دام برس :

 "تحية لكم يا شباب حلب من جنوب لبنان, يا من استطعتم بهذه الروح وهذا الإباء, أن تكسروا أولئك القادمين من الخارج .. وأن تهزموا رأس الشيطان الأكبر وهي الولايات المتحدة"..   هذا ما استهل فيه الإعلامي حسين مرتضى محاضرته التي ألقاها في جامعة حلب بمدينة حلب شمال سورية أمام حشد طلابي ضم حوالي الـ 1000 طالب جامعي وكادر الجامعة التدريسي إلى جانب حشد من المسؤولين في المحافظة.

واستعرض الإعلامي مرتضى مراحل تطور الحرب على سورية منذ بدايتها, مشيداً بصبر وصمود الشعب السوري وخاصة فئة الشباب منه, حيث خص بالذكر الشباب الحلبي لما لديهم من روح معنوية عالية حافظوا عليها قوية في تصديهم للمجموعات المسلحة رغم ما عانوه من إرهابهم الأسود, لكن ورغم كل ذلك بقي الشباب السوري وخاصة الحلبي يساند القيادة السورية والجيش وقائده.

وتطرق مرتضى إلى الأهمية الكبرى لمدينة حلب, نظراً لموقعها الجغرافي وما تعنيه من شتى النواحي سواء العسكرية والاقتصادية والمعنوية فضلاً عن واقعها الاستراتيجي وقربها من الحدود مع تركيا وبعض الدول الأخرى, كاشفاً أن أسباب تجويع أهالي حلب وحرمانهم من المياه وكل أسباب الحياة, هو نتيجة أهمية هذه المدينة ما جعل المجموعات المسلحة والدول الداعمة لها تفرض هذا الحصار للنيل من عزيمة الشعب وكسر إرادته, لكنهم فشلوا لأن الشعب السوري لقنهم درساً قاسياً بوحدته وثقافته وروح المقاومة التي أفشلت كل النوايا في استغلال شريحة الشباب السوري , لأنه عندما يكون الوطن في خطر فإن كل الأمور الأخرى تصبح ثانوية, وهذا ما أثبته معظم الشباب السوري الذين تركوا جامعاتهم واختصاصاتهم ووظائفهم ليقفوا صفاً إلى صف ويدافعوا عن وطنهم إلى جانب الجيش السوري .

وعاد إلى بدايات الحرب على سورية مذكراً بعمليات الاغتيال التي مارستها أجهزة استخبارات عربية وعالمية بحق الكفاءات السورية من مخترعين إلى رياضيين ورجال دين و أطباء ومهندسين وبعض القادة من الشباب وأصحاب الطاقات والقدرات المميزة , وكل ذلك بهدف تكريس الشرخ في المجتمع السوري للوصول في النهاية إلى مجتمع فارغ, وبالتالي تدمير سورية ليس من الناحية العسكرية فحسب وإنما من خلال هجوم متكامل سواء كان اقتصادي أم سياسي واجتماعي وثقافي .

وقال أن في هذه الحرب الكونية المخطط لها والمعدة مسبقاً, كان متورطاً بها أكثر من 80 دولة حول العالم , وباعترافاتهم , فمنهم من فرض حصاراً اقتصادياً مول المجموعات المسلحة سواء بالأموال أو السلاح, ومنهم من أشرف على تدريبهم , وغيرهم من جعل أراضيه معسكراً يضم أولئك المسلحين ومن ثم أرسلهم مع تسهيلات خارقة للعبور إلى سورية وقتل الشعب السوري , لكن ورغم كل ما سبق فإن سورية لا تزال قوية بما تمثله من محور مقاوم ممتد من طهران إلى دمشق ثم لبنان, هذا المحور الصامد الذي لا تكسر إرادته ولا حتى تلين.

كما أشار إلى ضراوة الحرب التي فرضت على سورية والتي لم تشهدها البشرية في التاريخ, ولبشاعة الممارسات التي يقوم بها المسلحون من قطع للرؤوس وتنكيل واغتصاب وفعل كل ما لا يتصوره العقل الإنساني, هؤلاء المسلحين والذين هم بمثابة أدوات تتحكم بها الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلي والذين عمدوا إلى العزف على وتر الطائفية عندما لم تأتي حروبهم المباشرة مع سورية إلا بخسارتهم أمام العالم وعلى الملأ, جاؤوا بتلك المجموعات المسلحة التي تمثل الشر المطلق والدين والإسلام منها بريء, وبإمكان المتابع للحدث الميداني والسياسي اليومي في الساحة السورية أن يلمس العلاقة العضوية الموجودة بين المجموعات المسلحة وكيان الاحتلال الإسرائيلي على محور القنيطرة وكيف يقول كيان العدو بمعالجة تلك المجاميع المسلحة وتقديم كل أسباب العون والدعم لها.

وتناول المتغيرات وطبيعة ما يجري في المنطقة وخاصة بعدما أدركت الدول الداعمة للإرهاب أن هذا الولد الذي ربته ورعته ثم أرسلته إلى سورية وبقية الدول الواقعة تحت الإرهاب , إنما سيرتد عليها , عندها فقط بدؤوا يتحركون في هذا الإطار.

وختم المحاضرة بتحية للجنود المجهولين المرابطين في الميدان والذين يحققون الانتصارات بكل أنحاء سورية, وقدم تزكية لأرواح شهداء الجيش السوري ولكل المقاومين الذين استشهدوا على أرض سورية من أجل الدفاع عن عزة وكرامة هذه الأمة وفي سبيل استمرار نهج المقاومة برسالته السامية الخالدة.