دام برس-إيرينا الشرع :
في البداية كان اللقاء حيث اجتمع حوالي 30 طالب من كلية الإعلام عام 2011 في سنتهم الدراسية الأخيرة وانطلقوا برحلة نحو تحقيق أحلامهم تجمعوا، وحلموا وصنعوا وجمعوا أفكارهم وانطلقوا برحلتهم التي امتدت أسبوع أنجزوا فيها 5 أفلام تحت إشراف المخرج السينمائي وأستاذهم غسان عبد الله، أما بالنسبة للتمويل فكان هناك نوع من التمويل الذاتي للأفلام ، عاش الطلاب تجربة كان لها طعم خاص وسادت حالة من العفوية بين الجميع  حيث كان المخرج في فيلم ما هو مصور في فيلم آخر والمنتج في فيلم ثالث، ربما هو مساعد إضاءة في الفيلم الرابع، وهكذا، حتى عمليات المونتاج والمكساج والتسويق، اعتمد الطلاب على أنفسهم، وأنجزوها بمفردهم، وحاول المخرج غسان عبد الله تدريب الطلاب على أكبر قدر ممكن من تفاصيل إنجاز الفيلم القصير، فكانت التجربة هي الأولى والأكثر تعبا وإرهاقا ومتعة وبرعاية كلية الإعلام في دمشق.
الآن نحن في عام 2013 وبعد سنتين من عمل الأفلام حان لها أن تشهد النور فبعد التعب والأمل وتحدي للواقع الحالي والذي لا يخفى عن أحد لما تمر به البلاد من أوضاع، كان يوم العرض وأمل جديد ولقاء حيث اجتمع المشاركون والضيوف وكل راغب لمشاهدة العرض.
بعد تعاون الجميع وشغفهم لإنتاج هذه المواد الإعلامية أنجزت 5 أفلام قصيرة، خلال أسبوع، وبميزانية صفر ليرة سورية، والأفلام هي:
الفيلم الأول: قلم حمرا - عن قصة عالمية، إخراج ديانا هزيم.
الفيلم الثاني: الأمل المخبّأ - تأليف وإخراج ماهر المؤنس.
الفيلم الثالث: قيام الساعة - إخراج جنى يازجي ويارا جروج
الفيلم الرابع: يوم عليك ويوم عليك - إخراج بشرى زيني
الفيلم الخامس: جوكر - إخراج علي ابراهيم
وأخيرا لذة النجاح
بشرى زيني مخرجة فيلم يوم عليك ويوم عليك تحدثت عن الفيلم وقصته تدور حول مواطن مهموم يتذكر طلبات العائلة التي لا تنتهي وهو يمشي في طريقه مع صديقته السيجارة التي يكتب لهما القدر مصير مشترك في نهاية الفيلم, ويقارب الفيلم بين حياة هذا المواطن وعمل نملة تسعى جاهدة للحصول على لقمة عيشها تعرض هذه النملة في بداية الفيلم، وقالت: هذا الفيلم هو إنتاج شبابي والميزانية تكاد تكون صفر وخلال أسبوع واحد جرى صناعة هذا الفيلم.
وتحدث ماهر المؤنس مؤلف ومخرج فيلم الأمل المخبأ وهو فيلم أخذ فكرته من قصة كتبها في مدونته جرعة زائدة، ثم أخرجها لاحقا بهيئة فيلم قصير، يحكي الفيلم عن طفل صغير كان لديه حلم شراء علبة ألوان، فأراد الاعتماد على نفسه في تجميع ثمنها، وزرع 5 بذرات كي تكبر وتصبح شجرات ويبيع المشمش، وهذا الطفل أراد أن يقلّد ما تعلمه في المدرسة من زراعة الفول والحمص، لكنه نسي أن يكسر البذرة، فظل أمله معلقا بالوهم الذي لن يخرج أبدا، طالما أن البذرة لم تكسر، كبر الطفل، وكبر الأمل معه، وظل منتظرا خروج البذرة في يوما ما.
تقول صفاء مكنا من الطلاب المشاركين في الأفلام : كانت الفكرة الأساسية لهذه الأفلام نتاج لدورة تدريبية للطلاب وجميعنا هواة لم يكن بيننا أحد محترف سوى الأستاذ غسان الذي اشرف على الدورة و دربنا، وبدايتنا كانت بفيلم قلم حمرا وهو مأخوذ عن فكرة عالمية أضفنا إليها نكهة سورية وكان موقع التصوير الشام القديمة وفكرة اسم الفيلم "قلم حمرا " أتت من القلم الذي كتبت فيه العبارة النهائية بالفيلم، والفكرة الأساسية لهذا الفيلم هي مدى تأثير الكلمة ، وأضافت: شاركت بفيلم قلم حمرة كتمثيل وأيضا شاركت بفيلم "الأمل المخبأ" الذي يتكلم عن وجود الأمل دائما ويجب أن يبقى الأمل موجود في مكان ما، وعن التجربة بهذه الأفلام تقول صفاء: كانت التجربة جميلة تعلمنا منها وأحسسنا بالمتعة والفرح.
هذه الأفلام عبارة عن أفكار طرحت بشكل رائع من شباب في مقتبل العمر فما بالكم ما سينتج هؤلاء الشباب مع مرور الوقت ومع اكتساب الخبرات، هذه الأفلام إنتاج شبابي سوري تعود التميز في كل ما يصنعه، شباب يحاول منذ نشأته أن يحصل على فرصته في الحياة ويصنع مستقبل متألق.