دام برس - سهى سليمان :

لا شكّ أن معرفة الحقيقة ليس بالأمر السهل، جميعنا يوثق ما يحدث بعدسة كاميرته الخاصة، ليعود ويستذكرها في أوقات لاحقة، لكن هناك الكثير لا يمكن توثيقه لبعدنا عن الحدث أو عدم استطاعتنا الوجود في قلب الحدث.

لأجل ذلك ولغيره وجد الصحفي ليقدم للمواطن وللجميع فيلماً وثائقياً عن الخبر، ولأجل ذلك يقوم الإعلامي الحربي الميداني بالتنقل من جبهة لجبهة، ومن محور إلى محور، حاملاً معه الكاميرا سلاحه ليصوبه بكل صدق نحو أرض المعركة، موثقاً ما يحدث من مواجهات واشتباكات.

ذلك الإعلامي يصاب وينزف لكن ذلك لا يوقفه عن متابعة مهامه التوثيقية ورسالته الهادفة، ورغم كلّ التهديدات التي يتعرض لها والإشاعات التي تطال شخصيته وعمله، فهو يردّ على كل ذلك بإكمال رسالته الإعلامية ومواكبته ومشاركته الميدانية للجيش السوري في أغلب معاركه، مركزاً على الإنجازات التي حققها الجيش على جبهات القتال، ومقدماً تحليلات عميقة توضح مدى التناحر والمعارك المستعرة بين المجموعات المسلحة وحجم التعاون بين العدو الصهيوني وتلك المجموعات.

هو مقاوم من أرض المقاومة ترعرع في مدينة الهرمل بالبقاع اللبناني، بدأ بمواكبة التطورات الإعلامية والميدانية التي أوضحت ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، وتابع مسيرته الإعلامية متنقلاً بين تجربة وأخرى ليستفيد ويفيدنا حتى مشاركته في تأسيس قناة العالم الإخبارية ومقرها طهران في عام 2000 ميلادي.

يعد من المؤسسين الأوائل لقناة العالم، بدأ العمل فيها كمذيع للأخبار، ومن ثم مقدم برامج سياسية ورئيس تحرير حتى استلامه منصب مدير البرامج السياسية في القناة، والآن هو مدير مكتب قناة العالم في دمشق إضافة لإدارة قناة برس تي في والقناة الإسبانية.

مؤسسة دام برس الإعلامية كان لها هذا الحديث مع الإعلامي حسين مرتضى:

بعد العدوان الآثم الذي قام به كيان الاحتلال الصهيوني على الجولان المحتل، كان الرد سريعاً للمقاومة في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، هل تسير الأمور نحو تموز 2006 جديدة؟

كان رد ّالمقاومة ضمن الأراضي اللبنانية، وفي مزارع شبعا اللبنانية المحتلة، وهذا من حقّ أي شعب أن يقاتل ويدافع عن أرضه.

وأعتقد أن موضوع إمكانية أن يكون هناك حرب شاملة، يعتمد على الحالة التي يمر بها كيان الاحتلال الإسرائيلي، فحالته لا تسمح له أن يفتح أبواب الحرب، لأنه لو كان يستطيع أن يقوم بهذه الحرب لكان ردّ بعد ساعات من عملية المقاومة التي أوجعته.

إن العدو الصهيوني يدرك بأن أي حرب الآن لن تسير لمصلحته، فما تمتلكه المقاومة ومحور المقاومة من صواريخ ومن استعدادات، والذي تحدث عنها سيد المقاومة عن أن هناك فرق مجهزة من أجل الدخول إلى أبعد من الجليل، كلّ هذه العوامل شكلت رادعاً بالنسبة لكيان الاحتلال الإسرائيلي.

على الرغم من ذلك نحن أمام عدو غدار، سيحاول القيام بعمليات أمنية أو عمليات اغتيال بعض المقاومين، ومن هذا الإطار كان تأكيد سماحة السيد حسن نصر الله أن أي عملية اغتيال يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي سيكون لدينا الردّ عليها بالأسلوب نفسه، وسيكون هناك عمليات اغتيال، فإذا قمتم بعمل عسكري واستهدفتهم مقاومين قمنا بعمل عسكري بالتوقيت نفسه، واستهدفنا السيارات نفسها وبالطريقة نفسها، وأي محاولة أخرى لتغيير هذه القواعد سيكون هناك ردّ للمقاومة ولن تقف الحدود عائقاً أمام هذا الردّ.

ربما يكون الردّ القادم في داخل فلسطين المحتلة وفي عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي، أو في الجولان المحتل أو في أي منطقة أخرى تستطيع من خلاله المقاومة أن توجع كيان الاحتلال الصهيوني.

كان الأردن أول المعارضين لمحاربة تنظيم "داعش" ولكن منذ فترة دخل مع قوات التحالف لضرب التنظيم في المناطق الشرقية، والآن وبعد إعدام الطيار الأردني الذي قامت أغلب المنظمات الدولية والعربية بإدانة هذا الفعل، لكنها تعاملت بازدواجية متجاهلة الجنود السوريين الذين ذبحوا على أيدي تنظيم "داعش"، هل تتوقع أن يكون أي تعاون رسمي مع بين الحكومتين الأردنية والسورية في محاربة التنظيم؟

يعلم الجميع أن الأردن لا يتحكم بكلّ سياساته، فهو أداة بيد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وهما من تدعمانه في مجالات شتى، ولم تتغير سياسات كل من الأردن والسعودية وقطر وتركيا حتى الآن، وخاصة في مجال دعم المجموعات المسلحة والمشاركة بسفك دماء الشعب السوري.

عندما نتحدث عن معسكرات التدريب التي تدرب المجموعات المسلحة في الأردن فهذا يدل على أنها لم تتوقف ولا زالت سياساتها مستمرة وما زالت تلك المعسكرات موجودة، وإذا كان هناك جدية بموضوع التعاون لمحاربة "داعش" يجب على الأردن أولاً أن يغلق كافة الحدود، وأن يغلق هذه المعسكرات.

ولا نريد أن نستبق الأحداث، ربما يكون هناك في المستقبل جدية، لكن أعتقد أن الحكومة السورية أصدرت بياناً في هذا الإطار، وقدمت التعازي وطلبت من الحكومة الأردنية وضع حدّ لهذا الأمر.

يجب أن يكون هناك تعاون، وربما يحاول الاردن أن يستفيد من أجل عملية الاستدارة، حتى لا يقولوا بأنهم كلهم تراجعوا، مثل عملية إنزال العدو عن الشجرة، فهم يريدون عذر معين من أجل أن يستديروا في هذه الرحلة بالذات.

نحن مع أي مبادرة، وكل محور المقاومة من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو المقاومة في لبنان، والحكومة السورية تدعم أي مبادرة من قبل أي دولة، مثلاً بالأمس القريب عملت الكويت على إعادة فتح السفارة، وأي دولة مستعدة لأن تغير في سياساتها تجاه الشعب السوري اعتقد أن الحكومة السورية مستعدة على التعاون معها.

اعتقد أن الشعب السوري والقيادة السورية ليس لديهم أي مشكلة، لكن حتى الآن بالأرقام لا يوجد هناك أي تغيير ولم يطبق أي شيء على أرض الواقع.

للتوثيق أهمية كبيرة في حياتنا، ما هي أهمية توثيق الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في لبنان؟ وما ترتكبه المجموعات المسلحة في سورية؟

إن عمليات التوثيق للجرائم والتعاون بين الكيان الإسرائيلي والمجموعات المسلحة هي تحرج الاحتلال، وبمثابة ورقة بيد المقاومة بكافة أشكالها والحكومة السورية وبيد الإعلام من أجل إظهار حقيقة هذا الارتباط العميق بين كيان الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات المسلحة.

الآن نحن لدينا فيلماً نقوم بإعداده هو "القنيطرة... ثالوث النار" يتحدث ومن داخل الأراضي المحتلة عن الدعم اللوجستي الذي يقدمه الاحتلال الإسرائيلي للمجموعات المسلحة.

في ختام اللقاء مؤسسة دام برس الإعلامية تشكر السيد الإعلامي حسين مرتضى على تشريفنا بلقائه وعلى هذا الحديث، متمنية له ولجميع الإعلاميين الحربيين والميدانيين دوام التوفيق والنجاح في عملهم.