دام برس :
يلتقي الرئيس التركي رجيب طيب أردوغان برجال أعمال ليعلن لهم أن دخول تركيا في حرب مع تنظي الدولية الإسلامية مرفوضة، وبطيرقة غير مباشرة يعطي أردوغان إشارة لتنظيم داعش أن العلاقة معه مستمرة و إن الأراضي التركية لن تكون منطلقاً لعمليات جوية أو برية ضد التنظيم، وذلك من خلال ما تناقلته وسائل الإعلام عن وصف الرئيس التركي للسياسية الأمريكية حيال الأزمة السورية بـ «الوقحة»، معلناً أن واشنطن مارست و تمارس ضغوطاً على أنقرة لفتح قاعدة أنجرليك الجوية أمام طائرات التحالف الأمريكي لضرب تنظيم داعش مبرراً ذلك بأن تركيا ترى عدم جدوى أي ضربة جوية على داعش، كما إن أردوغان يصر على أن القوات التركية لن تشارك بعملية صد الهجوم الذي يشنه تنظيم داعش على مدينة عين العرب السورية، فما الذي يفهم من حديث أردوغان..؟.
الشق الأول من كلامه عن رفضة الدخول في التحالف الأمريكي ضد داعش يفهم منه أن الرئيس التركي مصر على إبقاء العلاقة مع داعش كشريك تجاري في نهب مقدرات الدولتين السورية والعراقية خاصة و إن حديثه جاء أمام رجال أعمال أتراك، و الذي يديرون عملية التبادل التجاري بين تركيا و التنظيم، و ما دور الحكومة التركية إلا شرعنة هذه التجارة عبر الموانئ التركية، مما يؤدي إلى أن التجار الأتراك ذهبوا بأطماعهم التجارية إلى السفاح الجديد لتكون ورقة العلاقة مع داعش أهم ورقة يمكن ان تطرح على الرئيس التركي الذي سيحتاج لدعم هؤلاء التجار في أي مناسبة انتخابية قادمة في تركيا بما يخدم بقاءه في رأس هرم السلطات التركية.
فيما يحمل الشق الثاني إلى أن أنقرة تصر على تدمير القوة الكردية التي تتشكل جنوب أراضيها، فأن تقع أنقرة بين فكي كماشة كردية عسكرياً أمر مرفوض بالنسبة لساسة أنقرة، و إن كان داعش قد تكفل بالقضاء على حزب الاتحاد الديمقراطي التركي في مدينة عين عرب ولاحقاً في مناطق أخرى إن نجح في المدينة المحاذية للحدود التركية، فإن المخابرات التركية دخلت إلى إقليم شمال العراق حيث يشكل جبل قنديل بما يحويه من معسكرات لقوات حزب العمال الكردستاني و قياداته أحد أهم المخاوف التركية، و بالتعاون مع حكومة إقليم شمال العراق الكردية، و نتيجة للمصالح المشتركة بين أردوغان و رئيس الإقليم مسعود البارزاني فإن حجة تدريب مقاتلي »البيشمركة» في الإقليك كافية لدخو قوات تركيا تعمل على رصد تحركات حزب العمال ليصار إلى تفتيه و اغتيال قياداته في مرحلة لاحقة، وما طرح أردوغان لرفض التدخل في عين عرب أمام التجار الأتراك إلا لطمأنة هؤلاء أنه يعمل على فتح المزيد من الطرق التجارية السهلة التنقل، فإن سيطر التنظيم الإرهابي على المعبر الحدودي بين سوريا و تركيا من جهة عين العرب فذاك يعني أن التنظيم بات أقدر على ممارسة نشاطه التجاري مع الاتراك، و أن الشاحنات التركية ستتنقل بسهولة أكبر بين تركيا و الأراضي السورية.
عربي برس