ولعل الخطر والتحدي الأكبر الذي يجابه السعودية في المرحلة الحالية يتمثل في خطر داعش الإرهابية التي خرجت من رحم الأفكار الوهابية التكفيرية السعودية والتي كان امل العائلة المالكة في السعودية ان تكون هذه المجموعة الإرهابية أداة سعودية تستطيع ان تستخدمها في خدمة مصالحها الآنية في المنطقة، الى جانب مصالح اسيادها في البيت الأبيض. جرت الرياح بما لا تشتهي السفن على قول المثل وانقلب السحر على الساحر وأصبح هذا التنظيم الإرهابي على بعد مئات من الكيلومترات فقط من الحدود السعودية التي سيجتها السعودية بسياج اليكتروني ووضعت ما يقرب من 30000 جندي لحراسته، الا ان بعض عناصر التنظيم استطاعوا اختراقه قبل فترة والاشتباك مع عناصر من قوات الامن السعودية. والسعودية يالتحديد تشعر بهذا الخطر الداعشي ربما أكثر من غيرها نظرا لان هنالك بيئة حاضنة طبيعية لهذا التنظيم داخل المجتمع السعودي. فالتأثير الديني ذو الطابع المتطرف والمتشدد الذي يرفض الغير والذي يعتبر كل مسلم لا يعتنق المذهب الوهابي هو انسان كافر ويحق قتله. وما تفعله داعش من قتل وحرق وتدمير للأضرحة ودور العبادة وقطع الرؤوس وأخذ السبايا من النساء وغيرها من العمليات الاجرامية كان الوهابيون يفعلونه في شبه الجزيرة العربية مع القبائل العربية وعندما أقيمت الدولة السعودية "الثانية" على يد عبد العزيز بن سعود قامت على تحالف بين الحركة الوهابية وال سعود وما زال المذهب الوهابي هو المذهب التي تعتنقه السعودية ليومنا هذا. ولقد كرس ال سعود نظاما تربويا وثقافيا وتعليميا ودينيا يؤسس الفكر الوهابي ويجذره في جيل بعد جيل في السعودية. ولكن نشر هذا الفكر لم يقتصر على الداخل السعودي بل يتعداه الى العديد من المناطق والدول في العالم ولقد كرست وخصصت السعودية أموال طائلة لبناء المساجد في انحاء من العالم وامدتهم بالخطباء والدعاة لنشر الفكر الوهابي واقامت "المدارس" لتحفيظ القرآن وتدريس الفكر الوهابي ومن هذه المدارس التي أقيمت في الباكستان وغيرها من الدول تخرج عناصر قاتلت في تنظيم القاعدة في أفغانستان والشيشان وغيرها. ومن ثم لا عجب ان نسمع بأن الدواعش يدرسون تعالي الوهابيين في المدارس في المناطق التي يسيطرون عليها في سوريا والعراق. ولا عجب ان نرى ونسمع ان الكثير من القيادات القاعدية في جبهة النصرة وداعش وأنصار بيت المقدس، وانصار الشريعة وغيرها من المجموعات الإرهابية كانت قد تخرجت من المدرسة الأفغانية وعملت مع تنظيم القاعدة في أفغانستان الذي مول من السعودية بشكل مباشر بالتنسيق مع المخابرات المركزية الامريكية. وقد خاضت السعودية حربا داخلية ما بين عامي 2003 -2006 مع العناصر القاعدية التي كانت قد عادت من أفغانستان الى الأراضي السعودية. ضمن هذه الوقائع تحركت السعودية على أكثر من جبهة في محاولات لدرء الاخطار الخارجية التي تتصورها السعودية وخاصة فيما يتعلق بإيران وبرنامجها وتحاول تسويقها للهروب الى الامام وعدم دفع الاستحقاقات الداخلية المترتبة على ال سعود. بالإضافة الى ذلك فان تحركاتها تسعى لضبط الأوضاع الأمنية الداخلية في السعودية وتشديد قبضة ال سعود على اية حركات احتجاجية داخلية تطلب بالتغيير وتحقيق نوع من العدالة الاجتماعية والمشاركة في القرار السياسي، هذا القرار المصادر منذ قيام الدولة، حيث ما زالت الدولة تدار كقبيلة. ومن هنا جاءت الدعوات الأخيرة من قبل النظام السعودي بطلب اعداد من القوات العسكرية الباكستانية دون الإفصاح عن حجم هذه القوات، بحسب ما أورده الموقع الاليكتروني "The American Interest" بتاريخ 5 مارس 2015 . وعلى الرغم من ان عدد القوات التي سترسل قد يكون متواضعا في المرحلة الحالية الا ان هذا العدد مرشح للزيادة في حال إذا ما استدع الامر ذلك. والذي يبدو ان هذا الطلب يأتي ربما لعدم نجاح السعودية لغاية الان في محاولاتها لإقامة جيش قوامه 100000 جندي من دول مجلس التعاون الخليجي على ان تتولى السعودية قيادته، وكان قد اخذ قرار بهذا الشأن في احدى اجتماعات مجلس التعاون الخليجي بالرغم من توقع الكثيرون بفشل مثل هكذا مشروع. كما ان المراهنة على الجيش المصري لحماية السعودية من اخطار داخلية "وإيران" النووية لم يؤدي الى اية نتيجة وقد يعود هذا الى سببين رئيسيين أولهما هو انشغال الجيش المصري في محاربة الارهاب في سيناء والداخل المصري بالإضافة الى الاخطار التي تتعرض لها مصر على حدودها مع ليبيا التي زادت مؤخرا مع التمدد السرطاني لتنظيم داعش في ليبيا وزيادة عدم الاستقرار في ليبيا. أما الثاني فقد يعود الى خلاف بين السعودية ومصر في تحديد هوية الارهاب وسبل مجابهته. العلاقات الأمنية والعسكرية بين السعودية الباكستانية ليست بالأمر الجديد، فقد استقدمت السعودية عشرات الالاف من الجنود الباكستانيين عام 1979 بعد نجاح الثورة الإيرانية والتخلص من نظام الشاه وذلك للحفاظ على الامن الداخلي "والتهديد الخارجي". وبقيت القوات الباكستانية مرابطة على الأرضي السعودية ما يقرب من العشرة سنوات، بالطبع مع دفع كل التكاليف لهذا العدد الضخم من الجنود. ولقد وقفت السعودية الى جانب الباكستان عام 1998 في فترة فرض العقوبات عليها على أثر اجراء تجارب نووية، حيث كانت تمدها بالبترول مجانا ولمدة ما يقرب من ثلاثة سنوات. ومؤخرا قدمت السعودية قرض للباكستان بقيمة مليار ونصف دولار عام 2014 وذلك لمساعدتها في تجاوز ازمة مالية خانقة، ولقد قدم هذا القرض للحكومة الباكستانية بعد ان تعهدت بعدم مد خطوط انابيب داخل الأرضي الباكستانية التي كان من المفترض ان تزودها بالغاز الإيراني تبعا لاتفاقية موقعة بين البلدين، وكانت إيران قد أكملت مد الخطوط على أراضيها. ولقد تحججت الباكستان بعدم قدرتها على تمويل بناء الخط على أراضيها. ورفضت القرض الذي تقدمت به كل من روسيا والصين آنذاك لبناء هذا الخط وذلك امتثالا للأوامر السعودية. ويبقى السؤال الان هل ستقوم الباكستان بالاستجابة الى الطلب السعودي الذي يبدو انه يتضمن عدد كبير من القوات الباكستانية؟ الذي يبدو ان الباكستان لا تستطيع ان تصد الطلب السعودي لسببين رئيسيين: أولهما هو ان الباكستان بحاجة ماسة للدعم المالي السعودي وخاصة لشراء الغاز والبترول فالصناعات الباكستانية تستهلك كميات ضخمة من مصادر الطاقة هذه والحكومة الباكستانية بحاجة للإبقاء على المصانع وخاصة وان اقتصادها ضعيف للغاية. وثانيهما للعلاقات التاريخية بين البلدين ولوجود اعداد كبيرة من الباكستانيين العاملين في السعودية اللذين يسهموا بدرجة كبيرة بعائدات العملة الأجنبية لبلادهم. الى جانب أنه تردد في الآونة الأخيرة ان السعودية قد اشترت وسددت ثمن أسلحة نووية وصواريخ حاملة لها من الباكستان وان هذه الأسلحة بقيت في باكستان لحين الطلب عندما تستدعي الضرورة. ولكن هنالك ما يكفي من الأسباب الذي يجعل الباكستان تتردد في ارسال اعداد كبيرة من جنودها الى السعودية. وذلك أيضا يعود الى أسباب عديدة تجعل الباكستان تأخذ جانب الحذر. أولا: ان الباكستان تواجه مشاكل امنية داخلية صعبة تتمثل في مجابهة المجموعات المتطرفة في الداخل التي تقوم بتفجيرات في العديد من المناطق مستهدفة المدنيين، والتي كان آخرها قتل ما يقرب من 150 طالبا في تفجيرات وعمليات انتحارية في احدى المدارس. الى جانب حاجتها الى اعداد كبيرة من قواتها لضبط حدودها مع أفغانستان، زد على ذلك مشاكلها مع الهند التي تصل الى حدود الصدامات العسكرية أحيانا. ثانيا: ان الانخراط في محاربة المجموعات الإرهابية داخل السعودية او على حدودها قد يعرضها (أي الباكستان) الى عمليات انتقامية على أراضيها وخاصة وان العناصر القاعدية تتخذ من الحدود الباكستانية ملجأ لها. أما ثالثا فان باكستان تدرك ان المنطقة تمر في مرحلة من عدم الاستقرار والصراعات التي تحاول السعودية إضفاء طابع مذهبي وطائفي عليها، وبالتالي فان هنالك مخاوف باكستانية من ارتداد الصراعات المذهبية والطائفية وتأجيجها في الداخل الباكستاني إذا ما دخلت كطرف في الصراعات القائمة في المنطقة.

الوسوم (Tags)

السعودية   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2020-01-08 18:12:57   عرض قرض عاجل.
تبحث عن قرض تجاري؟ القروض الشخصية ، القروض الطلابية ، قروض توحيد الديون ، القروض غير المضمونة ، رأس المال الاستثماري ، إلخ. إذا كان الأمر كذلك ، يرجى مراسلتنا اليوم: (georgeanderson.loanfirm255@gmail.com) واحصل على القرض اليوم.عرض قرض عاجل.
Mr. George Anderson  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz