دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الجمعة 19 - 2 - 2016 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك ... حلب : استشهاد ثلاثة مواطنين جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على أحياء سكنية بالمدينة
وفاة الدكتور ماجد شدود عضو القيادة القطرية الأسبق لحزب البعث العربي الاشتراكي عن عمر ناهز 68 عاماً
السويداء : ضبط سيارة بداخلها صهريج معد لتهريب المازوت وفيه أسلحة وذخائر متنوعة كانت متوجهة من ريف درعا الشرقي إلى البادية مروراً بالسويداء
حلب: الطيران الحربي السوري يستهدف بعدة غارات تجمعات المسلحين في كل من حريتان وحيان وبيانون في ريف حلب الشمالي ويحقق إصابات مباشرة
حلب: اشتباكات بين لجان الدفاع الشعبية الكردية والمجموعات المسلحة في محيط بلدة كفرخاشر شمال شرق منغ في ريف حلب الشمالي
حلب: الجيش السوري يتصدى لهجوم شنه المسلحون على منطقة الفاميلي هاوس وكتيبة الدفاع الجوي غرب حلب ويوقع قتلى وجرحى بصفوف المهاجمين
حلب : المجموعات المسلحة المتواجدة في مناطق جنوب بلدة الزهراء تستهدف بعدة قذائف صاروخية الأحياء السكنية في مدينة نبل في ريف حلب الشمالي
حلب : تدمير دبابة للمسلحين ومقتل أفراد طاقمها اثر استهدافها من قبل الجيش السوري بصاروخ موجه في محيط بلدة المنصورة غرب حلب
نشطاء حقوقيون : زيادة حصيلة القتلى المدنيين في ريف الحسكة شمالي سورية بالتزامن مع تكثيف قصف التحالف الدولي لمواقع داعش الإرهابي
قوات سورية الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية نواتها تحاصر بلدة الشدادة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي جنوب مدينة الحسكة وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحرر من إرهابيي داعش
ريف دمشق : الجيش السوري يستهدف بسلاح الجو مقر مجموعة مسلحة في بلدة دير العصافير بالغوطة الشرقية ماأسفر عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين
ريف دمشق : سلاح الجو الحربي في الجيش السوري يستهدف مواقع للمجموعات المسلحة في أطراف بلدة جسرين ومحيط بلدة المحمدية وفي بلدة بالا في الغوطة الشرقية
ريف دمشق : سلاح الجو في الجيش السوري يستهدف مواقع للمجموعات المسلحة في مخيم خان الشيح بعدة ضربات جوية في الغوطة الغربية.
بوغدانوف: روسيا على اتصال دائم بأطراف النزاع السوري وليس على الأسد وحده الاستماع إلى النصائح
قال ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي إن موسكو على اتصال دائم مع دمشق وممثلي أطياف المعارضة، مشددا على أن الرئيس بشار الأسد ليس الوحيد الذي عليه الاستماع إلى النصائح.
وأضاف بوغدانوف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "نحن على اتصال مستمر مع القيادة في دمشق ومع منظمات المعارضة، نحن نلتقي شبه يوميا مع مسؤولين لمنظمات المعارضة المختلفة العربية والكردية وغيرها، أعتقد أن لكل رأيه وتحليله وتقديره، نحن مستمرون في الاتصال مع القيادة، مع الحكومة، مع الرئيس بشار الأسد، هناك أمور كثيرة تحتاج للتفكير وللتحليل ولاتخاذ الخطوات من أجل إيجاد الحل المناسب لجميع المواطنين السوريين، في بلد واحد لإنقاذ سلامة الأراضي ووحدة البلاد، لذلك يجب أن يستجيب لكل هذه النصائح ليس فقط الرئيس بشار الأسد، بل والأطراف الأخرى المشاركة في الأزمة".
وأكد بوغدانوف أن موسكو تأمل في استئناف المفاوضات السورية-السورية في سويسرا في أقرب وقت ممكن، مؤكدا عدم وجود أي حل للأزمة السورية سوى التسوية السياسية.
وأضاف أن التسوية السياسية يجب أن تجري على أساس حوار سوري-سوري واسع على أساس بيان جنيف والقرار الدولي رقم 2254.
المصدر: سبوتنيك
عفرين : تواصل المدفعية التركية استهداف الأراضي السورية بعفرين في محاولة للتغطية على دخول عناصر مسلحة إلى الشمال السوري وذلك من أجل رفد داعش والمجموعات المسلحة الأخرى هناك التي تعرضت لخسائر كبيرة وتراجعت بشكل ملحوظ أمام تقدم الجيش السوري وخاصة في حلب وريفها .
دير الزور : الجيش السوري يدمر عربة مفخخة وآليات تابعة لتنظيم داعش ويقتل من بداخلها حيث كانت تتجه نحو الموارد المائية ومحيط البغيلية
مصادر: الأمم المتحدة تعتزم إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو على دير الزور
اللاذقية : سقوط طائرة بدون طيار مجهولة بالقرب من مستشفى في قرية عين البيضا بريف اللاذقية على مسافة كيلومتر واحد فقط من الحدود السورية التركية والطائرة قد حلقت في الهواء لفترة طويلة فوق تلك المنطقة قبل سقوطها
معركة الرقة بين استعدادات الجيش وهواجس «داعش»
معركة الرقة بقياس المسافات لا تزال بعيدة نسبياً، لكنها بقياس طموحات الجيش السوري ومخاوف تنظيم «داعش» تزداد اقتراباً. وبالرغم من أنه ليس في المدينة، التي تعيش على وقع الأزمة المالية، لتنظيم «داعش» أي مؤشرات تدلّ على قرب اندلاع معركة فيها؛ إلا أن عملية الجيش السوري على طريق أثريا ـ الرقة، وما يتخللها من قضم للتلال الحاكمة على امتداد الطريق، تؤكد أن تصريح المصدر العسكري حول «نية الجيش التقدم إلى الرقة» كان دقيقاً ومقصوداً من حيث المضمون ومن حيث التوقيت.
ويعمل الجيش السوري في معركته باتجاه الرقة على مسارين: الأول الاستمرار في عملية قضم الأراضي في المنطقة الصحراوية الفاصلة بين أثريا وحدود محافظة الرقة، مع التركيز على فرض سيطرته على التلال والمرتفعات التي تمنحه تغطية نارية واسعة. والثاني: حشد المزيد من المقاتلين والعتاد في المنطقة، تحضيراً لهجمات أكثر اتساعاً وقوةً من المتوقع أن يعطي الجيش إشارة البدء بها خلال فترة لا تتعدّى الشهر، كما قال «للسفير» مصدر ميداني.
وقد وصل إلى المنطقة بالفعل آلاف الجنود، بصحبة أرتال من العربات وناقلات الجند ودبابات «تي 90» المزوّدة بنظام الحماية الكهروبصري «شتورا» المُعَدّ لحماية الدبابات وإرباك الصواريخ الموجّهة سلكياً. وثمة توقعات بأن يتراوح تعداد القوة الضاربة، التي يفترض أن تقوم بهذه العمليات، ما بين 13 إلى 17 ألف مقاتل، وهو عدد ضخمٌ يدل على أهمية المعركة ونوعية النتائج المتوخاة منها.
وساد اعتقاد لدى قادة التنظيم في الرقة بأن مسارعة الجيش السوري الأسبوع الماضي للسيطرة على رسم أمون وجبّ السعدي جنوب الشيخ هلال في ريف حماه الشرقي، كانت بهدف توسيع نطاق سيطرته في تلك المنطقة الحساسة، تخوفاً من أي عملية هجومية قد يقوم بها «داعش» لإغلاق طريق أثريا ـ خناصر الاستراتيجي رداً على فك الحصار عن نُبُّل والزهراء، وهي عملية كانت متوقعة بشدة، خصوصاً في ظل مساعي «داعش» لاكتساب المزيد من «المبايعين» الذين كانوا سينظرون إلى إغلاق الطريق الاستراتيجي على أنه بمثابة إجهاض لكل عملية الجيش في ريف حلب الشمالي، وبالتالي سيحثّهم ذلك على القتال تحت راية التنظيم.
لكن هذا الاعتقاد تغيّر مع استمرار عملية الجيش، وتمددها على جانبي طريق أثريا ـ الرقة، مع التركيز على فرض سيطرته على التلال والمرتفعات وتأمينها، ما يمنحه تغطية نارية واسعة، بالإضافة لتأمينه أجزاء من الطريق الواصل إلى الرقة، مستهدفاً بسلسلة من الغارات الجوية حواجز تنظيم «داعش» على الطريق ما دفعهم لإخلائها. ولوحظ هنا أن الجيش ما زال يتحاشى السيطرة على طريق أثريا ـ الرقة، مفضلاً العمل بعيداً عنه مسافة تقارب 7 كيلومترات تحسباً من عمليات القنص.
وقد افتتح الجيش معركة باتجاه قرية زكية، التي يفترض أن تكون نهاية المرحلة الأولى من العمليات، حيث سيتخذها الجيش قاعدة للتحشيد والانطلاق. وسيطر على تلة المسبح ومجموعة من التلال الأخرى، ما أتاح له توسيع منطقة الأمان في محيط أثريا، وبالتالي تأمين التعزيزات والإمدادات التي تصل تباعاً. كما تقدم الجيش على محور سلسلة جبال مارينا، وهي امتداد طبيعي لحسو العلباوي وسيطر على 3 تلال منها. ومن شأن استكمال السيطرة على السلسلة أن يمنح الجيش تفوقاً بالرصد والتغطية النارية على كامل المحور المحاذي لها، ما سيؤدي إلى إسقاطه نارياً.
وتعتبر قرية زكية ذات موقع استراتيجي مهم، حيث تتوسط محافظات عدة، وهي حماه، الرقة، دير الزور، حلب، حمص، الأمر الذي يجعلها عقدة مواصلات مهمة للغاية. وتبعد زكية عن مطار الطبقة حوالي 40 كيلومتراً، هي عبارة عن مساحات صحراوية خالية، إلا من بعض التجمّعات السكنية الصغيرة. وعلى مسافة أقل من 10 كيلومترات عن زكية يوجد حقل صفيان الذي يقع على مفرق طرق بين الطبقة والرصافة، وقد وضع عليه «داعش» حاجزاً عسكرياً نظراً لأهمية موقعه.
وجراء هذه التطورات تكونت لدى قادة التنظيم قناعة تامة بأن المعركة التي تنتظرهم أوسع مما اعتقدوا للوهلة الأولى. وما زاد الطين بلّة بالنسبة لهم مراقبتهم لـ «قوات سوريا الديموقراطية»، وهي تكسر خطوط أنقرة الحمراء في ريف حلب الشمالي، ما يعني احتمال قيامهم بخطوة مماثلة غرب نهر الفرات في محيط جرابلس ومنبج، وكذلك احتمال تحركهم على محور عين عيسى، الأمر الذي يعني وقوع التنظيم بين فكَّي كماشة، بالإضافة إلى تشتيت مقاتليه بين جبهات قتال متعددة.
وفي مساعٍ منه لجس النبض والعرقلة، قام «داعش»، فجر أمس الأول، بتفجير سيارة على أحد الحواجز العسكرية في وادي العذيب جنوب شرق أثريا، وهو من الحواجز المهمة في المنطقة. وسقط جراء التفجير شهيد واحد من القوات الحليفة للجيش السوري وعدد من الجرحى. وكان «داعش» قد استهدف، الأسبوع الماضي، وادي العذيب ببعض قذائف الهاون انطلاقاً من تلة التناهج التي يسيطر عليها.
كذلك، أُعلن أمس الأول عن تمكّن قوات الجيش السوري في محيط منطقة الشيخ هلال توقيف ثلاث سيارات من نوع «انتر» محملة بالأسلحة، من بينها صواريخ «كورنيت» المضادة للدروع، بالإضافة إلى سيارة محملة بالسماد الذي يستخدم في تجهيز المتفجرات. وهو ما يثبت أن «داعش» بدأ بالفعل يتلمّس جدية مساعي الجيش لفتح ثغرة، نحو أول محافظة خرجت عن سيطرته قبل ثلاثة أعوام تقريباً.
لكن هذا لا يعني أن التنظيم بدأ يشعر بخطورة مباشرة، خاصة أن المسافات التي يجب أن يتجاوزها الجيش، قبل أن يطرق باب الرقة، ما تزال طويلة نسبياً، فالمسافة التي تفصل بين آخر نقطة سيطر عليها الجيش، وهي مخفر الطرق، وبين الطبقة تبلغ حوالي 41 كيلومتراً، وربما لولا درس مطار كويرس كان التنظيم نظر إلى تحركات الجيش البعيدة هذه بعدم اكتراث.
مع ذلك بدأت خطب صلاة الجمعة التي يلقيها أئمة المساجد المعيّنون من قبل «داعش» تعكس حقيقة الهواجس التي أصبح التنظيم يعيش تحت وطأتها في مدينة الرقة. فغالبية الخطب تتحدث عن مرحلة جديدة وصعبة مقبلة على المدينة. ويركز الخطباء على أن الجهاد في هذه المرحلة هو «الجهاد الحقيقي» مع حثّهم لأبناء الرقة للانضمام إلى صفوف مقاتلي التنظيم والدفاع عن «دولة الخلافة».
هذا الهاجس الجديد ليس الوحيد الذي يشغل بال «داعش» في الرقة، فهناك ظاهرة باتت لافتة للانتباه في المدينة، التي يفترض أن تكون نموذج «داعش» لتطبيق ما يعتقد أنه «الشريعة الإسلامية». وتتمثل هذه الظاهرة في قيام التنظيم بإلغاء العديد من «الحدود» (عقوبات الجلد والقطع والرجم) مقابل فرض غرامات مالية على المخالفين للأحكام التي يطبقها. فعوضاً عن قطع يد السارق، على سبيل المثال، أصبح التنظيم يفرض غرامة مالية كبيرة. ويشترط أن يتم دفع بعض هذه الغرامات بالدولار حصراً.
وحسب بعض المراقبين فإن هذه الظاهرة تشير إلى تفاقم الأزمة المالية التي تعرّض لها التنظيم منذ بدء الطائرات الروسية قصف أرتال تهريب النفط إلى الدول المجاورة. علاوة على ذلك، يعيش مقاتلو «داعش» في حالة أمنية صعبة، بسبب الغارات الجوية التي تستهدف معاقلهم وأرتالهم، وربما هذا ما دفع التنظيم إلى الإيعاز لهؤلاء بالامتناع عن تسيير أرتال أو مواكب ضمن المدينة، والاستعاضة عن ذلك بركوب سيارات الأجرة ذات اللون الأصفر للتمويه على تحركاتهم، مع التشديد على عدم رفع الراية السوداء، لا على المباني ولا على السيارات لأنها تسهّل استهدافهم.
عبد الله سليمان علي
انغماسيو «داعش» يهاجمون بلدة في ريف الرقة
هاجم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» ـ «داعش»، أمس، بلدة سلوك شمال الرقة التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب» الكردية، وذلك في خطوة استباقية تهدف إلى جس النبض ومحاولة إشغال خصومه، لاسيما في ظل تسارع الأحاديث عن قرب إطلاق الجيش السوري عملية واسعة للتوجه نحو محافظة الرقة.
ومن غير المستبعد أن تتخذ «قوات سوريا الديموقراطية» هذه العملية مظلة لها، كما حصل في ريف حلب الشمالي، للتقدم نحو مناطق سيطرة التنظيم.
وتمكنت، فجر أمس، مجموعة من «الانغماسيين» من التسلل إلى بلدة سلوك التي تبعد 20 كيلومتراً شرق تل أبيض، تحت غطاء تفجير آليتين، انفجرت الأولى في قرية حمام التركمان والثانية في قرية مبروكة. ثم اندلعت اشتباكات عنيفة بين المجموعة المتسللة وبين «قوات الحماية الشعبية» في الجهة الشرقية من البلدة حيث تحصّن المتسللون في بعض المباني.
وتضاربت الأنباء حول أعداد المهاجمين، إذ بينما تحدثت مصادر إعلامية كردية عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم، أكد نشطاء محليون أن عدد المهاجمين لا يتجاوز أصابع اليدين، لكنهم يقاتلون بشراسة. وقد فرضت «وحدات الحماية» طوقاً حول البلدة، معلنة حظر التجوال، رغم أن البلدة شبه خالية من السكان، كما استقدمت تعزيزات من مدينة تل أبيض. وما زالت الاشتباكات مستمرة، فيما لم ترد أي حصيلة عن القتلى والجرحى جراء هذه الاشتباكات.
وكان تنظيم «داعش» قد استهدف بلدة سلوك بسيارة مفخخة يقودها انتحاري، قبل حوالي أسبوعين.
من جهة أخرى، فجّر «داعش»، صباح أمس، جسر قرة قوزاق على نهر الفرات جنوب عين العرب (كوباني)، وذلك بعد أن كان قد قام بتفخيخه في وقت سابق. ولم يعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجير الجسر. وكان «داعش» قد فجر جزءاً من الطرف الجنوبي للجسر العام الماضي، أثناء تقدم القوات الكردية بعد سيطرتها على عين العرب وجزء كبير من الريف الجنوبي. وكانت الوحدات الكردية قد تقدمت في الرابع من شباط الحالي إلى موقع ضريح سليمان شاه التركي السابق بالقرب من جسر قره قوزاق، وتمركزت هناك.
السفير
هيثم مناع يكشف الدعم التركي لميليشيات الاخوان المسلمين و القاعدة في سوريا
كنت عائدا من تكريم أحبتي في تونس (24 نيسان 2011) عندما تلقيت دعوة من برنامج «قهوة تركية»، وأخرى من رجل الأعمال التركي - السوري غزوان المصري، لحضور اجتماع في اسطنبول للمعارضة السورية. لبيّت دعوة الصحافية التونسية هاجر بن حسين التي سبق واستضافتني في برنامجها، ولم أرد على الدعوة الثانية التي غابت عنها كلمات أساسية مثل الديموقراطية والمدنية.
في اسطنبول، كان برهان غليون قد تلقى نفس الدعوتين، واستجاب مثلي لدعوة البرنامج التلفزيوني، وكنا في الفندق ذاته. اتصل بي من «اللوبي» غزوان المصري، نائب رئيس غرفة رجال الأعمال الإسلامية التركية، فدعوته لغرفتي. حدثني عن الاجتماع المنوي عقده وضرورة حضوري، فطلبت منه أول ما طلبت قائمة المدعوين. فتح حاسوبه الصغير ووضع القائمة أمام ناظري. ثمانية عشر اسماً، نظرت إليها فإذا بها تضم اسمين من العلمانيين فقط (برهان وأنا). وباقي القائمة من الإسلاميين. قلت له على الفور: هل هذه هي نسبة العلمانيين الديموقراطيين في الحراك السلمي السوري؟ قال: لا، ولكن أين المشكلة، يمكن دعوة شخصين أو أكثر. فقلت له: أعتذر عن الحضور ملحقاً في اجتماع للإسلاميين.
حدثت برهان بالأمر، فقال لي اتصل بي غزوان وقلت له سأدرس الموضوع، ولكن الآن توضح الأمر لي وسأرفض الدعوة. كان التحضير لدور «اسطنبول» في الوضع السوري قد بدأ، وقد انتقل عدد من الشخصيات «الإخوانية» السورية إلى تركيا. زرت بعدها شيكاغو بدعوة لمحاضرة هناك، فأخبرني صديق قابل، مع عدد من المعارضين السوريين، السيدة هيلاري كلينتون، وأنها أعلمتهم بضرورة متابعة الملف السوري في أنقرة.
لم يكن لدي أي موقف مسبق من «حزب العدالة والتنمية»، بل على العكس، وقفنا في «اللجنة العربية لحقوق الإنسان» مع السيد رجب طيب أردوغان عندما تعرض للمضايقات القانونية، وعندما اعتقل في 1998 لخطاب استشهد فيه بشاعر تركي يقول «مساجدنا ثكناتنا، وقبابنا خوذاتنا، مآذننا حرابنا، والمصلون جنودنا، هذا الجيش المقدس يحرس ديننا». اعتبرنا في اللجنة العربية لحقوق الإنسان هذا الاعتقال تعسفياً، وشاركنا في مراقبة قضائية اعتبرت الحكم جائراً.
وقد شاركت بنفسي في عدة ندوات في اسطنبول بعد تسلم «العدالة والتنمية» الحكم، تضامناً مع القضية الفلسطينية ولمناهضة الاسلاموفوبيا ومن أجل غزة إلخ...
إلا أن التحرك التركي كان «إخواني» الدعم مذهبي السقف، الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على الحراك المدني السلمي في سوريا. وقد عبرت عن ذلك في مقالة لي في «الموند ديبلوماتيك» مطلع تموز، بعنوان «الربيع السوري والثورة المضادة». التقط الدكتور عزمي بشارة وقتئذ إشكالية الدور التركي، وقد عبر عنها بالقول «تركيا ما قدرت تقدم الدعم الكافي للمعارضة.. ميول تركيا باتجاهين مختلفين، دعم المعارضة الإسلامية من مبدأ توحد الرؤى، وتحاشي المعارضة الكردية، كان لا بد من مكــان ثــان»
بالفعل، توجهنا للدوحة في نهاية تموز 2011 لاجتماع ضم 24 معارضاً سورياً من مختلف الفصائل والمستقلين. واتفقنا على تشكيل ما أسميناه يومها «الإئتلاف الوطني السوري»، كمحاولة أخيرة من معارضين في الداخل والخارج لإبقاء صوت المعارضة خارج أية وصاية وتبعية خارجية. صوّت أربعة أشخاص ضد المشروع (أربعة من ستة كانوا قد باشروا العمل على تشكيل «المجلس الانتقالي السوري» في اسطنبول بالتنسيق مع باريس). جرى قبر المشروع تدريجياً لتمهيد الطريق لما صار اسمه «المجلس الوطني السوري». وجرى تعزيز الدور التركي بفتح مخيمات اللجوء والتعبئة الإعلامية حول تدخل «الناتو» ومنطقة الحظر الجوي والمنطقة الآمنة، وفتح مكتب رياض الأسعد («الجيش الحر») في اسكندرون، وتم فرض السيناريو التركي على القطريين الذين قبلوا بدور الداعم الإعلامي والمالي والديبلوماسي. وقد فتحت تركيا الباب منذ نهاية 2011 لدخول مقاتلين أجانب، بداياتهم كانت ليبية، واتضح لكل ذي بصر أن غرفة العمليات التي تشكلت في تركيا كانت تقدم حصة الأسد من مساعداتها للجماعات المسلحة ذات اللون الإسلاموي والمذهبي.
لم تنفع كل تدخلاتنا في مختلف الدول الغربية والعربية في فتح الأعين على مخاطر السياسة التركية تجاه الملف السوري. هذه السياسة التي خلطت بين مشروع العثمانية الجديدة للثنائي أردوغان - (أحمد داود) أوغلو والمصالح القومية للدولة التركية. ورغم سحب الملف من الدوحة وتسليمه لبندر بن سلطان، إلا أن الأخير اتبع سياسة «دعم كل ما يمكن أن يسقط النظام السوري ولو كان أسوأ منه».
غطى ما يعرف بأصدقاء الشعب السوري كل انحرافات هذه الحقبة. وقد سجلت اللقاء الذي جمعني مع السفير (الأميركي السابق) روبرت فورد في آب العام 2013 في العاصمة الفرنسية، حين قال لي بالحرف: «هذه حرب مذهبية، الشيعة يريدون السيطرة على سوريا ليكون هناك امتداد إيراني حتى البحر الأبيض المتوسط. لكنهم ينسون أن السنة يشكلون أكثر من مليار مسلم، وأن هذه الحرب ستنتهي بانتصار الغالبية الساحقة عليهم عاجلا أو آجلا». قلت له يومها: «لم أسمع بهذا الحزب السني بعد، هل ينتسب إليه الفريق عبد الفتاح السيسي، أو الشعب التونسي مثلا؟ هذه القراءة المذهبية تصب في خدمة التكفيريين، وكل ما تفعلونه هو اغتيال التمثيل السياسي للاعتدال السني الذي يشكل الغالبية الساحقة من المسلمين». طبعا لم يعجبه هذا الجواب. فقد كان عائداً من لقاء مع «الجبهة الإسلامية» التي كان لها مع «جبهة النصرة» و «داعش»، الفضل في توجيه أكبر الضربات العسكرية لفصائل «الجيش الحر».
بدأت دول الخليج، باستثناء قطر، تتحسس مخاطر الدعم الأعمى للجماعات المتطرفة والإرهابية: دولة الإمارات العربية المتحدة لم تترك تنظيما «إخوانيا» أو إسلاميا مسلحا لم تضعه على قائمة الإرهاب، المملكة العربية السعودية أصدرت جملة مراسيم في نفس الإتجاه. وشهدت المملكة خلال أشهر أكبر حركة ثقافية نقدية للتيارات المتطرفة في تاريخها. وقد استقبلت الدول الخليجية أخبار تدريب «جيش الفتح» وتسليحه من قبل تركيا بعين حذرة. خاصة وأن قيادته تضم عددا من المحكومين قضائيا في الرياض.
وقفة الحكمة في آخر أيام الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أبعد بندر بن سلطان، وأصدر قرارات مهمة حول الإرهاب والمنظمات المتطرفة لم تستمر طويلاً. وكان لقرار الحوثيين المتهور باستلام السلطة في اليمن، ما أحيا الخوف الخليجي المزمن من الجار الإيراني. وأعاد لفكرة «الجبهة السنية الواسعة» قوة حضور عبر التحالف المناهض للطبيعة بين السعودية وتركيا.
يأتي هذا التحالف بعد فشل أردوغان في انتخابات حزيران 2015 الذي وضعه في حالة فقدان الوزن، وأدخله في مواجهة عدمية مع الأكراد واليسار في تركيا، باعتبارهما مصدر الخطر على استمراره في السلطة. وفي ظل تدخل عسكري روسي واسع في سوريا.
أربعة من القادة العرب كانوا على علم بالتدخل الروسي في سوريا قبل وقوعه. وقد قال لي أحدهم: «في العلوم العسكرية يوجد قائد واحد، الولايات المتحدة قادت التحالفات في حربي العراق، لا يمكن أن يقبل الروس بقيادة روسية - إيرانية، وجودهم بالضرورة على حساب التمدد الإيراني في سوريا». بالنسبة لأردوغان، كان التدخل الروسي بالضرورة على حساب الدور التركي في القضية السورية، ولعل خطيئته الكبرى بإسقاط الطائرة الروسية، قد ضربت إمكانية دور مهم لبلاده، وذلك قبل العمليات العسكرية الأخيرة. فوضع آخر ورقتي ضغط له على طاولة ميونيخ (اللاجئون السوريون والقضية الكردية).
يحاول الإعلام التركي والخليجي تقديم ما يحدث اليوم، من تقدم للجيش السوري على أنه اللمسة الأخيرة في قيام دولة علوية، وتفسير كل تقدم لـ «قوات سوريا الديموقراطية» على أنه وضع أساسات الدولة الكردية. مع حملة ديماغوجية مضللة بأن «قوات سوريا الديموقراطية» تضرب «الفصائل المعتدلة» بالتنسيق مع نظام (الرئيس بشار) الأسد.
ولكن هل ينسى هؤلاء أن من صادر مخازن أسلحة «الجيش الحر» كانوا من «النصرة» وأخواتها وليسوا من «وحدات حماية الشعب»، وأن من أصدر فتاوى القتل على كل من يبقى عضوا في هذا الفصيل أو ذاك من «الجيش الحر» هو الذي يحارب «قوات سوريا الديموقراطية» اليوم.
لقد فشلت إستراتيجية «كل سلاح مقدس» وأعلن صاحبها أنها كانت من الأخطاء القاتلة للثوار. وصار على الذين قالوا «دافعنا عن جبهة النصرة أكثر مما دافعت عن نفسها» أن يطمروا رؤوسهم في الرمل. لقد حوّل ولوج التكفيريين إلى سوريا للجهاد غير المقدس بلدنا إلى مرتع لكل من يحاربهم حقاً أو باطلاً، من الميليشيات الشيعية إلى طائرات أكثر من عشر دول في العالم.
إن فك الارتباط مع الإرهابيين اليوم، شرط واجب الوجوب، ليس فقط من أجل حل سياسي يضمن انتقالاً ديموقراطياً مدنياً يشكل وحده الرد الناجح على النظام الدكتاتوري، بل أيضاً للبقاء على قيد الحياة السياسية السورية المقبلة. وفي وضع كهذا، يشكل فك الارتباط مع السياسات الحكومية التركية المتهورة، عصب نجاة لشمال سوريا من كل الظلاميين الذين ضختهم حكومة أردوغان - أوغلو إلى الأراضي السورية.
السفير
الغرب يدفع الخليج إلى مواجهة برية في سوريا
أعلنت مصر موقفا واضحا برفضها التدخل البري في سوريا، ورغبتها في تغليب الحل السياسي، مع تأكيدها أن هذا الرفض لن يؤثر على صلاتها الاستراتيجية بالمملكة العربية السعودية.
القاهرة ظلت صامتة عدة أسابيع مع تنامي الخطوات الخليجية التركية الآخذة في الاستعداد للتدخل بريا في سوريا، حتى جاء التعبير عن موقف واضح وصريح للقاهرة في مواقف مختلفة.
وقد جاء ذلك على لسان وزير الخارجية سامح شكري، في مقابلة أجرتها معه قناة «دويتشه فيله»، الألمانية، حيث أكد أن الحل العسكري في سوريا أثبت خلال السنوات الماضية عدم جدواه، وأن الحلول السلمية هي المثلى.
ولم يقف شكري عند هذا الحد، بل أكد قبل يومين (16 02 2016)، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الكويتي في القاهرة، أن قرار السعودية بالتدخل البري في سوريا أمر سيادي منفرد، وأنه لا يدخل في إطار القوة الإسلامية المشتركة لمواجهة الإرهاب .
ولعل إحدى نتائج هذا المؤتمر الصحافي أنه سمح للكويت بالإفصاح عن وجهة نظر كانت لا تزال غائبة عن المشهد، حيث قال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن بلده لا يرجح التدخل البري الكويتي مع السعودية والإمارات في سوريا، وإن الكويت تعمل جاهدة مع مصر على تدعيم الحل السياسي السلمي في سوريا.
بدوره، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه وفدا إعلاميا كويتيا، أن الموقف المصري إزاء الأزمة السورية "واضح ولم يتغير"؛ وهو يتمثل في عدم التدخل في شؤون سوريا واحترام إرادة شعبها، والعمل على التوصل إلى حل سياسي للأزمة يحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويفسح المجال للبدء في جهود إعادة الإعمار.
وقد تزامنت زيارة وزير الخارجية الكويتي إلى القاهرة، مع زيارة وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار إلى القاهرة أيضا، حيث صرح مزوار بأن بلاده أعربت قبل أيام عن رفضها الحاسم للتدخل عسكريا في سوريا أيضا.
من جهته، حذر الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء طلعت مسلم، من أن يُسقط التدخل العسكري البري السعودي-التركي المزمع في سوريا نظامي الحكم في البلدين؛ مشيرا إلى خطأ الرياض في اعتقادها بأن الحرب البرية هي الحل الأمثل لتسوية النزاعات في سوريا.
واستبعد اللواء مسلم أن يؤثر رفض القاهرة المشاركة في القوات البرية على علاقتها مع الرياض. مشيرا إلى أن أمريكا ستسعى للتوصل إلى تسوية للخلافات السياسية، وأنها لن تخاطر بالدخول في صراع مع القوات الروسية الموجودة على الأراضي السورية. وأضاف أن الحل العسكري سيزيد الأوضاع تأزما في سوريا، وأنْ لا بديل عن تسوية سياسية، داعيا جميع الدول العربية إلى التدخل في سبيل تهدئة الموقف.
في حين أشار مستشار كلية القادة والأركان ولخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمد الشهاوي إلى أن التدخل العسكري البري في الأراضي السورية سيفاقم الأزمة، وخاصة مع استعادة الجيش العربي السوري، والقوات الروسية، التي تدعمه، نحو 40% من الأراضي السورية، من قبضة التنظيمات الإرهابية.
وأشار الشهاوي إلى أن الدعم الأمريكي للتدخل البري في سوريا يأتي من منطلق دفع الأوضاع في الشرق الأوسط إلى الاشتعال والاضطراب من جديد.
إيهاب نافع