دام برس:
نقدم فيما يلي أهم الأحداث والتطورات في سورية ليوم الأربعاء 24 - 12 - 2014 كما تناقلتها صفحات الفيسبوك .. إدلب : وحدات من الجيش العربي السوري تدمر تجمعات للإرهابيين في قرى وبلدات الحميدية والموزرة وحميمات الداير وكورين والشغر والرامة ما أدى إلى مقتل عدد من الإرهابيين.
ريف دمشق: سقوط قذيفتي هاون أطلقهما إرهابيون سقطت الأولى وسط الشارع في الجزيرة د1 بضاحية حرستا أدت إلى استشهاد امراة على الفور في حين أصيب مواطنان بشظايا القذيفة الثانية التي سقطت بجانب الفرن في الجزيرة ث 5
اللاذقية : أكد مصدر عسكري أن ماجرى ليل أمس في محيط كسب هي مواجهات اعتيادية وليست هجوما على المدينة وهي تجري بشكل دائم
وكان الجيش السوري قد صد محاولة تسلل ليل أمس على مدينة كسب وسط اشتباكات دارت مع المجموعات المسلحة التي حاولت التقدم من منطقة ربيعة شرق كسب باتجاه المدينة ودارت مواجهات مباشرة عند منطقة نبع المر وغابات الفرللق ومحيط جبل النسر
وقام المسلحون بإطلاق عدد من القذائف على وسط كسب والمصادر العسكرية تؤكد وقوع أعداد من المسلحين بين قتلى وجرحى.
تنسيقيات كردية: وحدات حماية الشعب تسقط طائرتي استطلاع لما يسمى تنظيم داعش الإرهابي من نوع فانتوم جنوب شرق مدينة عين العرب في ريف حلب.
ريف دمشق :وحدة من الجيش العربي السوري تضبط أسلحة وأجهزة اتصال لاسلكية وبزات عسكرية مخبأة في جرار زراعي بين بلدتي زاكية وشقحب.
مصادر : مايسمى تنظيم داعش الإرهابي يؤكد إسقاط طائرة حربية للتحالف فوق الرقة وأسر طيارها الأردني.
ريف القامشلي : وحدات من الجيش العربي السوري تقضي على أكثر من 70 إرهابياً من تنظيم داعش وتدمر آلياتهم في منطقتي تل القصايب وتل غزال.
إدلب: استهدفت وحدات من الجيش العربي السوري تجمعات للمسلحين في خان السبل وسراقب ومدينة بنش بريف إدلب، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من المسلحين وتدمير عدد من مقراتهم وسيارتهم.
الجيش السوري يؤمن مطار ابوضهور العسكري بريف ادلب
مصادر ميدانية أفادت أن مطار أبو الضهور العسكري مؤمن بشكل كامل ونقاط الحماية منتشرة على مسافة 5 كيلو مترات عن سور المطار وهدوء يسود المنطقة منذ مساء يوم أمس.
وأضافت المصادر أن عناصر حماية المطار نفذت عدة كمائن لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من بلدة تل سلمو في الجهة الغربية الجنوبية ومن قرة أم جرين والحميدية من الجهة الشرقية، وأوقعت معظم عناصر المجموعات قتلى ومصابين.
شبكة عاجل الاخبارية
الأمور لا توحي باستمرار الاتفاق وتوقعات بعودة القتال بينهما...«دار العدل في حوران» تعلن موافقة «النصرة» و«شهداء اليرموك» على مبادرة «المثنى»
الوطن
أعلنت ما يسمى دار العدل في حوران أن تنظيم جبهة النصرة الذراع السورية للقاعدة و«لواء شهداء اليرموك» وافقا على المبادرة التي طرحتها أول من أمس حركة المثنى الإسلامية لحل النزاع بينهما.
وقالت «دار العدل» في بيان تناقلته صفحات المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي: إن «الأطراف المتنازعة في منطقة حوض اليرموك وافقت على المبادرة التي قدمتها حركة المثنى الإسلامية، وتبني الفصائل العاملة في حوران لهذه المبادرة، وتعهدها بتطبيقها».
وأضافت بأن «محكمة دار العدل قررت الطلب من الفصائل المتنازعة الوقف الفوري لإطلاق النار».
كما طلبت من «جميع الفصائل المتنازعة العودة إلى نقاط الرباط مع النظام، وإزالة جميع الحواجز على أن تقوم دار العدل على استلام كافة الحواجز الموجودة في حوض اليرموك لضمان تنفيذ قرار دار العدل».
كما قالت: إنه «سيبدأ تنفيذ هذا القرار اعتباراً من تاريخه، وفي حال عدم التزام أحد الأطراف بهذا القرار فإنه يعتبر باغياً، ونلزم كافة الفصائل برده وإلزامه بهذا القرار».
وبحسب مراقبين متابعين للأوضاع في ريف درعا، فإن الأمور لا توحي بأن الاتفاق سيتم إنجازه خصوصاً بعد طرد النصرة وحلفائها لشهداء اليرموك من منطقة اللجاة متهمين إياه بأنه بايع «داعش» الأمر الذي لم ينفيه «اللواء». ولفت المراقبون أن الطرفين ما زالا متمسكين بقتال بعضهما بعد أن سقط منهما عدد كبير من القتلى أبرزهم الأمير العسكري في جبهة النصرة أبو زيد الجزراوي قائد الاقتحام الأخير على حاجز العلان ومتزعم كتيبة «مغاوير الحق» التابع لـ«شهداء اليرموك» مصعب زيتونة.
وبحسب مبادرة «حركة المثنى الإسلامية»، فإنه تم الاتفاق مع «النصرة» على تشكيل لجنة من الفصائل التالية «حركة المثنى ولواء الحبيب محمد وغرفة الشام» لتكون مهمة هذه الفصائل «استلام الأسرى من الطرفين المتنازعين أي (جبهة النصرة - لواء شهداء اليرموك)».
كما تنص على «استلام (أبو علي بريدي - أبو عبيدة قحطان - أبو عبد اللـه الجاعوني - أبو حمزة مشيلح) وإيداعهم لدى اللجنة المكلفة مع اختيار المكان المناسب»، وتنص أيضاً على «تشكيل لجنة شرعية مختصة من دار العدل لتباشر عملها في التحقيق بين الطرفين ويتم نطق الحكم في دار العدل حصرا بعد إحضار المطلوبين في القضية من الطرفين».
كما يتم بحسب البيان «سحب كافة المظاهر المسلحة فوراً، بعد تسليم القيادات والأسرى إلى اللجنة المختصة وتضع اللجنة المختصة حاجزاً مشتركاً في منطقة العلان».
كما تم لقاء آخر وفي نفس السياق بين قيادات من «لواء شهداء اليرموك» وقيادات من «حركة المثنى» وخرجوا أيضاً بالاتفاق «فبخصوص اللجنة الشرعية، تم التوافق على كل من (الشيخ أبو البراء) من حركة المثنى الإسلامية» و«الشيخ أبو حمزة الغدير» من لواء شهداء اليرموك، وأن يتم تعيين قاض آخر من طرف جبهة النصرة مستقل عن النزاع الدائر».
وبخصوص الحكم الصادر يكون بدار العدل في مدينة نوى فيما يخص لواء «شهداء اليرموك»، أما بخصوص «جبهة النصرة» فلهم الخيار في اختيار المكان. أما بخصوص قيادات «لواء شهداء اليرموك» فيودعون عند اللجنة المشكلة فرداً فرداً، وبعد انتهاء التحقيق يجلب الفرد الآخر، على أن يتم إيقاف الفرد الذي تثبت في حقه إدانة لدى اللجنة المشكلة، بحسب البيان.
دير الزور: أهالي مدينة البوكمال بريف دير الزور يهاجمون مقرات داعش بالمدينة والاشتباكات لا تزال مستمرة بعد اكتشاف مقابر جماعية تضم 1300 جثمان تعود لعشائر الشعيطات وأبو حردوب الكشكية.
أهالي مدينة البوكمال بريف دير الزور يهاجمون مقرات داعش بالمدينة والاشتباكات لا تزال مستمرة بعد اكتشاف مقابر جماعية تضم 1300 جثمان تعود لعشائر الشعيطات وأبو حردوب الكشكية
دير الزور : الجيش العربي السوري استهدف بالقذائف المدفعية تجمعا لتنظيم "داعش" جنوب شرق مطار دير الزور العسكري، من جهة البوعمر، ما ادى لتدمير 3 مدافع و9 عربات تابعة للتنظيم.
دير الزور : الجيش العربي السوري استهدف بالقذائف المدفعية تجمعات لتنظيم "داعش" في حويجة صكر، ما أدى لتدمير عربة مصفحة وسيارتا "بيك اب" محملتان برشاشات ثقيلة
بالاضافة لمقتل عدد من المسلحين عرف منهم "عبد الرحمن بكر" من الاردن و"ادهم محمد علي" من مصر و"طارق رشيد الخلف" و"هشام طلعت حسين".
دير الزور: تنظيم "داعش" يقوم باعدام عدد من الشبان الذين رفضو الانضمام له في قرية ابو حردوب بالريف الشرقي لدير الزور.
المصدر: الشبان الذين قام "داعش" بإعدامهم هم "ابراهيم حميد الميري"ويوسف سليم حميد الميري" و"أحمد الحريف" و"محمد عايد الطريف".
ما حقيقة زيارة الرئيس الأسد لموسكو؟
تناقلت وسائل إعلام، انباء عن زيارة مرتقبة للرئيس السوري بشار الاسد إلى العاصمة الروسية موسكو.
يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي في حديث للصحفيين قال اليوم إنه لا تحضيرات تجرى لزيارة بشار الأسد إلى موسكو لكن الكرملين يواظب على علاقات العمل مع الرئيس السوري.
وقال أوشاكوف: “نحافظ على علاقات عمل مع الرئيس السوري بشار الأسد، لكن لا يجري التحضير لزيارة له إلى موسكو”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أجرى في أواخر الشهر الماضي محادثات في سوتشي مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الذي وصف لاحقاً اللقاء مع بوتين بـ “المثمر جداً”.
الخبر برس
ريف حلب: ﻣﻘﺘﻞ "ﻗﺎﺋﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﺪاﻋﺶ" ﻓﻲ ﻋﻴﻦ اﻟﻌﺮﺏ "ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ اﻟﺮﻣﺎﻟﻲ" ﺧﻼﻝ اﻻﺷﺘﺒﺎﻛﺎﺕ ﻣﻊ ﻭﺣﺪاﺕ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ .
دير الزور : حقّق الجيش السوري تقدماً لافتاً في سياق مجرى القتال في محيط مطار دير الزور العسكري في دير الزور.
التقدم عُبّر عنه بإستعادة الجيش للسيطرة على مواقع في منطقة “حويجة صكر” من الجهة الشمالية الغربية للمطار بعد ايامٍ على المعارك العنيفة بين الجيش ومسلحي “داعش”.
وبحسب مصادر ميدانية لـ “الحدث نيوز”، فإن تحقيق التقدم هذا يأتي في ظل سعى الجيش لتوسعة دوائر الامن حول المطار وخلق جدار عسكري يحميه من اي تقدم ومحاولات تقدم تقوم بها مجموعات “داعش” الموجودة في محيطه.
وتوازياً مع هذا التقدم، دارت اشتباكات بين الطرفين على جبهة حي الموظفين لكن الاشباكات الابرز شهدها محيط منطقة “الجبل” وفيها كتيبة الصواريخ وكتائب نارية مدافعة عن المطار، حيث يشن “داعش” هجوماً محاولاً السيطرة عليها.
موازاة ذلك، تجددت الاشتباكات بين الجيش السوري والإرهابيين على أطراف حي المنشية في مدينة درعا، كما استهدف الجيش مواقع المسلحين في الصنمين وطفس والنعيمة بريف درعا.
وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بين وحدات “حماية الشعب الكردية” ومقاتلي “داعش” في قرى أبو قصايب، شرموخ، الطواريج، مثلوثة، الغنامية، أبو خزف، قبيبة وتل النصر بريف الحسكة، في وقت استهدف الجيش بالقصف المدفعي مواقع التنظيم “داعش” في سميحان شرقي وتل براك في ريف الحسكة.
الحدث نيوز
واشنطن تتقرب من دمشق عبر روبرت مالي!
أفاد تقرير صحفي بأن كبير المديرين المكلفين شؤون الخليج بالبيت الأبيض روبرت مالي يقود السياسة الأميركية للتقرب من سورية.
وقال التقرير الذي نشر على موقع «المدن» إن مالي الذي زار دمشق مرات، كان يتمتع بصداقة متينة مع السفير السوري السابق في واشنطن عماد مصطفى»، مضيفاً بأن مالي عدل من خطابه المؤيد لدمشق وطهران مع اندلاع ما يسمى ثورات «الربيع العربي»، لكنه عاد أدراجه مؤخراً وبدأ يقود حملة لإعادة النظر بالسياسات الغربية تجاه دمشق.
تواصل اغتيالات مؤيدي «مصالحة» باليرموك
أعربت مصادر فلسطينية مطلعة على ملف أزمة مخيم اليرموك عن عدم تفاؤلها في إنجاز اتفاق تسوية عبر المفاوضات لحل أزمة المخيم بسبب تعنت المجموعات المسلحة المتحصنة بداخله، وتزايد جرائمها التي كانت آخرها أمس عبر اغتيال أمين سر حركة فتح أبو أحمد طروية على يد مسلحين يعتقد أنهم من جبهة النصرة.
وقالت المصادر لـ«الوطن»: إن طروية من الشخصيات المؤيدة لحل أزمة مخيم اليرموك عبر التفاوض.
عروض وهمية في أسواق أعياد الميلاد
مع قرب أعياد الميلاد بدأ بائعو الألبسة في أسواق دمشق تقديم عروض وهمية رغم التخفيضات التي تبدأ من 20 بالمئة وتصل إلى 50 بالمئة وأغلبها موديل العام الحالي، إلا أن أسعارها سجلت أرقاماً خيالية حيث وصل سعر الطقم الولادي إلى 6000 ليرة والبنطال النسائي إلى 7000 ليرة إضافة إلى ارتفاع أسعار الجوارب والأحذية ووصل سعر الحذاء العادي إلى 3200 ليرة.
منظومة الردع... العقيد النمر و مطرقة الرعد!
بقلم: سن تسو السوري
كان ذلك في أواسط العام 2010 , أي قبل بدء الحرب على بلدي بعام تقريباً, عندما شد انتباهي ذلك الضابط الذي يكن له من يعملون تحت إمرته نوعاً خاصاً من الاحترام و الولاء, و الثقة.
لم أكن أعلم أن سؤالي لمن هم حولي عنه حينها سيفتح الباب لتدفق عشرات القصص العجيبة عن بطولاته و أساليبه الفذّة في تنفيذ المهام الموكلة إليه, منها على سبيل المثال عندما كلّف باعتقال أحد أخطر المطلوبين بتهمة التهريب عبر الحدود مع لبنان , و هو ما عجز عنه من سبقوه إلى ذلك لأسباب متعددة منها وجوده – أي المهرّب - في إحدى المناطق التي اشتهرت بأنها معقل ( التهريب ) في تلك الأرجاء و له الكثير من الأتباع المسلّحين يحرسونه و عيون تبلغه مسبقاً عن أي محاولة لإلقاء القبض عليه ( كما حال زعماء المافيا الإيطالية!)
استيقظ ذلك ( المهرّب ) ذات صباح – يروي محدّثي – ليجد العقيد جالساً على كرسيّ قبالته وحده و الابتسامة تعلو وجهه قبل أن يقيده و يسوقه للتحقيق ! إلى اليوم لم يستوعب المقبوض عليه كيف استطاع هذا الضابط دخول غرفة نومه في غفلة عن الجميع و دون إطلاق رصاصة واحدة!
لم تكن تلك سوى واحدة من القصص الكثيرة التي سمعتها عنه و التي كنت أظن يومها أنها ليست أكثر من أساطير نسجها بعض من يعرفونه بعد إضافتهم " المنكّهات" لحدث حقيقي. فالناس تود سماع حكايات غريبة , و إلا فلن يكون للأسطورة معنى!
لكن نظرتي تلك بدأت بالتغير عندما رأيته لاحقاً و هو يدرّب رجاله بنفسه , كان ذلك شبيهاً بمشاهدة أفلام ( الأكشن )! فقد صدمت بمدى اتقانه لفنون القتال الفردي و رغبته الجامحة في تطوير مهارات مقاتليه و شحذ هممهم, الأمر الذي بدا جليّاً في الكيفية التي كان عناصره – الغير مسلّحين تنفيذاً لأوامر القيادة - يلقون القبض فيها على حملة السلاح و مثيري الشغب عقب اندلاع الأحداث في العام 2011 بشجاعة و مهارة غير مسبوقتين!.
عندما علمت أنه سيتوجه إلى حماه لاحقاً, أيقنت أن لا خوف على تلك المدينة , و بالفعل بعد وصوله إليها تحولت إلى واحدة من أكثر المدن السورية استقراراً و أمناً , و استمرت الأخبار عن أساليبه القتالية المميزة و خططه الجهنميّة بالتوارد من حيث حلّ, لكن هذه المرّة بكثافة أعلى , إلى أن بات اسمه اليوم يثير الرعب في صفوف الأعداء و الطمأنينة في قلوب الشرفاء بمجرد ذكره.
في كلّ الحروب التي خاضتها الجيوش عبر التاريخ كان لا بد لأسماء بعينها من أن تحظى بالشهرة , فإذا سألتك قارئي العزيز عن أسماء الضباط التي تعرفها ممن قادوا أو شاركوا في معارك الحرب العالمية الثانية من كل الجيوش و على جميع الجبهات فغالب الظن أنك لن تذكر ما يتجاوز أصابع اليدين , و هو أمر طبيعي رغم أن أعدادهم حينها - أي الضباط – كانت بالآلاف! و كثير منهم أبلوا بلاءً حسناً و نجحوا في تأدية مهامهم أو حتى أظهروا شجاعة نادرة و بطولات حية , لكن هذه هي الحرب و هذا هو التاريخ!
سؤال يتردد كلما ذاع خبر أن القيادة قد أرسلت سيادة العقيد إلى مسرح عمليات جديد .. ( أما من أحد سوى النمر؟)! إجابة هذا السؤال قد تحتاج لسؤال أيضاً من باب التوضيح: هل كان مونتغومري الضابط الكفؤ الوحيد في الجيش البريطاني حتى أوكلت إليه تحديداً مهمة إيقاف تقدم الجيش النازي في شمال إفريقيا نحو مصر؟ ثم انتزاع ليبيا , فتونس , و بعدها إنزال صقلية ثم غزو إيطاليا ! قبل أن ينقذ تدخل جيشه الحادي و العشرين القوات الأمريكية بعد إنزال النورماندي في منطقة الـ "آردين" من الهجوم الألماني المعاكس , لتصل بعدها قوات " مونتي" إلى ألمانيا!!
سؤال آخر: هل عقرت الأكاديميات العسكرية السوفييتية أثناء الحرب الوطنية العظمى فعجزت عن استيلاد قائد محنّك سوى " جوكوف" ليتم الاعتماد عليه وحده في دحر القوات اليابانية في منغوليا شرقاً و من ثم إرساله غرباً بهدف إيقاف هجوم الألمان على موسكو و إنقاذ لينينغراد و بعدها ستالينغراد و تكليفه بسحق الجيوش النازية في كورسك تليها كييف , قبل أن يُطلب منه اقتحام برلين في نهاية المطاف؟؟
الإجابة على السؤالين هي: بالطبع لا.
لكن نجاحات القائد المتوالية في تأدية مهامه على مسرح عمليات مترابط تكتيكياً و استراتيجياً ( نتحدث هنا عن المنطقة الشمالية ) يستدعي بالضرورة الاستمرار في إيكال المهام إليه فهو بات الأدرى بطبيعة ذلك المسرح و متطلباته و تفاصيله.
العقيد سهيل , أو النمر كما بات يعرفه الجميع اليوم , لا يملك مطرقة الإله " ثور" - الجالبة للبرق حسب الأسطورة الإسكندنافية – يصعق بها مساطيل الحرية يمنة ويسرة و لا رمح أخيل الأسطوري بالتأكيد! و هو لا يستدعي الجن ليحاربوا معه في حماه و إدلب و حلب ( كما تفتقت أذهان " أعقل " المعارضين في معرض البحث عن أسباب هزائمهم المتتالية أمامه!) إنما هو رجل عسكري من الطراز الرفيع , لم يكتف بامتلاك ناصية العلوم العسكرية القتالية بل أضاف عليها القدرة على ابتكار خطط فريدة من نوعها " لا يسعنا ذكر أمثلة عنها الان " مدعومة بإرادة صلبة و شجاعة مميزة و كاريزما قيادية استثنائية, فإذا أضفنا إلى ما سبق أهم العوامل في معادلة النصر , ألا و هو صانع المستحيلات و قاهر الملمّات.. المقاتل السوري , يصبح سجلّ الرجل الحافل بالانتصارات الباهرة أمراً بديهيا!
في الحقيقة , من ساهم في سطوع نجم سهيل بداية , لم يكن الإعلام السوري الوطني الذي اعتاد التزام عدم التطرق لأسماء القادة العسكريين الميدانيين أو رتبهم أو صورهم , عدا عن أن الرجل ليس من محبي الشهرة و الظهور فهو ابن مؤسسة أمنية تفضل العمل بعيداً عن الأضواء ,بل الماكينة الإعلامية التابعة للمجموعات الإرهابية التي ما انفكت تشكو لأسيادها هذا الضابط و تطالبهم بمزيد من السلاح و العتاد و الأموال و الرجال لمواجهته كلّما لاح وجهه الأسمر في منطقة جديدة! فكان لا بد من الاستثمار في الأثر السلبي البالغ الذي يحمله اسم الرجل على معنويات الخصم , أمرٌ يذكّرني إلى حد بعيد بقرار القيادة العسكرية السورية إماطة اللثام عن امتلاك الدفاعات الساحلية السورية منظومة الـ " إس إس 1 بي – سيبال " المضادة لحاملات الطائرات في مناورات العام 2012! فالإعلان عن وجودها بالتحديد كان أكثر فائدة ( ردعية/ معنوية ) حينها من إبقاء ستار السرية المعهود ( أستطيع القول هنا أن القيادة السورية لا تكشف عن سلاح إلا بعد حصولها على ما هو أشد فتكاً و قوة ).
رغم ذلك , من تابع و يتابع مجريات المعارك في مختلف الساحات و الجبهات عن قرب , سيدرك أن النمر ما هو إلا نموذج واحد من بين عشرات القادة الميدانيين السوريين الأفذاذ , الذين لا يقلون حنكة و كفاءة و شجاعة عن العقيد سهيل .. من دير الزور إلى اللاذقية , و من درعا إلى حلب مروراً بالغوطتين و القلمون و حمص و إدلب و..و.., و سيعلم أن هؤلاء جميعاً , و معهم مئات ألوف الأسود , قد عقدوا العزم على تطهير تراب الوطن ذرّة ذرّة .. من رجس أعداء الوطن و الإنسان , عبيد آل سعود و غلمان إردوغان ...
فعلى قدرِ أهلِ العزم.. تأتي العزائمُ.
دوائر أوروبية تحذر من الدعم الاسرائيلي للمجموعات الارهابية في سوريا
بدأت دوائر وتقارير أوروبية تحذر من خطورة إسناد اسرائيل للعصابات الارهابية ، ومنها، جبهة النصرة، تقول هذه التقارير أن الارهابيين على الحدود مع سوريا يحصلون على ملجأ آمن، وعلاج طبي، وحماية من الطائرات الحربية السورية، وتوفر لهم اسرائيل مسارات التفافية لتمرير المرتزقة والاسلحة. لكن، المقلق أن العصابة الارهابية المسماة بـ "النصرة" تضم مجموعات مختلفة عديدة، بعضها إنضوى تحت لواء هذه العصابة بسبب الخلاف بين تنظيم داعش الارهابي والنصرة، وفي الفترة الأخيرة اتضح أن عددا من هذه المجموعات الارهابية، أصبحت توالي تنظيم داعش الارهابي، وهذا يجب أن يثير عدم الاطمئنان لدى المستويين العسكري والسياسي في اسرائيل، وهذه المجموعات التي انضمت لداعش، كانت تمول خليجيا، ورغم هذا الدعم من السعودية وقطر ، الا أنها تمردت واتجهت الى صفوف داعش، كذلك، فان الأمور في سوريا لم تحسم والقتال مستمرة في أكثر من منطقة سورية، وطالما هناك سيطرة للدولة على دمشق ومناطق أخرى هامة واستراتيجية ، فانه لا يمكن الحديث عن امكانية سقوط الدولة السورية.
‘ النصرة ‘‘ تطرد ‘‘ العقاب ‘‘ .. و ‘‘ داعش ‘‘ يتكتم على خسائره في الطبقة
حسين مرتضى :
سجلت جبهات القتال بشكل عام هدوءاً نسبياً , في ظل اشتعال بعض المحاور الساخنة لكن بوتيرة أقل. حيث تواصلت الاشتباكات في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق, وسط تدمير مواقع المسلحين في الحي وفي حي التضامن جنوبي دمشق. بينما ارتفع عدد المسلحين إلى خمسة خلال الاشتباكات مع الجيش السوري على جبهة الشيخ مسكين بريف درعا, مع جملة استهدافات نفذتها وحدات الإسناد الناري على مناطق تواجد العناصر المسلحة في الحي الشمالي من مدينة طفس وبلدة النعيمة وبصر الحرير ودرعا البلد والحي الشرقي من مدينة بصرى الشام وبلدة معربة والحراك , في ظل اشتباكات شهدتها أطراف جبهة عتمان الغربية بين الجيش السوري ومسلحي "المعتز بالله" ترافقت مع تدمير تجمعاتهم وتحصيناتهم في المنطقة. كما واندلعت مواجهات في جرد رأس المعرة في القلمون الغربي وسط تدمير تجمعات مسلحي "جبهة النصرة", ما أسفر عن إيقاعهم بين قتيل وجريح. فيما أوقعت وحدات من الجيش عدداً من المسلحين قتلى وجرحى إثر استهداف مواقعهم في السيلان والشلاح والسلطاني والكبرة في مدينة الزبداني والمرتفعات الجبلية لبلدة عين الفيجة بريف دمشق.
وفي السياق, سجلت جبهة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق, عودة الخلافات المسلحة بين جيشي "الأمة" والإسلام", ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف مقاتلي الطرفين. في حين واصل الجيش السوري استهدافه لمواقع العناصر المسلحة في دوما و زبدين وأطرافها وعربين وزملكا , بالتزامن مع اشتباكات على أطراف بلدة زبدين وأطراف قرية تل كردي دمرت خلالها الوحدات العسكرية سيارات وأسلحة كانت بحوزة المجموعات المسلحة.
و بالذهاب إلى جبهات دير الزور, والتي شنت فيها الوحدات العسكرية هجوماً عنيفاً على تمركزات مجموعات "داعش" في حويجة صكر على أطراف مدينة دير الزور, بالتزامن مع مواجهات أخرى في محيط مطار دير الزور العسكري, ترافقت مع توجيه رميات نارية مركزة على مواقع المسلحين المتمركزين في بعض النقاط بمحيط المطار وفي منطقة الحويجة ودوار المعامل على طريق دير الزور_الحسك . وفي قرية البراغيدي بريف أبو الضهور وبلدة سراقب وبلدتي كنصفرة وسفوهن وناحية التمانعة ومعرة النعمان وبنش وبلدة أبو الضهور ومحيط المطار وحميمات الداير من الجهة الشمالية وتل الطوكان بريف إدلب, وبلدتي كفرزيتا واللطامنة بريف حماه الشمالي ومنطقة عيدون بالريف الشرقي لحماه وحي الوعر بمدينة حمص, فيما سجل مقتل أحد المسلحين من ريف إدلب خلال مشاركته في القتال إلى جانب العناصر المسلحة في إحدى جبهات حلب.
ودمرت الوحدات العسكرية تجمعات المسلحين في بلدة بيانون بريف حلب, فيما أوقعت عدداً منهم قتلى وجرحى باستهداف تحركاتهم على طريق الكاستيلو شمالي حلب وفي محيط قرية سيفات ومدينة الباب بريف حلب الشرقي وبلدتي عندان الشيح والزيارة بريف حلب الجنوبي , بالتزامن مع تجدد الاشتباكات في حي جمعية الزهراء وعلى جبهة حي الراشدين غربي مدينة حلب, في حين شن الجيش السوري هجوماً على مواقع المسلحين في حي بستان الباشا من محور الميدان, ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم, فضلاً عن مواجهات أخرى في محيط تلال حندرات. واندلعت اشتباكات بين وحدات الحماية الشعبية من طرف وبين مسلحي "داعش" من طرف آخر جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة, فيما عادت الاشتباكات بين الطرفين المذكورين آنفاً في محيط مبنى المركز الثقافي بمدينة عين العرب وعلى الجبهة الجنوبية للمدينة تمكنت خلالها الوحدات من السيطرة على مناطق ومقرات استراتيجية في المنطقة, ومواجهات أخرى على الجبهة الشرقية للمدينة,ما أسفر عن سقوط خسائر في صفوفهما, وسط استهداف مقاتلي الوحدات لتمركزات "داعش" في المدينة ومحيطها.
"داعش" يتكتم على خسائره في الطبقة.. ويستنفر في الرقة :
ودمر الجيش السوري معسكر الكرين في مدينة الطبقة والذي يتخذه "داعش" مقراً له ومكاناً لتدريب عناصره, ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من مقاتليه الذين كانوا بداخله في ظل تكتم شديد من "التنظيم" عن حجم الخسائر التي لحقت بعناصره وأسلحته إثر الاستهداف المركز . فيما لا يزال البحث جاريا عن المقاتلين الشيشانيين السبعة والذين افتقدهم "داعش" بالأمس في مدينة الرقة وسط حالة من الاستنفار والتشديد غير المسبوق على حواجزه ونشره لحواجز إضافية أيضاً.
إعدام 8 رجال.. وإجبار الأهالي على تكرار "التوبة" :
في الوقت الذي أعدم فيه مسلحون تابعون لـ"داعش" 6 رجال عند دوار الطيارة بمدينة البوكمال في ريف دير الزور, دون معلومات عن الحجة التي قتلوا على إثرها, حيث قاموا بإطلاق النار عليهم ثم صلبهم, ويعتقد أن هؤلاء الرجال تابعين لـ"التنظيم". كما أقدم مسلحو المذكور على قتل الناشط الإغاثي "جاسر العلوان" الملقب /أبو المعتصم/ بعد قرابة الشهرين من اعتقاله قرب مدينة الباب الخاضعة لسيطرة "التنظيم" بريف حلب. بينما أعدم "التنظيم" رجلاً عند دوار البلدية بمدينة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
من جهة أخرى, اجتمع "داعش" مع أهالي قريتي جديد بكارة والدحلة بريف دير الزور وأجبر مسلحين سابقين قاتلوه و من ثم "استتابوا" حضور ما أسماها "دورة شرعية" لمدة شهرين, حسب مصادر "معارضة", والتي قالت أن "داعش" أنذر المتخلفين عن "الدورة" أو الممتنعين عن حضورها بأنه سيقوم بـ"نفيهم خارج أرض الخلافة", حيث تعتبر هذه الخطوة من "داعش" بمثابة إخضاع الاهالي في القريتين المذكورتين لـ"إعادة التوبة" له .
"النصرة" تلاحق "داعش" في ريف حماه :
وأقدم مسلحون تابعون لما يسمى "جبهة النصرة" على اعتقال معظم مقاتلي ما يطلق على نفسه "لواء العقاب الإسلامي" بقرية قصر ابن وردان في ريف حماه الشرقي وسط سورية, بعد ذلك استولوا على أسلحة ومقرات الفصيل المذكور والمتواجدة في القرية بعد طرد من تبقى من مسلحي "العقاب" , في ظل تضارب الأنباء والتي تحدثت عن فرار متزعمه المدعو "صدام الخليفة", فيما ذكرت مصادر أخرى أنه ألقي القبض عليه من قبل مسلحي "النصرة".
ويذكر أن "لواء العقاب" من الفصائل التي بايعت "داعش" سراً حسب مصادر "معارضة", والتي قالت أن هذه الحملة التي أقدمت عليها "النصرة" تأتي في سياق ملاحقة كل من يعتقد أنه بايع "داعش" في السر والعلن على حد سواء, حيث قامت "النصرة" قبل ثلاثة أيام بشن هجوم على قرية الشيخ بركة في ريف معرة النعمان الشرقي لإلقاء القبض على /الشيخ باكير/ نائب "والي" إدلب في مجموعة "داعش".
هل يكتب الغرب شهادة وفاة «الائتلاف» السوري؟
وسيم ابراهيم
تبث عواصم غربية شكوكاً قوية في إمكانية استمرار «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. هناك دعوات علنية الى استبداله بهيئة جديدة تجمع معارضة الداخل والخارج، لتواكب مرحلة مختلفة تعيشها الأزمة السورية.
كان رئيس «الائتلاف» المعارض هادي البحرة يمرر الوقت في أحد فنادق بروكسل قبل أيام. تناول البحرة عشاءه، وقال لمن أرادوا رؤيته أن بإمكانهم ملاقاته إلى الفندق. كان عليه إشغال نفسه حتى مساء اليوم التالي، بانتظار أن يلبي وزراء الاتحاد الأوروبي دعوته. حضر ذلك الاجتماع، في القاعة المتواضعة لفندق «نيو شارلمان»، وزراء بلجيكا وكرواتيا وسلوفاكيا وبلغاريا، فيما أرسلت بقية الدول سفراءها.
كان يمكن للحضور أن يكون أكثر زخما، لو كان وزراء الاتحاد الأوروبي هم من دعوا البحرة إلى الانضمام إليهم. حين كان يمرر الوقت، كانوا اجتمعوا لساعات في نقاش غير رسمي حول الملف السوري، قبل أن يعقدوا في اليوم التالي اجتماعهم الرسمي. انتهوا عند الساعة الخامسة عصراً، ثم انتقل قلة منهم مئات الأمتار لتلبية دعوة البحرة.
المسألة بدت كالتالي: من يمثّل البحرة حتى تتم دعوته إلى اجتماع أوروبي؟ الجواب جاء في الموقف المشترك لدول الاتحاد الأوروبي، الذي صدر بعد اجتماع وزراء خارجيته. «الائتلاف» هو فقط أحد مكونات المعارضة، لا ممثل لها ولا قائد، كما قالوا حرفياً: «المعارضة المعتدلة، بما فيها الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة، هي عنصر حيوي بالنسبة لتسوية سياسية مستقبلية ولمحاربة الجماعات المتطرفة على الأرض».
لتوزين هذا الحكم، أعلن الوزراء أن الاتحاد الأوروبي «يشجع كلا من مجموعات المعارضة الداخلية والخارجية على التوحد خلف إستراتيجية مشتركة من أجل تقديم بديل للشعب السوري».
تشكل هذه الدعوة الصريحة أحدث الإشارات إلى دفع الغرب المعارضة السورية إلى تشكيل هيئة جديدة. ومع ذلك، يرفض رئيس الائتلاف هذا التقدير. ويقول البحرة لـ «السفير»، إن «كافة الدول الأوروبية، ولاسيما الفاعلة منها في الشأن السوري، ما زالت تدعم الائتلاف كونه الممثل الشرعي للشعب السوري»، مؤكداً انه «لا توجد أي مساع من قبل أي طرف لخلق كيان بديل عن الائتلاف».
كلام إنكار مشابه، عن زخم الدعم الغربي، كان يصدر مساء 24 تموز العام 2012 عن رئاسة «المجلس الوطني السوري»، اللاعب الرئيسي السابق. حينها أسقط وزراء الخارجية أي ذكر له في بيانهم، بعدما كانوا يكررون لأشهر تأييد تمثيله للمعارضة، ودعوة الآخرين إلى الالتحاق به. كان يجب الانتظار نحو ثلاثة أشهر لرؤية الإعلان الرسمي لتلك «الوفاة»، حين رأى النور بديله «الائتلاف الوطني» المعارض.
سيبدو غريباً إن لم يسمع رئيس الائتلاف مباشرة ما يتصل بهذه الخلاصات. التقى البحرة أوائل كانون الأول الحالي بوزير خارجية الدنمارك مارتن ليدغارد في كوبنهاغن. بعد اجتماعه بنظرائه، سألت «السفير» ليدغارد عن أبعاد الموقف الأوروبي الجديد. أكد أنه دعا شخصياً، خلال الاجتماع، إلى إعادة تشكيل تمثيل المعارضة «لكي تأخذ مظلة سياسية أكثر قوة، من أجل خلق طرف يكون قادراً على النهوض بالمسؤولية»، قبل أن يضيف «أعتقد أننا في حاجة إلى دعمهم وتقويتهم، وأن نجعل من الواضح جداً لهم أن عليهم أن يتوحدوا».
لتجنب الالتباس، سألت «السفير» ليدغارد بدقة: هل يمكن القول، بناء على كلامه، أنها آخر أيام «الائتلاف» المعارض كمظلة؟ فرد بالقول «نعم»، قبل أن يستطرد «ويمكنك القول إنه إذا لم يمكن تقويتها، مهما سميتها، معارضة معتدلة أو مظلة جديدة، إذا لم يمكن الحصول على طرف واحد، قوة واحدة وموحدة، ستكون في غاية الصعوبة معالجة الوضع».
ويأتي تحول الموقف من «الائتلاف» بعد تغيرات جذرية شهدتها الأزمة السورية. وزير خارجية الدنمارك تشارك مقاتلات بلاده في حرب دولية على تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» - «داعش». الولايات المتحدة تعلن أن الأولوية هي هزيمة التنظيم الإرهابي في كل من العراق وسوريا. وعلى أرض المعارك السورية، باتت المجموعات «المتطرفة» هي المهيمنة في الجبهة المقابلة للنظام.
وعلى خط مواز، باتت الأنظار مركزة الآن على مبادرة أممية جديدة: المبعوث الأممي استيفان دي ميستورا يسعى لإقامة هدنة في حلب، وأينما أمكن، على أمل أن يقود ذلك إلى بناء تسوية سياسية من تحت إلى فوق.
نتيجة لهذه التطورات، يعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جون أسلبورن أن الوقت قد حان لتشكيل هيئة تنهي انقسام صفوف المعارضة السياسية. وقال أسلبورن لـ «السفير»، حول ذلك، «أعتقد أن المعارضة يجب أن تُرى ضمن هيئة واحدة»، مشدداً على أن «المعارضة هي المعارضة، جزء منها في الداخل وجزء في الخارج».
كل هذا يضع مستقبل «الائتلاف» على المحك. لكن مسؤولا أوروبياً رفيع المستوى يغادر اللهجة الديبلوماسية، ليقول خلال حديث إلى «السفير» إن قضية «انتهاء دور الائتلاف» تبدو محسومة. وتعليقاً على الحديث عن استبداله، يقول إن «هذا واضح»، مضيفا، وهو يحرك يديه في إشارة امتعاض: «هؤلاء الذين في اسطنبول جماعة فاشلة».
هكذا يشكل الأوروبيون إحدى المرايا التي تعكس صورة «الائتلاف» الآن، وهو ليس مغرماً برؤيتها. حالما أعلن تشكيله تحركت عجلة الترويج له، بدعم من الغرب والخليج العربي. وصل ذلك حد اعتباره «ممثلا للشعب السوري»، فأعطته فرنسا وبريطانيا وقطر مكاتب تمثيل ديبلوماسي يرأسها سفراء له. ولكن خلال الأسبوع الماضي، لم تستطع باريس وفرنسا تبديد معارضة الكثير من نظرائها، ليرسو الموقف الأوروبي المشترك إلى الحكم بأن «الائتلاف» هو فقط أحد مكونات المعارضة.
قيادة «الائتلاف» لا ترى ذلك فقط في البيانات الرسمية، فهي وقفت خلال الشهر الماضي عاجزة أمام رفض بلجيكا منح تأشيرات لبعض أعضائه. كانوا يخططون للقدوم إلى بروكسل، من أجل تعليق لوحة ضخمة أمام البرلمان الأوروبي تم رسمها بأسماء آلاف الأطفال الذين ذهبوا ضحية الصراع المسلح. تساءلت رئاسة «الائتلاف»، بعد معرفتها بذلك، عن مصير اللوحة ولماذا لم تعلّق، فقيل لها إنها شحنت إلى بلجيكا ولا تزال في المستودعات.
وتبرر أوساط الخارجية الأوروبية ضعف الدعم السياسي لـ «الائتلاف» بالقول إنه آلة «معطلة». ثمة ديبلوماسي أوروبي، عادة ما يلتزم لهجة حذرة، علق على مسألة استبداله بالقول «نحتاج إلى معارضة قادرة على العمل».
هناك مآخذ عملية متداولة بين الأوساط الديبلوماسية في بروكسل. قدمت الحكومة البلجيكية مكتبا ليكون بمثابة «ممثلية للائتلاف» لدى الاتحاد الأوروبي، لكنها بقيت معطلة نتيجة خلافات داخلية. بقي موفق نيربية، ممثل «الائتلاف» لدى الاتحاد الأوروبي، يعمل من برلين، في حين يقول أحد المتابعين إن بقاءه هناك «جاء نتيجة خلافات شخصية مع هادي البحرة الذي يعتبره من مجموعة رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا». لم ينفِ أحد مسؤولي «الائتلاف» ذلك، معلقا بالقول إن «القصة طويلة ومعقدة».
هناك معارضون يقولون إنهم مدركون أن مستقبل «الائتلاف» مهدد، وأحدهم من كتلة سياسية وازنة فيه وشارك في محادثات «جنيف 2». يذكّر بإقصاء «المجلس الوطني» معتبرا أن «المجتمع الدولي بات يريد هيئة معارضة جديدة يمكن أن تلتقي مع النظام، أو بوضوح أكثر أن تخضع للشروط الدولية الجديدة، بناء على أولوية الحرب على داعش».
في السياق ذاته، يقول ديبلوماسي رفيع المستوى في بروكسل لـ «السفير» إن «المعارضة يجري تركيبها وفق الدور المطلوب منها ووفق السقف السياسي لمطالبها». يستشهد بمبادرة دي ميستورا، لافتا إلى أن «المطلوب هو معارضة تلتحق بمسعى المبعوث الدولي، وهي عملية سياسية ليس معروفا إلى أين ستنتهي، ولا يناسبها معارضة تطلب تنازلات مسبقة من النظام كما يفعل الائتلاف». يؤكد أن ذلك ليس محاولة دولية لإعطاء شرعية للسلطة السورية بل «لجمع وجوه من النظام والمعارضة».
موسكو في قلب هذه النقاشات. إنها تقود الآن مبادرة لجمع المعارضة والنظام، وعقد مؤتمر للتفاوض حول التسوية. وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف مؤخرا إن بلاده تدعم تشكيل «وفد موحد» معارض للقاء السلطة، مشيرا إلى أن موسكو على معرفة بوجود مفاوضات بين أطراف معارضة لتحقيق ذلك.
هذه المبادرة تثير مخاوف «الائتلاف» بأن يكون ضحية لها. كان ذلك واضحاً حين هاجمت قيادته بشدة رئيسه السابق معاذ الخطيب، بعدما زار موسكو الشهر الماضي من دون تنسيق معها وقابل لافروف.
ردّ الخطيب الانتقادات بأقسى منها. لم ينف قوله منفعلا إن بإمكانه «إنهاء الائتلاف» في دقائق. ردّ بأن من يهاجمونه لم يجتمعوا حين تعرض ريف دمشق إلى الهجوم الكيميائي، لكنهم اجتمعوا «للرد على معاذ الخطيب».
مع ذلك، يبقى لافتا الهشاشة التي يراها الخطيب في «الائتلاف»، خصوصا أنه رئيسه السابق. مع العلم أن الرجل كان أكثر من حظوا بتقدير الاتحاد الأوروبي، وهو الوحيد الذي حظي باستقبال وزراء الخارجية ممثلا عن المعارضة حين ترأس «الائتلاف».
من جهته، يعتبر «الائتلاف» الحديث عن محاولات استبداله مجرد «تضخيم ومبالغات». هذا كلام منذر ماخوس، سفير «الائتلاف» في باريس، ردا على أسئلة «السفير». شدد على أنه «لا يجب أن تكون هناك أوهام، فالائتلاف كان ولا يزال الجسم الأساسي والمعترف به للمعارضة». لا ينفي ماخوس وجود مرحلة جديدة، مع المبادرة الروسية، تقتضي إشراك أطراف معارضة لم تذهب إلى «جنيف 2»، لكنه يرى أن ذلك يمكن أن يحدث «بوجودها جنبا إلى جنب مع الائتلاف».
في ذات المنحى، يبين رئيس «الائتلاف» أنه يواكب هذه المرحلة عبر الحوار مع كافة مكونات المعارضة من أجل الوصول إلى «رؤية مشتركة حول مستقبل الحل السياسي وفق بيان جنيف».
تختفي الثقة التي يتحدث بها البحرة، حين يتكلم معارض مقرب منه، مقرا بأن «حماسة المجتمع الدولي لدعم الائتلاف انخفضت». لذلك يخلص إلى أن أمامه «فرصة أخيرة»، هي انتخابات رئاسته التي ستجري أوائل كانون الثاني المقبل، معلقا بالقول «إذا تمكن الائتلاف من رص الصفوف وإظهار وحدة القرار، حينها يمكنه أن يستعيد زخمه».
هنا لن تنفع «الائتلاف» المنظمة التي تخطط لعلاقاته العامة، وهي مؤسسة يقودها ديبلوماسي بريطاني سابق. صحيح أنها نجحت في إيصال صوت رئيسه عبر كبريات وسائل الإعلام الدولية، لكن إسناد الدور الرئيسي إلى «الائتلاف»، مجددا، ربما يكون فوق إمكاناتها.
السفير