دام برس :

على بعد عشرات الكيلومترات من مكان إستهداف إجتماع قادة مايسمى لواء التوحيد في كلية المشاة بمدينة حلب، سقط أحد ابرز القادة الميدانيين في عصابة الجيش  الحر دون أن تشير وسائل الإعلام إلى خبر مقتله، بسبب إنشغالها بكشف مصير عبد القادر الصالح، وعبد العزيز السلامة، ورفاقهم الذين كانوا متواجدين معهم خلال إستهداف إجتماعهم.

نزيه خابور اليوسف، المعروف بإسم ابو خابور، وخابور الجيش الحر، سقط في اليوم نفسه الذي شهد إستهداف قادة التوحيد، ولكن خبر مقتله مرّ مرور الكرام وسط جمى التكهنات بحالة جرحى ومفقودي التوحيد.

خابور الجيش الحر، يشغل منصب قائد ما يسمى لواء درع الفاتحين، وبحسب المعلومات التي نشرت عنه، بعد مقتله، فهو كحال عبد القادر الصالح، كان يعمل في التجارة، ولكن بمجال الأدوات المنزلية، شارك في العديد من المعارك إلى جانب مقاتلي المرتزقة، في خناصر والسفيرة.

ويروي مقاتلو اللواء الذي يقوده، عنه، أنه اصيب في في باديء الأمر في عينه اليمنى، وقد عرض حالته على طبيب، فأخبره الأخير بضرورة إجراء عملية لها، ولكنه أصيب بعد ذلك بشظية في عينه اليسرى، في المعارك التي إندلعت على حاجز الزعلانة بالقرب من معسكر وادي الضيف، ما أدى إلى مقتله.

هذا وقد خيم صمت ثقيل على قادة ما تسمى المعارضة السورية، وكأن خبر سيطرة الجيش العربي السوري على بلدة قارّة أصابهم بحبسة في اللسان، أو كأن الطير على رؤوسهم، فلا تصريح صدر ولا تبرير ولا تفسير، إنما مجرد صمت .. لا يوازيه سوى الهدوء الذي حل في بلدة قارة بعد أن توقف إطلاق النار وحط الجيش العربي السوري رحاله في ساحة المدينة.

لم يكن الصمت وحده ما لجأ إليه قادة المعارضة، فقد كان التفجير الذي ضرب السفارة الإيرانية في بيروت مهرباً لمعظمهم، حيث تكاثرت تصريحاتهم عن تفجير بيروت بينما نسوا أو تناسوا ما يحدث في قارة، وربما تقصدوا ذلك ورأوا في تفجير بيروت تعويضاً ولو معنوياً لهم عن خسارتهم في المرحلة الأولى من معركة القلمون. 

وبينما أقرت تنسيقية مدينة قارة بالهزيمة، وأن “الحرب كر وفر ويوم لك ويوم عليك” مشيرة إلى أن “معركة قارة ليست نهاية الثورة ويجب أن لا يتغلغل اليأس إلى النفوس” بحسب قولها. 

إلا أن المركز الإعلامي في القلمون كابر حتى اللحظة الأخيرة، ورفض الاعتراف بسيطرة الجيش العربي السوري على البلدة، حتى بعد أن ظهرت مشاهد البث المباشر من ساحة المدينة وهي تظهر عناصر الجيش ينتشرون علناً في المكان ودون أن يجري استهدافهم من أحد. لكن المركز الإعلامي ادّعى أن التصوير كان يجري في أطراف المدينة وليس في وسطها. 

وأشار المركز إلى وجود خيانة وتقاعس وخذلان من بعض الكتائب في خوض معركة قارة كما ينبغي حيث قال أن “كشف حسابات الخونة ممن يدّعون انتمائهم للجيش الحر وللكتائب الاسلامية سيعرض على العلن حينما يحين الموعد. أما عن الوضع في المدينة فنقول أن المعركة لم تنته وأن الحرب كرٌ وفر وإن غداً لناظره لقريب”. 

وتساءل أغلب النشطاء عن “جيش الاسلام” الذي يقوده المجرم زهران علوش، اين هو؟ واين اسلحته؟ ولماذا تخلى هكذا عن قارة؟ مؤكدين أن جيش الاسلام لم يخض المعركة من أجل قارة ولم يطلق رصاصة إلا لذر الرماد في العيون، أما الحقيقة فإنه كان يخطط للانسحاب منذ البداية، دون وجود سبب واضح لهذا التكتيك الانسحابي الذي يتبعه جيش الاسلام، بحسب النشطاء. 

وأشار الناشط “طالب حقي” إلى أن: “ما يدفعنا للانزعاج هو كون القلمون منطقة مفتوحة على بعضها وخطوط إمدادها مفتوحة وببساطة سقطت إحدى بلداتها في أربعة أيام فقط ، بينما نجد مناطق محاصرة منذ أشهر مثل معضمية الشام أو داريا أو برزة نجدها صامدة”. 

أما الناشطة التي تطلق على نفسها لقب “ياسمين الشام” فقد أضافت سبباً للانزعاج وهو بحسب قولها أن من اقتحم قارة هم جنود احتياط وليسوا متطوعون محترفون. 

بينما أشار ناشط رفض الكشف عن اسمه أن معركة القلمون لن تكون مثل معركة القصير، وأن أهم التصحيحات بحسب رأيه هو ما رأيناه من استهداف للسفارة الإيرانية في بيروت.