دام برس- عبير الأيوبي :

أقامت وزارة الشؤون الاجتماعية والمفوضية العامة للأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين في الجمهورية العربية السورية ورشة تدريبية بعنوان"تقييم الاحتياجات الإنسانية وإدارة دور الإيواء" في فندق الشام بدمشق في الفترة الواقعة بين24-26 أيار/2014.

افتتح الدورة كل من وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط وريئسة اللجنة العليا للإغاثة، و الأستاذ طارق الكردي رئيس بعثة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجيئن في سورية.

ويتركز برنامج الدورة حول المسؤولين والشركاء في إدارة دور الإيواء، والتنسيق في دور الإيواء،والوقاية من العنف على أساس النوع الاجتماعي.

وكذلك تتناول الورشة في يومها الثاني مهام إدارة  المأوى ومسؤولياتها والمشاركة المجتمعية في دور الإيواء وحماية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

فيما يخصص اليوم الثالث للبحث في آليات ومحاذير عملية تقييم الاحتياجات وإدارة المعلومات في دور الإيواء،وفي ختام المراحل الآنفة الذكر سيعمل إلى تطبيق كل ما سبق بعملية واحدة لتقييم الاحتياجات ككل.

وفي كلمتها الافتتاحية رحبت وزيرة الشؤون الاجتماعية كندة الشماط برئيس بعثة المفوضية للأمم المتحدة و بالمشاركين في العمل ضمن مراكز الإقامة المؤقتة وشكرتهم على ما يقدمونه من جهود في هذا المجال.

ولفتت الشماط في كلمتها إلى ضرورة الوصول للمواطنين المتواجدين خارج دور الإقامة المؤقتة،مشيرة إلى الذكريات الجميلة التي يحملها المهجر من بيته ،عن حياته بين أسرته وفي مسكنه،وكذلك ذكرياته المريرة عن مآسي الحرب وتداعياتها عليه.

ومن هنا ركزت الوزيرة على ضرورة البدء في تنظيم العمل،وبأن الدعم يجب أن يتعدى السلة الغذائية والسلة الدوائية ليشمل أيضا التعليم واللقاحات للأطفال والدعم النفسي نظرا لما تعرض له الأطفال والنساء في رحلتهم الصعبة.

الشماط نوهت إلى أنه وبالرغم من آلام الحرب علينا أن نحقق النجاح في قطاع التعليم والصحة ويجب حماية النساء والأطفال كونهما يشكلان الشريحة الأكثر تضررا في هذه الحرب...فالحرب التي تعيشها سورية غير تقليدية لأن الطرف الآخر يحمل فكرا مغايرا لفكر أبناء شعبنا.

وأضافت الوزيرة بأن هنالك من الموجودين في دور الإقامة المؤقتة من ذوي المسلحين، وكنا قلنا أن المساعدة ستقدم للجميع وبصورة إنسانية للمواطن السوري من كان وأينما كان.

واستطردت الشماط بأن الأيام القادمة تتطلب علينا ترتيب ملفات للمراحل الطارئة وكذلك مرحلة التحضير للعودة على الرغم من أننا لا نعرف الزمن بدقة إنما علينا التحضير حكما.

وعادت الوزيرة بما يخص ملفي الأطفال والنساء بالإشارة إلى الانتهاكات التي قد تكون مورست على هاتين الشريحتين والتشديد على ضرورة السرية وألا يباح في هذه النقطة إلا لذوي الشأن والاختصاص،منوهة أيضا إلى تقديم المساعدات من دون الانتقاص لكرامة الإنسان.

وتمنت الشماط للدورة بالنجاح وبتحقيق أهدافها.

وفي تصريح للوزيرة الشماط ل"دام برس"حول أهمية هذه الدورة التدريبية وأهدافها:

"تأتي هذه الورشة في إطار سلسلة من الدورات تم الاتفاق بها مع المفوضية السامية اللاجئين في سورية والتي تستهدف العاملين في الخطوط الأمامية ،وهم الذين يتولون في مرحلة إدارة المراكز الإقامة المؤقتة والتي يقع عليهم العبء الأول في مرحلة ما بعد الاستقرار للعائلات نتيجة النزوح المفاجئ أو الطارئ أو ربما الذي أدى إلى انتقالها من مركز لآخر أو من محافظة لأخرى وليس بشكل طارئ.

 كيف سنبدأ بتقييم الاحتياجات بعد استقرار العائلة،وكيف سيتم التعاقد مع بعض القضايا المتعلقة بحماية النساء والأطفال...كيف يجب أن نفكر في مرحلة ما بعد الاستقبال،وتحديد الاحتياجات ولاسيما التعليم والصحة...وأن نعلم من هو موجود في هذا المركز بأنه بيت مؤقت وليس سكنا دائم.

فمن الضروري أن ندرب العاملين على آليات التعامل ضمن إطار المحافظة على كرامة الإنسان،و التبليغ أيضا عن الانتهاكات التي من الممكن قد تعرض لها المهجر أثناء نزوحه، ومن الجهة التي يجب أن تبلغ حول ذلك.

والآليات حول التوجه من مرحلة الرعاية إلى مرحلة التنمية.. ودرء تعود الناس على الكسل."

وفي سؤال الدكتورة الشماط حول أين يكمن دور الورشات التدريبية خارج مراكز الايواء:

"من هم خارج مراكز الإيواء هم موجودون في منازل مضيفة،لذلك مايوجه لهم من رسائل يختلف عما يوجه هنا في هذه الورشات التدريبية...نحن نعمل على رفع الوعي لدى الشعب ضد مخاطر الحروب و مخلفاتها على النساء والأطفال وبهذا الصدد سنقوم بطبع "بروشورات" خاصة وبالتنسيق مع المفوضية والتي ستوزع في القريب العاجل."

وفي سؤالنا للدكتورة الشماط حول هل تم وضع خطة من قبل الوزارة بالنسبة لمن عادوا من النازحين إلى بيوتهم في أحياء حمص القديمة؟

قالت الشماط:"ليس هنالك خطة للوزارة فحسب فإنما هنالك خطة من الحكومة السورية بالنسبة لعودة المواطن إلى سكنه الأصلي بعد تطهيره من دنس الإرهاب، حيث ستبدأ عملية الترميم للمنازل المتضررة، وصرف التعويضات لجعلها جاهزة للسكن،أما في حالة دمارها الكامل فسيكون هنالك إجراءات أخرى.

أيضا يجب توفير الخدمات الأساسية بالإضافة لاستمرارية وبشكل تدريجي تقديم السلل الغذائية والمساعدات الاسعافية الطارئة،ريثما تستقر الأسر في منازلها."

وتوجهت"دام برس" إلى الأستاذ طارق الكردي رئيس مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سورية عن المشاركة في هذه الورشة والذي قال:"تأتي هذه الورشة كمبادرة كريمة من الدكتورة كندة الشماط في إطار التعاون الوثيق والمستمر بين المفوضية ووزارة الشؤون الاجتماعية واللجنة العليا للإغاثة،وكذلك في إطار الاستجابة الوطنية التي تنسق بين تلك الجهات.

كما تأتي في إطار العمل الوطني والعمل الدولي والعمل الإنساني الذي تقوده الأيادي السورية والتي أثبتت كفاءتها في الإدارة العالية في العمل الإنساني وفي إدارة الأزمات...حيث تطور هذا العمل في مشاركة العاملين في المجال الإنساني.

وأعرب الكردي عن ثقته أن اللقاء القادم لن يكون لإدارة مراكز الإقامة المؤقتة وأصر على أن ما تمر به سورية هو وضع مؤقت،حيث سنلتقي في المرة المقبلة لنعيد بناء سورية  ونعيد اللاجئين والنازحين الذين اضطرتهم الظروف لمغادرة سكنهم وقراهم ومدنهم،ليعودوا إليها لأن

سورية ستحتض جميع أبنائها."

وعن سؤال الكردي عن الدعم الذي تقدمه المفوضية وكيفية ترجمة العمل على أرض الواقع؟

"يأتي الدعم في إطار خطة استجابة الوطنية السورية،حيث يقدم الدعم عبر قنوات رسمية ومنظمات إنسانية بالأساس،وعبر اللجنة العليا للإغاثة التي ترأسها وزيرة الشؤون الاجتماعية ،وعبر منظمة الهلال الأحمر العربي السوري."