دام برس- ايرينا الشرع :
مورفين هيرويين ماريجوانا مواد تستعمل لتخدير عقل وشعور الإنسان وتجعله يعيش في عالم غير عالمه وتنسيه ما لا يحب تذكره، ولكن المخدر ليس بالضرورة أن يكون شيء نستنشقه أو نبتلعه أو نأخذه بالوريد.
فكثير من الناس يتعاطون نوع آخر من المخدرات نوع قانوني إنه ورقة اليانصيب مخدر معنوي يتجرعه الكثيرون كل أسبوع تعطي لمن يشتريها جرعة أمل بحياة أفضل عله يربح هذا الأسبوع وإذا لم يحالفه الحظ يشتري ورقة أخرى يخدر بها مشاعره ويعطي لنفسه الأمل للأسبوع الذي بعده ويستمر على هذا المنوال إلى أن ينال الجائزة، طبعاً إذا حالفه الحظ!!
وفي سؤال مجموعة من الأشخاص الذين يواظبون على شراء أوراق اليانصيب يقول محمد خير (75 عاماً- موظف متقاعد): لم يمر أسبوع دون أن اشتري بطاقة اليانصيب حتى أني لم أعد اذكر متى بدأت بشرائها لكني لم اربح أكثر من مائة ليرة حتى الآن، وسأستمر بشرائها لأنني سأفوز بالجائزة الكبرى بالتأكيد.
أما أسعد (35 عاما – موظف ) يقول: اشتري بطاقة اليانصيب لأني أريد شراء بيت لأسس فيه عائلة فراتبي لا يمكن أن اشتري فيه أي شيء حتى أني اعمل دوام ثاني و إذا وجدت دوام ثالث سأعمل لكن هذه ليست "عيشة".
ربما أصبحت ورقة اليانصيب عند البعض عادة أو إدمان فمن لحظة شراء الورقة إلى معرفة النتيجة تبنى الآمال ويبدأ التخطيط لشراء منزل وسيارة ولمن سنعطي جزء من المال وأحياناً خلال هذه المناقشة يبدأ الشجار لا أريد هذا بل ذاك، وفجأة يظهر أحد من الأصدقاء أو العائلة ليقول (لسا ما ربحنا شبكون) ليعود بعد ذلك كل شخص إلى عالمه الحقيقي ويبني أحلامه بصمت.
وتؤكد نعمت ذلك (70عاما – معلمة متقاعدة) قائلة: زوجي توفي وهو يشتري كل أسبوع بطاقة ويبدأ بالحديث أنه سيحسن أوضاعنا ويشتري بيت لأولاده ويعطيهم حصة من المال لكن لم يحدث شيء من ذلك.
لكن لا يوافق الجميع على شراء بطاقة اليانصيب فكل واحد يرفضها من وجه نظر مختلفة فأحمد (24 عاما – مهندس ) يقول: لا يمكنني القبول بشراء بطاقة يانصيب فأنا اعتبر ما سأربحه حرام وما سأنفقه بالتالي حرام.
أما سماح ( 30 عاما – موظفة ) تقول: أشاهد صديقاتي يشترين البطاقات أسبوعيا ولا يربحن وإذا حالفهن الحظ ممكن أن تربح إحداهن ألف ليرة كأقصى حد ولم أشتري بطاقة حتى اليوم بل أجمع ثمنها شهريا لأحصل في نهاية الشهر على ربحي الخاص دون خسارة أبدا.
بسؤال أبو مروان بائع اليانصيب عن عمله أجاب: أبيع اليانصيب منذ ما يقارب الأربعين عاما وعملي وأرباحي في ازدياد واستطعت أن أعيل عائلتي خلال هذه المدة كلها من خلال بيع بطاقات اليانصيب وقد ربحت مرة مبلغا كبيرا.
في ظل هذه الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن السوري أصبح المرء مرغما على البحث عن عمل إضافي مهما كان الاجر منخفضا, والبحث عن أي أمل مهما كان ضئيلا, فهل أصبح أملنا في الحياة مرتبط بورقة؟ سؤال برسم كل شخص ؟