دام برس :

تقارير نشرتها وسائل إعلام تديرها حماس أوردت أن السلطات القطرية اتخذت قراراً بالفعل بإبعاد مشعل وقيادات إخوانية، لم تسمها، رغم نفي القيادي في الحركة عزت الرشق، لتلك التقارير، وعدم صدور أي تأكيد رسمي من قطر.

وذكرت صحيفة "أيدينلك" التركية أن مشعل بدأ فعلياً العمل على نقل مقر إقامته إلى العاصمة التركية أنقرة، بعدما بحث الأمر مع رئيس الحكومة التركية، أحمد داوود أوغلو خلال زيارة مشعل الاخيرة لتركيا ومشاركته في المؤتمر الخامس لحزب العدالة والتنمية التركي الحاكم.

ونقلت مصادر اوروبية ان المستوى السياسي والعسكري في الكيان الاسرائيلي يشعر بالارتياح لمواقف تركيا الاخيرة حيث نقلت انقرة وعلى أعلى المستويات رسائل حازمة وقوية وواضحة للقيادات الحمساوية على أراضيها بضرورة التوقف الفوري عن نشاطاتهم الأمنية وعدم التواصل مع خلايا الحركة في المناطق الفلسطينية انطلاقا من الاراضي التركية.

كما استمع مشعل خلال زيارته الاخيرة الى تركيا لنفس فحوى الرسائل التركية التحذيرية، على حد هذه المصادر.

يذكر ان تونس كانت بين الأماكن المطروحة امام مشعل لكن التطورات السياسية الاخيرة التي اسفرت عن تراجع نفوذ حركة النهضة التونسية، حولت الأنظار نحو انقرة.

ويأتي انتقال مشعل استجابة للمبادرة السعودية للمصالحة بين مصر وقطر بعد تعرض الاخيرة لضغوط سياسية ودبلوماسية، بلغت حد التهديد بطردها أو تعليق عضويتها بمجلس التعاون في الخليج الفارسي.

المنحى القطري الجديد بدأ فعليا عندما قررت السلطات القطرية في ايلول/ سبتمبر الماضي إبعاد عدد من قيادات الإخوان، منهم الأمين العام للجماعة، محمود حسين، ووزير التخطيط السابق، عمرو دراج، إضافة إلى "الداعية" وجدي غنيم.

ويرى مراقبون أن رحيل مشعل قد يكون بداية شرخ في العلاقة بين قطر وحماس، بمقدار ما تسعى الدوحة الى ترميم علاقاتها ومصالحها مع بيئتها الخليجية والعربية وربما ايضا مع الكيان الاسرائيلي.

وبالنسبة لحماس كحركة مقاومة فعليها تقويم ومراجعة سياساتها في السنوات الاخيرة منذ ان قررت قبل نحو أربع سنوات نقل مكتبها من دمشق الى الدوحة اثر انحياز الحركة الى الجماعات المناهضة للنظام السوري، وذلك انطلاقا من ان لعبة المصالح التي تتحكم بسياسات الدوحة وانقرة لن تبعد شبح اي مساومة سياسية يقوم بها هذان البلدان على حساب الحركة ونشاطها المقاوم.

وحول تستعداد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ترك الدوحة بعدما ابلغته السلطات القطرية بضرورة مغادرة البلاد، قال الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون من غزة: "اؤكد بان لو تم هذا الموضوع لا يتم بشكل طرد او ابعاد ولكن حركة حماس الان كوضع المنطقة سيتم ترتيبها وسيتم اعادة تموضعها كالملفات الاخرى سيتم ترتيبها، العلاقات الخليجية المصرية، العلاقات مع ايران، العلاقات الداخلية، هناك بالتأكيد حراكم في المنطقة...".