خاص دام برس
رد الداعية الإسلامي عبد الرحمن علي ضلع وبعض علماء الشريعة في سورية يردون على بيان علماء حلب الوهمي، والبيان الصادر عن 107 علماء من دعاة الفتنة، وفتوى محمد حسان، وعائض القرني والتي اعتبر فيها القرني أن قتل الرئيس السوري بشار الأسد أوجب من قتل الإسرائيليين
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى، وعلى آله وصحبه أولى النهى، ومن اقتدى بهم كفى.
أما بعد: فقد اطلعنا على موضوع خطير نشره موقع شبكة نور الإسلام تحت عنوان : «بيان من علماء حلب ودعاتها عن الوضع السوري»، والبيان الذي وقع عليه 107 علماء من دعاة الفتنة، وبعد ذلك الفتوى التي أتت على لسان الواعظ عائض القرني ومحمد حسان المصري والتي أفتيا بها بقتل الرئيس السوري بشار الأسد وأعوانه.
كل هذا دعانا للتمعن بهذا الكلام الداعي للاستهجان فعندما نرى مدى هذه الهجمة الشرسة والغير مسبوقة على أي دولة في العالم, هجمة قادتها أعتا قوى الشر والحقد, في محاولة لكسر سورية المقاومة المُدافعة عن شرف الأمة العربية التي تنتهك بمنتهى أشكال الانتهاك ولا نرى أي رد وفتاوى بحق من يهدرون دماء وشرف الأمة، كم كنا نتمنى أن تطال الفتاوى من دنس القرآن الكريم في أفغانستان, كم كنا نتمنى أن تطال الفتاوى من اقتحم المسجد الأقصى أولى القبلتين, كم كنا نتمنى لو كانت هذه الفتاوى تطال سبب البلاء في المنطقة والعالم المتمثل بالكيان الصهيوني.
وعليه فلا بد من تفنيد هذا البيان شرعًا ودينًا من مصادره الفقهية والحديثية:
قالوا: (إن ما قام به أبناء سورية من احتجاجات سلمية بدءًا من مدينة درعا، ثم ما تلاها من باقي مدن سورية كافة لهو عمل مشروع ومطلبٌ حقٌ، وهم إنما قاموا طلبًا لرفع الظلم، ورد الحقوق لأصحابها، وإنهاء الأثرة والاستبداد في إدارة البلاد وثرواتها، وإسقاط الربوبية التي اصطنعها حكام البلاد لأنفسهم فتسلطوا بها على عامة الناس).
قلنا: هذا ليس فقط بسورية، وإنما هو بجميع الدول بما فيها المملكة العربية السعودية، ودول الخليج، فالناظر إلى ولاة الأمور فيها يجد فيهم الأثرة والاستبداد في إدارة البلاد وثرواتها، وربوبية، لكن هناك قمع وقتل بدون إعلام وبدون رموز، وفي سورية فتنة وتزوير وتحريض كل مشبوه بزي لحية وغترة كرموز الفتنة، وإعلام كاذب يدير القتل في سورية، فشأن سورية هذا شأن جميع البلاد، فلا يحرض في مكان، ويحرم في مكان آخر. فأين أنتم يا من تُطلقون الفتاوى مما يجري في البحرين من دهس بالسيارات الأمنية وطرق التعذيب الوحشية. أين أنتم من الدم المسفوك في القطيف وأين عدسات الكاميرات الإعلامية.
قال مفتي المملكة العربية السعودية صالح آل الشيخ: «... فمسألة الوسائل في الدعوة ليست على الإطلاق ؛ بل لابد أن تكون الوسيلة مباحة ليست كل وسيلة يظنها العبد ناجحة أو تكون ناجحة بالفعل يجوز فعلها. مثال ذلك: المظاهرات مثلا إذا أتى طائفة كبيرة، وقالوا: إذا عملنا مظاهرة فإن هذا يسبب الضغط على الوالي، وبالتالي يصلح وإصلاحه مطلوب، والوسيلة تبرر الغاية، نقول: هذا باطل لأن الوسيلة في أصلها محرمة، فهذه الوسيلة وإن أوصلت إلى المصلحة لكنها في أصلها محرم».
وأما باقي البيان الذي يدعو إلى العصيان المدني ودعم العصابات الممولة التي سميت بالحر.
فردي عليه بما هو مدون في كتب الفقه التي عميت أبصار هؤلاء عنه (موجبات عزل الحاكم) وإيجازها بما يلي: الكفر، الفسق والظلم وترك الصلاة، ونقض الكفاءة النفسية والجسدية، وترك الشورى ... وليست جميعها موضع اتفاق.
وقد احتج البيان الصادر من علماء حلب من دعاة الفتنة
* بحديث النبي ﷺ: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر» رواه أبو داود ، وابن ماجه عن أبى سعيد و أحمد ، وابن ماجه وغيرهم. وبحديث رسول الله ﷺ: «إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تــُودِّع منهم» رواه الحاكم، وقال عنه: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.
قلنا: هذا احتجاج بغير موضعه بدليل ما قاله حافظ الأمة ابن حجر في «فتح الباري» (13/53): «يجب إنكار المنكر لكن شرطه أن لا يلحق المنكر بلاء لا قبل له به من قتل ونحوه، وقال آخرون: ينكر بقلبه لحديث أم سلمة مرفوعًا: «يستعمل عليكم أمراء بعدي فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ..الحديث. قال: والصواب اعتبار الشرط المذكور، ويدل عليه حديث: «لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه» ثم فسره بأن يتعرض من البلاء لما لا يطيق».
وإن سورية اليوم تشهد جرائم قتل وسلب وخطف شخصيات وحرق وتدمير المؤسسات وهذا ذل الفتوى التي تدعو إلى الفوضى والعصيان، ولكأن الله قد أعمى أبصار دعاة الفتنة عن الأحاديث التي تبين موقف المسلم في الفتن منها: «إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فِي الْأَرْضِ أَنْزَلَ الله بِأَهْلِ الْأَرْضِ بَأْسَهُ» أخرجه أحمد رقم (24133) عن أم المؤمنين عائشة.
ومنها حديث أبي موسى الأشعري، أَنَّ رَسُولَ الله ﷺ قَالَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ». قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ». قَالُوا: أَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ، إِنَّا لَنَقْتُلُ كُلَّ عَامٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا، قَالَ: «إِنَّهُ لَيْسَ بِقَتْلِكُمُ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلُ بَعْضِكُمْ بَعْضًا»، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «إِنَّهُ لَتُنْزَعُ عُقُولُ أَهْلِ ذَلِكَ الزَّمَانِ، وَيُخَلَّفُ لَهُ هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ، يَحْسِبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ، وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ» قَالَ عَفَّانُ: فِي حَدِيثِهِ قَالَ أَبُو مُوسَى: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَخْرَجًا، إِنْ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا لَمْ نُصِبْ مِنْهَا دَمًا وَلَا مَالًا». أخرجه أحمد رقم (19492) وهو حديث صحيح.
وقال ابن أبي العز الحنفي في «شرح العقيدة الطحاوية» (2/543): «وَأَمَّا لُزُومُ طَاعَتِهِمْ وَإِنْ جَارُوا، فَلِأَنَّهُ يَتَرَتَّبُ عَلَى الخُرُوجِ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِنَ المَفَاسِدِ أَضْعَافُ مَا يَحْصُلُ مِنْ جَوْرِهِمْ، بَلْ فِي الصَّبْرِ عَلَى جَوْرِهِمْ تَكْفِيرُ السَّيِّئَاتِ وَمُضَاعَفَةُ الْأُجُورِ، فَإِنَّ الله تَعَالَى مَا سَلَّطَهُمْ عَلَيْنَا إِلَّا لِفَسَادِ أَعْمَالِنَا، وَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، فَعَلَيْنَا الِاجْتِهَادُ فِي الِاسْتِغْفَارِ وَالتَّوْبَةِ وَإِصْلَاحِ الْعَمَلِ. قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) [الشورى: 30] . وَقَالَ تَعَالَى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: 165] وَقَالَ تَعَالَى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ الله وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] . وَقَالَ تَعَالَى: {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [الأنعام: 129] . فَإِذَا أَرَادَ الرَّعِيَّةُ أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ ظُلْمِ الأَمِيرِ الظَّالِمِ، فَلْيَتْرُكُوا الظُّلْمَ».
وأما عائض القرني صاحب مؤلفات منها: كتاب «لا تحزن». ومحمد حسان المصري المتلون بموقفه ما قبل أحداث مصر وما بعدها، فهذه الفتوى التي صدرت منهما بحق رئيس الجمهورية العربية السورية الدكتور بشار الأسد وأعوانه تعتبر جرأة منهما وجهل بالفقه وأصوله ومن يفتي بالقتل جاهل بالشريعة، قال صلى الله عليه وآله وأصحابه:«لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» رواه الترمذي بسند حسن.
وأُضيف القول لهم بأن إصدار فتاوى تصب بإطار إراقة دماء المسلمين ودعوتهم للتشاحن والتباغض لا تصدر عن مفتٍ، بل عن مفتن. وتصريحات رجل الدين السعودي عائض القرني التي اعتبر فيها أن قتل الرئيس السوري بشار الأسد أوجب من قتل الإسرائيليين. هذا ليس الإسلام، بل الإسلام براء من هذه الفتوة المزيفة كبراء الذئب من دم ابن يعقوب. بل هذه سياسة أُلبست زوراً لباس الإسلام، ومثل هؤلاء هم أبواق لإسلام نفطي خليجي لا يعرف إلا أميركا والمناصب والكراسي، وهدف هؤلاء لتخريب الأمة العربية والإسلامية على حساب أميركا وأعوانه.ونقول مثل هؤلاء حسبكم إن كنتم تؤمنون بالله أن تراقبوا ضمائركم كما يراقب الملحدون ضمائرهم. وأمثال هؤلاء من " مشايخ الفتنة " لا يُصرف في الشارع السوري.. فهؤلاء ليس لهم خبز في بلادنا، إلا أننا لا يمكننا تجاهل أن هناك من ضعاف النفوس من يستفيدون من هذه المواقف الشيطانية.. هم لا يتأثرون بها، بل يستغلونها ويستفيدون منها لأهداف شيطانية يعملون على تنفيذها، ويتناسون أن الله عز وجل حذر المؤمنين عن الفتنة فقال :﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾[2/البقرة/217]
ثم إننا نُعيد ونسأل هؤلاء نفس السؤال عن موقفهم تجاه ما جرى في وسط أفغانستان بقاعدة "باغرام الأمريكية" التي وافق قائدها على إحراق نسخ من القرآن، ومما وقع في معتقل "غوانتنامو"، وفي أبي غريب بالعراق من تمزيق للمصحف والتبول عليه وإلقائه ضمن القاذورات، ومن إعلان القس الأمريكي تيري جونز عام 2010 ودعوته إلى حرق المصحف؟ أين موقفكم, أين الفتاوى الصادحة المحرقة المدمرة!
أين موقفكم من أحداث اليمن؟ لماذا لم تصدروا فتوى بإراقة دم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي حول الرياض عاصمة لنشاطاته ضد شعبه؟
وأين موقفكم الرادع للظلم السعودي والخليجي الذي عاقب الشعب اليمني اقتصادياً .. حتى أوقعه في الحرج الشديد .. عساه في النهاية يرضخ لرغبات وأهواء وشروط حليفهم صالح؟!.
لماذا لم تصدر فتوى بهدر دم "أوباما" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية؟
أين موقفكم من اقتحام الصهاينة مؤخرًا للمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين؟
لماذا لم تصدر فتوى بالخروج على حكام دول الخليج الذين كفرهم محمد ابن عثيمين وإن صاموا وصلوا؟
لماذا لم تصدر فتوى بقتل رموز تنظيم القاعدة من أمثال أيمن الظواهري وأعوانه؟ أليس هذا دليلاً على مدى ارتباطكم بفكر القاعدة التكفيري؟ أوليس دليلاً على دعمكم له وتصرفاته؟
يا هؤلاء: هل سألتم أنفسكم وأنتم تقفون أمام ضمائركم (إن كان لديكم ضمائر تعمل ومشاعر تحس). هل سألتم أنفسكم أي كوارث ستترتب على ما قدمتم من مبررات للقتل والتنكيل، وتسليح المعارضة، والعصيان المدني، وشق عصى الطاعة، وتصفية الخصوم السياسيين.
إنهم شيوخ على حسب الطلب الفتوى تفصل عندهم على حسب الدفع بالدولار الأمريكي والدعم على حكام الخليج والمملكة السعودية، فإلى الله المشتكى.
راجع أيها القارئ الكريم الروابط التالية فهي تخبرك الحقيقة وتبين لك الأمور:
http://www.islaamlight.com/index.php?option=content&task=view&id=22773&Itemid=33 بيان من علماء حلب ودعاتها عن الوضع السوري
http://www.islaamlight.com/index.php?option=content&task=view&id=22771&Itemid=33 107 من علماء الأمة يصدرون بيانا وفتوى بشأن أحداث سوريا
http://www.youtube.com/watch?v=ayjVTXvJLX4&feature=related ابن عثيمين يكفر حكام العرب وإن صاموا وصلوا
http://www.mahaja.com/showthread.php?12569 رابط فتوى مفتي المملكة العربية السعودية صالح آل الشيخ بحرمة المظاهرات
http://www.mahaja.com/showthread.php?12861 انظر على هذا الرابط فتاوى شيوخ السعودية بحرمة المظاهرات
http://www.youtube.com/watch?v=IoO_DNcvDg8 الثورة المصرية فضحت نفاق محمد حسان وكذبت كلامه
http://www.youtube.com/watch?v=MNHc0Sv08C8 شاهد نفاق محمد حسان أثناء الثورة المصرية ونعته للثوار بالخونة