دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الخميس 1 - 1 - 2015 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك .. دمشق: الأجهزة المختصة تحبط عشية رأس السنة عملية تفجير سيارتين مفخختين تحت جسر السيد الرئيس ومقتل ٣ مسلحين والتحقيقات جارية لملاحقة باقي أفراد المجموعة .. السيارة الأولى جيب صيني زوتاي لون رصاصي فيها طن متفجرات والثانية سيارة غولف خضراء اللون.
درعا: استهداف تجمعات المجموعات المسلحة شرقي بناء كتاكيت ومبنى التدريب المهني على طريق السد بدرعا البلد ووقوع عدد من المسلحين قتلى.
حلب : الجيش العربي السوري وبعد عملية رصد من قِبل وحدة من الدفاع الوطني يستهدف تجمعاً للمسلحين خلف صالات الليرمون ما أسفر عن مقتل 10 وجرح 7 آخرين وتدمير بيك آب مزود برشاش 14.5 ومقتل من بداخله قرب ساحة النعاعني جنوب الصالات.
حلب : عشر إصابات في صفوف المدنيين إثر سقوط قذائف هاون أطلقها مسلحون على حلب الجديدة.
الائتلاف يتسلم بطاقات دعوة لحضور مؤتمر موسكو
تداولت وسائل إعلامية محلية أن روسيا سلمت خمس بطاقات دعوة لأعضاء في الائتلاف لحضور مؤتمر موسكو والتي دعت إليه سابقاً من أجل إيجاد حل للأزمة السورية، وحملت البطاقات أسماء كل من: رئيس الائتلاف هادي البحرة وبدر جاموس وصلاح درويش وعبدالباسط سيدا وعبدالأحد صطيفو.
المرصد السوري: الأكراد يسيطرون على ٧٠ % من عين العرب
قال المرصد السوري المعارض إن القوات الكردية استعادت السيطرة على نحو ٧٠ في المئة من مدينة عين العرب السورية على الحدود مع تركيا بعد أن صدت مسلحي داعش الذين يحاصرون المدينة منذ شهور وأجبرتهم على التقهقر.
المرصد: داعش يستولى على منزل قائد لواء إسلامي بدير الزور
أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلاً عن مصادر موثوقة أن تنظيم داعش استولى على منزل قائد لواء إسلامي ونائبه في بلدة حوايج الذياب بدير الزور بتهمة قتال التنظيم وعدم الاستتابة
أول زيارة سرية لموظفين أمنيين أميركيين لدمشق
تمكن وفد أمني وإستشاري أميركي من تنفيذ أول زيارة تواصلية فعلية مع حكومة الرئيس بشار الأسد منتصف الأسبوع الحالي في إطار مهمة إستكشافية سرية لم تتوفر معلومات عنها، وعلم من مصدر دبلوماسي غربي واثق الإطلاع بأن وفداً أميركياً إستشارياً يضم خمسة أشخاص يعملون ضمن لجنة إسمها لجنة المتابعة للملف السوري زار دمشق فعلاً بترتيب مسبق مع السلطات في دمشق وعمان، ولم تتمكن رأي اليوم التي أوردت النبأ من معرفة الموضوعات والملفات التي طرحت في هذه الزيارة السرية تماما والتي دامت لسبع ساعات على الأقل.
حلب : الإرهابيون يستهدفون حي جمعية الزهراء في حلب بعشر اسطوانات الغاز المتفجرة ووقوع عدد من الإصابات في صفوف المدنيين.
ريف حلب : وحدات حماية الشعب الكردية تستعيد مناطق في الجهة الشرقية لعين العرب بعد اشتباكات مع داعش.
346 مطلوباً في دمشق وريفها وحماة وحلب يسلمون أنفسهم للجهات المختصة لتسوية أوضاعهم.
حلب : الجيش العربي السوري وبعد عملية رصد من قِبل وحدة من الدفاع الوطني يستهدف تجمعاً للمسلحين خلف صالات الليرمون ما أسفر عن مقتل 10 وجرح 7 آخرين وتدمير بيك آب مزود برشاش 14.5 ومقتل من بداخله قرب ساحة النعاعني جنوب الصالات.
درعا: استهداف تجمعات المجموعات المسلحة شرقي بناء كتاكيت ومبنى التدريب المهني على طريق السد بدرعا البلد ووقوع عدد من المسلحين قتلى ومصابين.
حمص: الجيش يحبط محاولتي تسلل لمجموعات مسلحة من قرية رحوم باتجاه مكسر الحصان ومن جهة جسر الخراب باتجاه بساتين الوعر في حمص ويوقع في صفوف المسلحين قتلى ومصابين.
ريف دمشق: الجيش السوري يستهدف بالمدفعية تحصينات ومواقع المسلحين في داريا بريف دمشق.
ريف دمشق : تفجير سلسلة أنفاق كان المسلحون يستخدمونها في تنقلاتهم ضمن المدينة ماأدى لمقتل عدد منهم .
اللاذقية: وجهت وحدات من الجيش والقوات المسلحة ضربات نوعية على أوكار وتجمعات التنظيمات الارهابية التكفيرية بريف اللاذقية الشمالي وأوقعت في صفوفهم العديد من القتلى والمصابين.
وأفاد مصدر عسكري بأن عمليات الجيش النوعية في ريف اللاذقية الشمالى تركزت في //قريتي الفرنلق والسودا// قرب الحدود التركية حيث يتسلل مرتزقة تكفيريون من مختلف الجنسيات بدعم كامل من نظام اردوغان.
وأضاف المصدر انه تم ايقاع اعداد كبيرة من الارهابيين قتلى بينهم/رباح الصايد وعمار صلاح الدين وباسل الشغرى / وتدمير اربع اليات محملة بالاسلحة والذخيرة وثلاث مزودة برشاشات ثقيلة.
دمشق تختتم عامها بمعارك "ساخنة"
استيقظ سكان العاصمة صبيحة آخر أيام عام 2014 على أصوات 6 انفجارات متتالية اهتزّت على إثرها أحياء العباسيين وباب توما والتجارة وباب شرقي، فيما تبيّن أنها ناجمة عن قصف صاروخي نفذه الجيش العربي السوري على مواقع المسلحين في حي جوبر. و تلا ذلك اشتباكات عنيفة، وقصف مدفعي استمرّ حتى ساعات الظهيرة، دون أن تتوقف حدّة المعارك التي شارك فيها سلاح الجو بشكل مكثّف".
في سياق متصل، تصاعدت سحب دخان كبيرة من محاور شرق العاصمة، فيما أكدت مصادر أهلية لتلفزيون الخبر إغلاق الطرق المؤدية إلى حي برزة شمال شرق دمشق، الأمر الذي ربطه السكان بالتصعيد الميداني الذي يشهده حي جوبر.
وأكدت مصادر ميدانية أن أعداد المقاتلين في حي جوبر تتجاوز الـ 700 مقاتل، نصفهم من مسلحي "جبهة النصرة"، والنصف الآخر يتوزعون بين مسلحي "جيش الأمة" ومسلحي "فيلق الرحمن" التابعة لـ "جيش الإسلام".
إلى ذلك، أظهرت جولة صباحية على محور شرق العاصمة بدءا من ساحة العباسيين مرورا بباب شرقي وانتهاء بباب توما حركة اعتيادية رغم دوي أصوات المعارك القوية على محور جوبر المجاور.
يذكر أن معركة جوبر تعتبر أطول معركة متواصلة في سوريا، والتي تدخل شهرها الـ 22 على التوالي، حيث تبتعد جوبر عن ساحة العباسيين مسافة 1 كم، وعن مركز المدينة مسافة 7 كم، وكانت فيما مضى المركز الرئيسي لإطلاق قذائف الهاون على دمشق.
الخبر
معسكرات اعتقال وتحقيق على الحدود السورية تحظر خروج الارهابيين من سوريا وتسمح بدخول المرتزقة
منظومة أمنية من دول في المنطقة تشارك فيها الولايات المتحدة ودول أوروبية تدفع باتجاه تجميع المجموعات الارهابية في الأراضي السورية، ومنع عناصرها من الخروج، في إطار سلسلة من الاجراءات لحماية الساحة الاوروبية ودول محيطة من ارتدادات الارهاب.
وتقول مصادر خاصة واسعة الاطلاع لـ (المنــار) أن هناك عشرات مراكز الاعتقال والتحقيق على الحدود الأردنية والتركية مع سوريا ، يزج فيها الارهابيون الذين يغادرون الاراضي السورية، وتقوم طواقم أمنية خاصة بمشاركة أجهزة استخبارية أوروبية بالتحقيق مع هؤلاء الارهابيين، وتضيف المصادر أن الهدف هو ابقاء الارهابيين داخل سوريا، يحظر عليهم الخروج، لكن، يسمح للمرتزقة والارهابيين بدخول الاراضي السورية.
ونقلت المصادر عن تقارير أمنية أن ما تشهده المنطقة العربية منذ سنوات ، هو مخطط أمريكي تم إعداده على أعلى المستويات ، ثم استدرجت دول عربية بأجهزتها الأمنية لتشارك في هذا المخطط الذي يقضي بإثارة الفتن وضرب الاستقرار في الساحة العربية، وتدمير كيانات الدول وتقسيمها.
المنار المقدسية
آفاق الصراع في سنة 2015..
عمر معربوني*
لا يبدو أنّ سنة 2015 ستكون سنة إقفال الملفات المشتعلة في كل مناطق الصراع المحتدمة من فلسطين الى أوكرانيا، مروراً بليبيا واليمن والعراق وسورية ولبنان.
هذا الصراع الذي يتخذ أشكالاً عديدة على المستويات الديبلوماسية والعسكرية والإقتصادية يبدو أنه سيصل الى ذروته في السنة القادمة مع تسارع السباق في الميدان بين أطراف الصراع الأصيلة والوكيلة.
والبداية من فلسطين حيث شهدت السنة المنصرمة اكبر عدوان على غزة استمر 54 يوماً ضمن سياق من المعارك يمكن القول انها كانت معارك تغيير المعادلات التي رست على وقائع جديدة ستكون جزءاً من مسار المتغيرات في المنطقة كلها. معركة المعادلات هذه كانت معركة توازن الرعب الحقيقية التي تم تثبيتها من خلال صمود الشعب الفلسطيني في غزة وبطولات ومفاجآت المقاومة.
في الجانب الشعبي شكّل صمود الناس حالة اسطورية غير مسبوقة فالقطاع الصغير جغرافياً والأكثر كثافة سكانية في العالم لم يركع أمام العدد الكبير من الشهداء والجرحى، وظل يشكل الظهر القوي للمقاومة في ساحات الميدان.
في غزة لن تعود عقارب الساعة الى الوراء أبداً وأتوقع أن يشهد العام المقبل جولة من الصراع ستكون الأعنف من بين الجولات والتي سيكون نصيب الكيان الصهيوني منها موجعاً ومؤلماً. فالمقاومة الفلسطينية انتهت من مرحلة التقييم واستنباط الجديد في تكتيكاتها من خلال التجارب السابقة وهي بالتأكيد اليوم أكثر صلابة وجهوزية من أي وقت مضى.
المفاجآت ستكون عنوان الجولة القادمة وبمستويات أكبر بكثير مما شهدناه، خصوصاً أنّ قيادة حماس تعيش مرحلة تقييم لعلاقاتها التي نشأت عند بداية الأزمة السورية والموقف السلبي الذي انتهجته حماس عندما انحازت لأعداء الدولة السورية والجيش العربي السوري، وسيشهد العام القديم بلا أدنى شك رجوعاً لحماس الى حضن محور المقاومة بكل تشكيلاته.
في أوكرانيا استطاعت أميركا أن تجرّ روسيا الى الصراع وتستدرج الدب الروسي الى القتال في حديقته الخلفية اوكرانيا، حيث جهدت أميركا على تشكيل أوضاع تجعل من أوكرانيا خاصرة رخوة لروسيا وتجبرها على اتخاذ إجراءات شكلت ذرائع كبيرة لفرض عقوبات على موسكو، في محاولة للضغط المباشر وإجبار موسكو على تقديم تنازلات في أكثر من مكان من أماكن الصراع.
إلّا أنّ روسيا التي تعاني الآن من نقص الموارد المالية بسب تخفيض سعر النفط تعمل على معالجة مشاكلها الناشئة بأكثرمن وسيلة للحفاظ على قدرة الردع والصمود في هذه المرحلة من الحرب الباردة وفي ساحات الصراع المدعومة من روسيا بمواجهة الدعم الأميركي لأطراف أخرى في الصراع.
في ليبيا ستستمر المعارك فترة طويلة من الزمن خصوصاً أنّ الإنقسامات وصلت الى مستوى غير مسبوق تتداخل فيه العوامل السياسية بالعوامل الإجتماعية والقبلية والعامل التكفيري الذي تشكل ليبيا اليوم أحد أهم ساحاته، إن من حيث القوة البشرية أو من حيث السلاح الذي كانت ليبيا وما زالت أحد مخازنه الكبرى، حيث تشير بعض المعلومات الى أنّ أهم موارد الجماعات التكفيرية في كل أماكن الصراع هو من مخازن الجيش الليبي السابق التي وقعت بيد هذه الجماعات.
لن يكون الوضع في اليمن بأفضل حال من ليبيا إلّا فيما يخص خرائط السيطرة التي باتت أكثر لمصلحة الحوثيين الذين استطاعوا الوصول الى نتائج هامة على المستووين السياسي والعسكري، وهم الذين تمكنوا خلال المعارك الأخيرة من السيطرة على منافذ بحرية ستساعدهم في الكثير من مستلزمات إدارة المعركة التي ستستمر أقله في السنوات القادمة.
في العراق، هذا البلد الذي يعاني من تنامي الصراعات منذ احتلاله من قبل أميركا ورغم كل الإنجازات التي يحرزها الجيش العراقي والحشد الشعبي فإنّ المعركة ستستمر لفترة غير منظورة نظرًا للمساحات الشاسعة من الأرض التي تدور عليها المعارك وبسبب الإنقسام المذهبي الحاد الذي يعيشه العراق منذ فترة طويلة.
فتنظيم "داعش" الذي انتقل الى الدفاع أخيراً بعد أن حقّق عاملي الصدمة والرعب منذ أشهر سيلجأ في المرحلة القادمة الى أسلوب الاستنزاف واستغلال الجغرافيا بأعلى مستوى من خلال العمل على إبقاء المعارك محتدمة في مساحات كبيرة من الأراضي، ولن تكون سنة 2015 سنة حسم المعارك في العراق لمجموعة كبيرة من الأسباب أهمها أنّ 60 الف مقاتل لـ"داعش" في العراق اذا ما تحولوا من نمط القتال التقليدي الى نمط قتال العصابات فسيكونون عائقاً كبيراً في وجه الجيش العراقي.
وإن استطاع الجيش العراقي حتى الآن استعادة زمام المبادرة في أكثر من مكان، فإنّ معركة الموصل ستكون المعركة الأقسى والأطول والأكثر كلفة.
وتبقى المعارك في سورية هي المفصل في حسم المعركة ضد الإرهاب حيث قطع الجيش السوري شوطاً كبيراً في حسم المعارك الكبرى في محيط المدن المباشر.
فمنذ معركة القصير وحتى اللحظة يمكننا القول إنّ الجيش السوري حسم المعركة بالمنظور الإستراتيجي من خلال السيطرة على المجال الحيوي للدولة الممتد من العاصمة وصولًا الى الساحل مرورًا بمدن حمص وحماه وحلب وإدلب.
بموازاة ذلك فإنّ معارك أرياف دمشق وحمص وحماه وحلب وادلب ستكون على رأس أولويات الحسم خلال الاشهر الاولى من السنة القادمة والتي، وإن شهدت حسمًا لمصلحة الجيش السوري، فإننا سنكون أمام مرحلة جديدة سيكون عنوانها معركة مكافحة الارهاب في هذه المناطق والاتجاه الى حسم المعارك العسكرية في المنطقتين الشرقية والجنوبية التي ستصبح فيها المعارك أكثر تسارعاً من الآن بسبب قدرة الجيش السوري حينها على زجّ وحدات كبيرة في المعركة من الوحدات التي ستكون أنجزت معاركها في المناطق آنفة الذكر.
في لبنان، إنّ احتمالات توسع المعارك بمواجهة الارهاب ستكون ضئيلة مع رغبة كل الاطراف على إبقاء الوضع على ما هو عليه بانتظار التسوية القادمة التي لم تنضج مفاعيلها رغم الحديث عن الكثير من المؤتمرات والحوارات المزمع عقدها.
بشكلٍ عام سيكون الطرف الاميركي والاطراف الداعمة للإرهاب غير مستعجلين على إيجاد تسوية لا تحقق لهم مكاسب استراتيجية خصوصاً أنّ هذه القوى الداعمة حققت ما تصبو اليه من خلال إشعال المنطقة واستنزاف قدرات محور المقاومة بكل الأشكال الاقتصادية والعسكرية والبشرية.
قد لا يكون كلامي مدعاة للتفاؤل وقد لا تكون سنة 2015 سنة الحسم العسكري أو التسويات إلّا أنّ قوى محور المقاومة في كل أماكن الصراع لا زالت تقاتل، وهي رغم ما حققته من تقدم في المواجهة ستضطر الى القتال لسنوات قادمة قد تختلف مدتها باختلاف الجبهات والظروف وآليات وأشكال قوى الصراع.
*ضابط سابق (خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية).
سلاب نيوز
سورية 2011 ــ 2014: ماذا توقعوا؟ ماذا حدث؟
الأخبار - صباح أيوب .. جوي سليم
لم يكد يسقط نظام حسني مبارك في مصر عام 2011 حتى بدأت بعض الأصوات الغربية تتنبّأ بحراك «ثوري» ما في سوريا. عيون المحللين توجّهت الى حماه، ونبش البعض فوراً أرشيف الثمانينيات. خرجت أولى التظاهرات لكن المسؤولين الغربيين ــ الأميركيين خصوصاً ــ ترددوا بدعوة بشار الأسد الى الرحيل فوراً وطالبوه بإصلاحات. بعد فترة قصيرة، بدأ بعض الرؤساء العرب والمحللون الغربيون «يبشّرون» بنهاية نظام الأسد خلال أسابيع أو أشهر بأبعد تقدير، لكن 4 سنوات مرّت، والنظام بقي كما الجيش السوري كما القتل والدمار وتهجير الآلاف.
«جيش حرّ»، معارضة في الخارج، انتحاريون، خطوط حمر أميركية، أسلحة كيميائية، تهديد بهجمات عسكرية، موقف حماس، «جيش حرّ» ضعيف، قصف إسرائيلي في الداخل، انتخابات رئاسية، «داعش»، هجمات أميركية على الأراضي السورية، إسرائيل تتواصل مع مقاتلي المعارضة وتداويهم، المعارضة السياسية شبه غائبة... شهدت الأزمة السورية تقلّبات عديدة منذ عام 2011 واكبها تغيّر في المواقف والآراء عند البعض وثبات في الرؤيا عند آخرين. ماذا قال مسؤولون وصحافيون غربيون وعرب وأتراك قبل أربع سنوات وماذا عن مواقفهم اليوم؟ «نظام الأسد لن يصمد ونهاية بشار ستكون مماثلة للقذّافي» تنبّأ إيهود باراك عام 2011، أردوغان وعد شعبه بالصلاة في الجامع الأموي الكبير «قريباً» منذ نحو 3 سنوات، وها هو يتمنّع عن «محاربة الإرهاب» عام 2014. مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي رأى في «الربيع العربي» «استمراراً للثورة الإسلامية» ثم اتهم «أميركا وإسرائيل بأحداث سوريا وتمويل معارضتها». «لماذا قررنا فجأة أنه يجب أن تكون سوريا غير مستقرة وأن حكومتها يجب أن تسقط؟» سأل زبيغنيو بريجينسكي عام 2013. لن تقدّم هذه الجردة إجابات لكنها تعود الى بعض المواقف والآراء لإنعاش الذاكرة وربط الأحداث ولطرح أسئلة جديدة.
(حماس)
خالد مشعل
ــ كانون الأول 2012 يرفع علم «الثورة السورية» في مهرجان ذكرى انطلاق «حماس». ــ شباط 2013: ما يحصل في سوريا ربيع لا مؤامرة. ــ أيار 2014: لا يمكن لـ«حماس» أن تنسى دعم الرئيس بشار الأسد وشعبه للمقاومة والقضية الفلسطينية.
محمود الزهار
ــ أيار 2011: موقف حماس من الثورة السورية كموقفها من ثورات تونس ومصر ــ ٢٠١٤: ليس بيننا وبين مكونات سوريا خصومة... ونحن ضد أي نشاط للفلسطينيين في مخيم اليرموك أو غيره، لأن معركتنا ضد إسرائيل فقط.
اسماعيل هنية
ــ شباط 2012: يعلن رسمياً مغادرة قادة حركة «حماس» العاصمة السورية دمشق. ــ كانون الأول 2012: نندد بممارسات إسرائيل و(الرئيس السوري بشار) الأسد. ـ آذار 2014: حماس لا تتدخل في مصر وسوريا.
ميشال كيلو
ــ نيسان 2011: الثورة السورية تحمل مطالب النمط الذي صنع الحداثة في أوروبا، ويمكن أن يفعل هنا الشيء نفسه. ــ كانون الثاني 2014: «داعش» صنيعة النظام بمساعدة الاستخبارات الإيرانية والروسية، بالإضافة إلى إمارات إسلامية وأخرى تابعة لتنظيم «القاعدة»، لإنشاء عالم سلفي إرهابي كامل. ــ تشرين الأول 2014: جبهة «النصرة» قوة مقاومة وليست تنظيماً إرهابياً، طالما هي تقاتل النظام ولا تخوض معارك ملتبسة ومشبوهة مثل «الدولة الإسلامية». إن زعيمها أبو محمد الجولاني أكد في مقابلته أنه يدين الغلو في الدين والإسلام والسياسة والحرب والقتل، وهذا ليس منطق القاعدة، بل منطق شخص يعرف كيف يراعي اوضاع سوريا والمنطقة.
برهان غليون
ــ تشرين الأول 2011: جزء من الحراك الداخلي يؤيد التدخل العسكري الأجنبي لوقف المذابح بأي طريقة. ــ كانون الأول 2011: إذا تمكّن المجلس من تأليف حكومة جديدة، فسنقطع علاقات دمشق العسكرية مع إيران، ونوقف توريدات الأسلحة لحماس وحزب الله. ــ آب 2013: ضرورة عدم اكتفاء الغرب بالضربة العسكرية لأن الضربة المحدودة قد تقلّم أظافر الأسد فقط. على الضربة أن تشمل خطة لتغيير الوضع القائم، وأن تكون العمليات العسكرية جزءاً من خطة تنحية الأسد. ــ تشرين الأول 2014، واشنطن وقوى «التحالف» ترى بعين واحدة، وأوباما لا يعامل السوريين معاملة واحدة، كأنّ هناك حصارا مقبولا وحصارا مرفوضا (حصار عين العرب).
هيثم مناع
ــ تشرين الأول 2011: الثورة السورية ستفشل إذا تأسلمت أو تعسكرت. المجلس الوطني الذي تطغى عليه أيديولوجيا واحدة (الإخوان المسلمون) يديره «نادي واشنطن»، والإدارة الأميركية تريد تحويل الثورة إلى حرب بالوكالة ضد الدور الإيراني في المنطقة. ــ آب 2013: نرفض أي تدخل أجنبي عسكري، وأي تدخل من هذا النوع سيكون اعتداءً على الوطن السوري ــ آذار 2014: في الذكرى الثالثة لاندلاع الثورة يجب عدم الاستسلام أمام ظلامية الدكتاتورية ودكتاتورية الظلاميين. ــ أيلول 2014: ما الثمن الذي تبتغيه أميركا من إضعاف «داعش»؟ إن أي عنف إضافي إلى العنف المستعر، يعني اغتيالاً للعملية السياسية وللنظام السلمي.
هيرش ــ فريدمان
توماس فريدمان
ــ آب ٢٠١١: «يكرر الأسد تكتيك والده في القتل الجماعي، بقمع الثورة ومركزها مجدداً في حماه. لكن هذه المرة الناس يخرجون ليقولوا إنهم غير خائفين». ــ آب ٢٠١٤: «طالما شككت بما إذا كان عدد المعتدلين كافياً، كما شككت بقدرتهم على هزم الأسد والإسلاميين وتسلّم السلطة في سوريا. لا أحترم الفكرة التي تقول إنه لو تسلّح بعض متمردين موالين للديموقراطية لكان قد انتهى الأمر».
سيمور هيرش
ــ كانون الأول ٢٠١٣: نحن نعلم أن الجهاديين تجاوزوا الى حدّ بعيد المعارضة العلمانية الشرعية، لذا الحلّ الوحيد للاستقرار هو بشار. ليس عليك سوى أن تحب الأمر أو تكرهه.
سنودن ــ غرينوالد
إدوارد سنودن
ــ آب ٢٠١٤: عندما كان فريق من قراصنة «وكالة الأمن القومي» يحاولون اختراق المغذّي الأساسي للإنترنت في سوريا (عام ٢٠١٢) الأمر الذي كان سيمكّن واشنطن من الوصول الى كل الاتصالات الرقمية داخل سوريا (أيميلات، محادثات، مواقع تواصل إلكتروني...) حدث خطأ تقني أدّى الى قطع الإنترنت بكامله عن البلد.
غلن غرينوالد
ــ تشرين الثاني ٢٠١١: إيران وسوريا هما هدف لكل أنواع محاولات قلب النظام الخفّية، من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل. ــ أيلول ٢٠١٤: الولايات المتحدة اخترعت تهديداً قتالياً اسمه «خورسان» لتبرر قصف سوريا.
هنري كيسينجر
ــ نيسان ــ أيار ٢٠١٢: «... لا يبدو أن المعارضة السورية يسيطر عليها ديموقراطيون. والإجماع في جامعة الدول العربية حول سوريا لم تخطّه دول مشهورة بتطبيق الديموقراطية والدفاع عنها». «لواشنطن أسباب استراتيجية وإنسانية لتأييد إسقاط بشار الأسد. من جهة أخرى، لا ترقَى كل مصلحة استراتيجية الى مستوى التحوّل الى دافع لحرب». ــ أيلول ٢٠١٤: «أؤيد وجود جنود على الأراضي السورية، لكن من غير الأميركيين. أفضل استخدام للميليشيات التي حاولنا خلقها في سوريا هو في أن تستخدم ضد داعش».
جيجيك ــ ليفي
سلافوي جيجيك
ــ أيلول ٢٠١٣: الوضع في سوريا يشبه ما حصل في ليبيا. لا إشارات حول وجود تحالف ديموقراطي، بل مجرد شبكة تحالفات دينية وإثنية تسيطر عليها القوى العظمى. (...) وكما كنا نقول منذ حوالى نصف قرن: من الواضح أن الرياح ستأخذ سوريا الى (نموذج) أفغانستان. فحتى لو انتصر الأسد، فإن انتصاره سيزرع بذور ثورة شبيهة بثورة طالبان.
برنارد هنري ليفي
ــ آب ٢٠١٢: في دعوته الى تنفيذ ضربة عسكرية جوية على سوريا: «القضية محقة. النية سليمة. السوريون هم من يطلبون المساعدة. حلب اليوم هي بنغازي الأمس. الأسد هو نمر من ورق وقوته تكمن في ضعفنا».
إسرائيل
بنيامين نتنياهو
ــ أيار 2012: المجزرة التي تنفّذها قوّات الأسد في حقّ الأبرياء مستمرة، وإيران وحزب الله يشاركان فيها. ــ٢٠١٤: النظام الإيراني يواصل سياسته العدوانية وإسرائيل تعمل على إنقاذ الضحايا من عمليات القتل الجماعي.
موشيه يعلون
ــ تشرين الأول 2014: ليس سراً ان الجهات التي تسيطر على الحدود منتفعة من المساعدات التي تتلقاها من إسرائيل، وليس سراً أننا نوفر لهم العلاج والغذاء، لكن كل هذا يأتي في سياق الشرط القائم، وهو أن يمنعوا التنظيمات الأكثر تطرفاً، من الوصول إلى الحدود. إن «جبهة النصرة» هو التيار الأكثر اعتدالاً في تنظيم القاعدة.
إيران .
علي خامنئي
ــ كانون الثاني 2011: ندعم الثورات الشعبية في المنطقة العربية باعتبارها استمراراً للثورة الإسلامية في إيران. فمثلما خلعت الثورة الشاه حليف الغرب في 1979، تمكن المصريون من إطاحة مبارك المقرب من الغرب أيضاً. ــ أيلول 2012: أميركا وإسرائيل تقفان وراء الأحداث المؤلمة في سوريا، من خلال تمويل المعارضة.
حسن روحاني
ــ أيلول 2013: نحذر من تحوّل سوريا إلى ملجأ للمتطرفين. ــ تشرين الأول 2014: التطرف صنيعة الاستعمار الغربي، والإسلام الذي تحمل هذه المجموعات لواءه، هو إسلام أميركي لا الإسلام المحمدي الأصيل.
(تركيا)
رجب طيب أردوغان
ــ آذار 2011: هناك إمكانية قيام تظاهرات ضد الأسد مستوحاة من الانتفاضات التي وقعت في دول عربية. ــ أيلول 2012: الصلاة في الجامع الأموي في دمشق، وزيارة قبر صلاح الدين الأيوبي، باتتا قريبتين. ــ ٢٠١٤: لن نشارك في عمليات «التحالف ضد الدولة الإسلامية» إلا مقابل شنّ عملية ضد النظام السوري.
أحمد داوود أوغلو
٢٠١١: لن نقف مكتوفي الأيدي إذا هددت سوريا أمن تركيا بسبب القتال الذي تشنه على شعبها. تشرين الأول 2014: من الضرورة إعلان منطقة آمنة توفر الحماية للمدنيين، ومنطقة حظر جوي تحمي المدنيين.
باراك أوباما
ــ 18 آب 2011: إن الولايات المتحدة تعارض العنف ضد المحتجين. وقد فرضنا عقوبات على الأسد وحكومته. إن مستقبل سوريا يجب أن يقرره شعبها، لكن الأسد يقف في طريقه. يجب عليه إما أن يقود التحول الديمقراطي أو أن يتنحّى. وهو لم يقد. ولذا فقد آن الأوان، ومن أجل مصلحة سوريا، أن يتنحى الرئيس الأسد جانباً. ــ تشرين الثاني 2014: نحن نبحث عن حل سياسي داخل سوريا يضمّ جميع المجموعات. وفي مرحلة ما، سيتعيّن على سكّان سوريا ومختلف اللاعبين المعنيّين المشاركة في حوار سياسي، فطبيعة العلاقات الدبلوماسية تحتّم الدخول، في أيّ وقت، في حوار دبلوماسي مع أشخاص أو أنظمة قد لا نحبّها. وعندما سئل عمّا إذا كان يناقش فعلياً أيّ طرائق لتنحية الأسد، أجاب أوباما بـ«لا».
هيلاري كلينتون
ــ ٢٧ آذار ٢٠١١: «سوريا لديها قائد جديد الآن (بشار الأسد)، وأعضاء الكونغرس من جمهوريين وديموقراطيين الذين زاروا البلد أخيراً يقولون إنه (الأسد) رجل إصلاحي». وردّاً على سؤال هل ستتدخل الولايات المتحدة في سوريا كما فعلت في ليبيا، أجابت: «كلا. فالعناصر التي أدّت الى قصف ليبيا لن تحصل مع سوريا». ــ آب ٢٠١٤: «الدول العظمى تحتاج الى مبادئ منظمة والمبدأ الذي يقول إن من الأفضل أن لا نقوم بشيء غبي (مبدأ أوباما) هو ليس مبدأ منظّماً». بغية مواجهة المتطرفين «علينا احتواؤهم، ومن ثم ردعهم وهزمهم... كما فعلنا مع الاتحاد السوفياتي».
جورج والكر بوش
آب ٢٠١٣: «لست معجباً بالرئيس الأسد... أمام أوباما خيار صعب ليتخذه، لكن في حال قرر استخدام القوات العسكرية فسيكون وراءه أفضل جيش في العالم»
تيار المستقبل
ــ تموز 2011: ما حصل (في سوريا) فيه جريمة على الصعيد الإنساني، وقد سقط حتى الآن ألفا شهيد فيها، هل كلهم إرهابيون؟ ــ تشرين الثاني 2011: إن سقوط النظام السوري سيكون أفضل شيء يحدث في المنطقة. ــ شباط 2013: نظام الأسد سيسقط حتماً وسقوطه سيكون مدوياً بإذن الله في سوريا وكل العالم العربي وكل الدنيا. ــ شباط 2014: نحن أهل الاعتدال الذين وقفنا ونقف بوجه كل تطرّف مهما كان. مستعدون لمواجهة «داعش» و«النصرة» كما مواجهة حزب الله.
وليد جنبلاط
ــ تموز 2011: من الضروري فهم أن ما يحدث في سوريا هو ثورة. ــ أيار 2014: علينا التمسك بالعروبة والتقدمية وسط سخط الربيع العربي. الأمة إلى تفتيت وتقتيل وتشريد. ــ آب 2014: لدينا عدو واحد لنحاربه اسمه «داعش». تشبيه «داعش» بحزب الله غباء. ــ تشرين الأول 2014: ما يجري في العالم العربي هو مؤامرة مدروسة منذ غزو العراق في 2003، وصولاً إلى تفتيت سوريا اليوم. ــ تشرين الأول 2014: تنظيم «جبهة النصرة» ليس إرهابياً لكون أفراده مواطنين سوريين. «الجيش الحر» و«النصرة» ليسا عدوين.
سمير جعجع
ــ أيلول 2011: الأسد سيسقط عاجلاً أم أجلاً. وما يصيب المسيحيين في المنطقة يصيب غيرهم لأنهم في صلب الأحداث، وتعاطي المسيحيين مع موضوع الثورات خاطئ، فهل نبقى متمسكين بالدكتاتوريات؟ ــ شباط 2012: يحكم من يحكم، المهم ضمانة أمور ثلاثة: الديموقراطية، حقوق المرأة والاقتصاد الحرّ. في منطقة كلها مسلمون، ماذا تنتظرون؟ أن يحكم الإخوان المسيحيون؟ الإخوان المسلمون طبعاً، ولا ضرر في ذلك طالما العناوين الثلاثة لن تمسّ. ــ أيلول 2014: القوات جاهزة لمقاومة «داعش» إذا دعت الحاجة.
زبيغنيو بريجينسكي
ــ شباط ٢٠١٢: قد لا يتوحّد الشعب السوري ضد الأسد كما حصل في ليبيا، حيث كان عدد الثوار أكثر بكثير من الموالين لمعمر القذافي. الثورة السورية تتقسم بانقسام المذاهب بين سنّة طامحين إلى إسقاط الأسد وأقلّيات علوية ومسيحية ودرزية أقلّ حماسة لتغيير النظام. ــ تموز ٢٠١٢: يجب على الولايات المتحدة أن تبقي على سعيها الى التفاهم مع الصين وروسيا بشأن مستقبل سوريا. لكن واشنطن حالياً تساهم، عن غير قصد، في إعادة خلق جبهة صينية ــ روسية. ــ حزيران ٢٠١٣: نحن مهددون بالانزلاق الى حرب أهلية طرفاها عنيفان جداً، والتي قد تتحوّل الى حرب إقليمية ستقودنا على الأرجح الى مواجهة مع إيران كونها حليفة سوريا. ــ حزيران ٢٠١٣: الرئيس أوباما يواجه مسألة صعبة، وهناك جانب غامض في كل ما حدث (مع سوريا). لنأخذ فقط مسألة التوقيت. في أواخر عام ٢٠١١ حصلت ثورة (في سوريا) حرّض عليها نظامان أوتوقراطيان معروفان في الشرق الأوسط هما السعودية وقطر. وفجأة، أعلن أوباما أن الأسد عليه أن يرحل، من دون أي تحضير فعلي لتحقيق ذلك، كما بدا لاحقاً. ثم في عام ٢٠١٢ (...) تبذل «سي آي إي» كل جهودها لمساعدة القطريين والسعوديين (من أجل إسقاط الأسد) وتسعى إلى وصلهما بتركيا. هل كانت تلك خطوة استراتيجية؟ لماذا قررنا فجأة أنه يجب أن تكون سوريا غير مستقرة وأن حكومتها يجب أن تسقط؟ هل فسّر أحدهم ذلك حتى الآن للشعب الأميركي؟ ثم في الجزء الثاني من عام ٢٠١٢، تحوّل مدّ الصراع ضد المتمردين وتبيّن أن هؤلاء ليسوا كلّهم «ديموقراطيين». بعدها بدأت إعادة النظر في كامل سياستنا تجاه الصراع.
ديفيد إغناتيوس
ــ شباط ٢٠١١: هل سوريا هي التالية؟ الجواب متوقّف على قدرة نظام الأسد على القيام بإصلاحات والتحرّك بسرعة من أجل ذلك. الفرنسيون يرون أن الأسد بأمان. «أرجحية قيام ثورة في سوريا منخفضة في المدى القريب والمتوسط»، نقل أحد الرسميين وجهة نظر الفرنسيين. ــ أيار ٢٠١٤: أن يبرم اتفاق مع الأسد فتلك استراتيجية غير واقعية إضافة الى كونها غير أخلاقية. فالأسد أغضب الكثير من المواطنين السوريين إلى درجة أنه قد يكون فقد كل الفرص لإعادة توحيد البلد. الولايات المتحدة بحاجة الى استراتيجية حرب طويلة.
طارق علي
ــ أيار ٢٠١١: حاول الغرب، حتى قبل فترة قصيرة، التفاوض مع الأسد كصديق، في محاولة لإبعاده عن إيران وحتى لاستخدامه ضدها، لكن كل ذلك وضع جانباً الآن. تدخل الغرب في ليبيا كان كارثياً. لذا، من الأفضل دائماً لأي دولة أن تتطور من تلقاء نفسها، وإذا كان الشعب قادراً على إسقاط نظام فليفعل ذلك بنفسه. إذ إنه في كل مرة يتدخل الغرب فيها عادة تحصل كارثة.
ــ ٢٠١٣: كيف يمكن أن لا نلاحظ أن طبيعة التحرك الثوري تغيرت بعد عام على بدئه. المجموعات اليسارية ضعيفة، سرعان ما حلّ محلّها الإخوان المسلمون ومجموعات على يمينهم مدعومة من قطر والسعودية. والمنشقون عن نظام الأسد استقطبتهم تركيا وفرنسا. العلاقات بين القوى كما هي الآن لا تحبّذ خلق مجموعات علمانية تقدمية، ومن يدّعي غير ذلك فهو واهم.
عين «داعش» على حمص والقصير
تتسارع وتيرة الأحداث على الحدود الشرقية للبنان، بدءاً بجرود القاع وعرسال امتداداً إلى الحدود الشمالية بين عكار ومحافظة حمص السورية، وصولاً إلى شبعا والعرقوب وتماس قرى جبل الشيخ اللبنانية والسورية. ترسم الأحداث على طول أكثر من 375 كلم بين لبنان وسوريا مشهداً مأزوماً في العام الجديد
فراس الشوفي
في الأشهر الثلاثة الماضية، حوّل تنظيم «داعش» جزءاً كبيراً من اهتمامه في اتجاه الوسط السوري، أي محافظة حمص ومنطقتي القلمون الشرقي والأصفر جنوبي غربي البادية السورية، وكذلك في اتجاه الحدود اللبنانية، عبر التوسّع في جبال القلمون الغربي على حساب باقي المجموعات المسلّحة. وعلى رغم الحديث عن ضربات يومية يتعرّض لها التنظيم من غارات طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة في الشرق السوري ووسط العراق وغربيّه، فإن التنظيم عمل في المرحلة الماضية على توسيع سيطرته إلى عدّة نقاط استراتيجية في شرقي محافظة حمص، تمكّنه في مرحلة لاحقة من الوقوف على مشارف مدينة حمص، وتحقيق تحوّلات جديّة على الحدود اللبنانية.
وفي وقت تزداد ضراوة المعارك مع التنظيم في العراق والحديث عن عملية كبيرة ضده في مدينة الموصل والمعارك العنيفة مع الجيش السوري في مدينة دير الزور ومحيط مطارها العسكري، يسعى «داعش» الى توسيع رقعة الاشتباك والتماس مع الجيش السوري وحزب الله في الغرب (ريف حمص الشرقي)، بالتوازي مع سياسة الترغيب والترهيب التي يتبعها لابتلاع مجموعات المعارضة المسلحة الأخرى.
وبعيداً عن حرب التهويل الإعلامي التي ينتهجها «داعش»، خصوصاً في ما خصّ التأثير على لبنان عبر قضيّة العسكريين المختطفين، تتقاطع سيطرته الجديدة نسبياً على أغلبية جرود القلمون وعرسال بعد انكفاء إرهابيي «جبهة النصرة» و«الجيش الحر»، مع نقل التنظيم جزءاً من قواته إلى محيط بلدتي القريتين والفرقلس جنوب شرق مدينة حمص وتنفيذه عمليات ضدّ مواقع الجيش السوري في المدينتين، انطلاقاً من مدينة السخنة في الشرق. وتفصل جرود القاع اللبنانية وامتدادها إلى جبال حسياء في جنوب مدينة القصير السورية، منطقتي القريتين ومهين عن سهل القاع وخلفه مدينة الهرمل، وتفصل حقول جندر حتى شنشار بين الفرقلس ومدينة القصير، إضافة إلى خطّ ريّان ــ فيروزة ــ زيدل الذي يفصل مدينة حمص عن الفرقلس والشرق.
العودة إلى القصير
وخلاصة القول، على ما يؤكّد أكثر من مصدر أمني لبناني وسوري، إضافة إلى مسؤولين بارزين في تيار المستقبل، فإن «داعش يسعى عبر تحديد نقاط انطلاق في شرقي حمص، إلى الإعداد في المرحلة المقبلة لمهاجمة مدينة القصير السورية، مستفيداً من مبايعة عدّة كتائب محلية له، ومن قواتٍ إضافية قام بإرسالها مؤخراً لبناء قواعد انطلاق». وتشير مصادر سورية لـ«الأخبار» إلى أن التنظيم «لا ينفكّ يهاجم نقاطاً للجيش السوري في جبال حسياء، ويهاجم مواقع جيش الإسلام والكتيبة الخضراء، وفي الوقت نفسه يكسب بيعات جديدة من قادة مجموعات مسلحة في المنطقة».
تحركّات «داعش» الأخيرة تعيد الى الأذهان سبب قيام الجيش السوري وحزب الله بعملية خاطفة لتحرير مدينة القصير، قبل عام ونصف، إذ إن سيطرة مسلحي المعارضة السورية على هذه المدينة تفصل دمشق عن الساحل السوري عبر قطع أوتوستراد حمص ــ دمشق الدولي، كما تسمح بالامتداد إلى الشمال اللبناني والتوسع من الداخل السوري في اتجاه البحر، عبر السيطرة على منطقة الشريط المشترك من الحدود السورية ــ اللبنانية في الشمال، عبر القصير ــ وادي خالد ــ سهل البقيعة ثمّ عكار وطرابلس، وضمناً مدينة تلكلخ السورية. وبالتالي، فإن سيطرة «داعش» على القصير تسمح بتكرار السيناريو الذي أوقفته الحرب الاستباقية للقوات السورية وحزب الله. وبحسب معلومات أمنية لبنانية، فإن «عدداً كبيراً من المسلحين الفارّين من سوريا من قلعة الحصن إلى عكّار بايع داعش سرّاً»، ولم يلتحق هؤلاء بالقتال ضدّ الجيش اللبناني خلال المعارك الأخيرة في بحنّين والضنية، «بسبب حتمية الخسارة أمام الجيش في ذلك الحين». وتشير المصادر إلى أن «عدداً آخر من المسلحين بايع داعش في تلكلخ السورية، وأن الهدنة الهشّة في المدينة معرّضة للانتكاس في أي وقت».
غير أن القصير لا تبدو لقمة سائغة أمام أي تحوّل ميداني من هذا النوع. فالمدينة محصّنة جيداً وتحوّلت في العام الأخير مسرحاً للمناورات والتدريبات المشتركة بين القوات السورية وحزب الله، وهي في حسابات محور المقاومة نقطة بالغة الأهمية، وبالتالي، فإن الحفاظ عليها على رأس سلم الأولويات.
وفي وقت يستبعد فيه أكثر من مصدر أمني معني بملفّ الحدود الشرقية أي تحوّلات جذرية في المرحلة الحالية في منطقة جرود عرسال والقلمون، بسبب قسوة الظروف المناخية على طرفي القتال، مع أرجحية للجيش السوري وحزب الله بسبب خطوط الإمداد المؤمنة نسبياً، فإن الجيش اللبناني بات يولي هذه الجبهة اهتماماً كبيراً، خصوصاً مع حاجة المجموعات المسلحة في الجرود إلى السيطرة على قرى لبنانية، بغية تحقيق انتصار معنوي يستثمره التنظيم في البناء للمرحلة المقبلة في الداخل اللبناني، ولوجستي بكسب مساحة جديدة وغنائم. وتشير مصادر أمنية لبنانية إلى أنه «بات لدى الجيش اللبناني ما يعادل فرقة من الجنود والقوات الخاصة على الحدود مع جرود عرسال وراس بعلبك والقاع»، فضلاً عن أن المعارك الجانبية الناشئة بين «داعش» وباقي الكتائب المسلحة في الجرود، مع احتمالات اندلاع معارك وشيكة مع «النصرة»، تبدو عاملاً مريحاً بالنسبة إلى الجيش وحزب الله في المرحلة الحالية.
ومؤخراً، حاول «داعش» الحصول على بيعة بعض قيادات الجماعات المسلحة في مدينة الزبداني السورية المحاصرة من قبل الجيش السوري، بالتوازي مع التوسّع في جرود القلمون جنوباً، في الجرود المقابلة لقرى زحلة والبقاع الأوسط. إلّا أن معلومات متقاطعة من مصادر سورية ولبنانية تؤكّد أن «تحرّك المسلحين في جنوبي القلمون غير ذي تأثير، لأن المنطقة محكومة بمعادلة طريق بيروت ــ دمشق، المحميّة جيداً من مئات المواقع والمعسكرات للجيش السوري وحلفائه»، لتبقى التحوّلات على الحدود الشرقية الجنوبية في شبعا وحاصبيا وراشيا محكومة بالتأثير الإسرائيلي ونيّة فتح جبهة جديّة مع حزب الله. وهذا بحثٌ آخر.
الأخبار