دام برس
اختتم مجلس الأمن الدولي في وقت من مساء أمس ( فجر اليوم ) جلسته المخصصة حول سوريا. وكانت الجلسة استهلت بكلمة للقطري حمد الصغير أن الجامعة العربية أكدت على ضرورة وقف العنف والتخلي عن المعالجة الأمنية في سوريا، موضحا أنه تم تشكيل لجنة للاتصال بالنظام السوري وللتواصل مع المعارضة السورية.
وأضاف الصغيرأن الحكومة السورية لم تلتزم بتنفيذ تعهداتها في المبادرة العربية، وبلغ القمع في سوريا حدودا لا يمكن تصورها دفعت الأمم المتحدة إلى التوقف عن إحصاء الضحايا.
وطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته ودعم المبادرة العربية بشأن سوريا دون المطالبة بتدخل عسكري، كما طالب بضغوط اقتصادية على سوريا للاستجابة لمطالب شعبها.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن مجلس الأمن يجتمع في وقت تتفاقم فيه الأوضاع في سوريا ويتطلب تضافر الجهود الدولية، وأن الحكومة السورية لجأت بوضوح إلى تصعيد الخيار الأمني بما يخالف خطة العمل العربية، مطالبا مجلس الأمن بالتوجه إلى جميع الأطراف في سوريا لوقف العنف ودعم المبادرة العربية، ومؤكدا على أن الهدف الأساسي للتحرك العربي هو وقف العنف تجاه المدنيين والتأكيد على التداول السلمي للسلطة، مع تجنب أي تدخل خارجي في سوريا خصوصا التدخل العسكري.
وأضاف العربي، نريد من مجلس الأمن دعم المبادرة العربية وألا يحل محل الجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا، موضحا أن خطة الطريق لا يمكن تأويلها ولا تتضمن دعوة الأسد للتخلي عن منصبه، وأن الجامعة تتطلع إلى قرار من مجلس الأمن يطالب جميع الأطراف في سوريا بوقف العنف.
من جهته، حمل مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري دولا عربية مسؤولية العنف في سوريا، متهما إياها بتمويل تهريب السلاح إليها، كما توجه إلى قناتي "الجزيرة" و"العربية" للتوقف عن التهييج الإعلامي.
وقال الجعفري، أن سوريا تمر بتحديات فاصلة في تاريخها تدمي قلوب كل السوريين وتفرض عليهم أن يختاروا سبيل الحكمة، فالشعب السوري كان قادرا على حل أزماته بنفسه ولم يقبل بأي تدخل خارجي، موضحا أن أمام السوريين الآن فرصة للقيام بحوار وطني وإصلاحات.
وتمنى الجعفري لو كان الحضور العربي في مجلس الأمن لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، مستغربا لجوء بعض الدول العربية لمجلس الأمن للاستقواء على سوريا التي لطالما دعمت القضايا العربية.
وأضاف الجعفري أن الصحافي الفرنسي جيل جاكييه قد قتل في سوريا بسبب قذائف المعارضة، وأن لجوء الجامعة العربية لمجلس الأمن هدفه التغطية على نجاح مهمة المراقبين.
كما أكد على أن سوريا ترفض أي قرار خارج عن خطة العمل العربية والبروتوكول الموقع مع الجامعة، مضيفا أن المبادرة التي تبنتها الجامعة العربية بشأن سوريا هي انتهاك لميثاق الجامعة، وداعيا كل من يساهم بتأجيج الأزمة السورية عربيا أو غير عربي لمراجعة سياساته ودعم الإصلاح.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أن الجامعة العربية قامت بدور ريادي في الأزمة السورية على مدى أشهر، والنظام السوري مستمر في قتل واعتقال المتظاهرين، والعنف في سوريا في ازدياد، مضيفة أن الأسد ورفاقه يعملون بجدية من أجل إثارة النزعات الطائفية في سوريا، إذ أن ما يقوم به الأسد قد يؤدي إلى حرب أهلية في سوريا.
وأضافت كلينتون أن النظام السوري لم يحترم تعهداته ولا مهمة المراقبين واستخدم العنف المفرط، لذا لجأت الجامعة العربية إلى مجلس الأمن لأنها تسعى لدعم دولي لحل سلمي للأزمة في سوريا.
وتوجهت كلينتون إلى الحكومة السورية بضرورة وقف العنف فورا وإعادة الجيش لثكناته وإطلاق سراح المعتقلين، موضحة أنه لا يمكن تشبيه سوريا بسيناريو ليبيا هذا قياس خاطئ وسوريا لها وضعيتها الخاصة.
من جهته، حث وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه مجلس الأمن ليهب لمساعدة الشعب السوري، موضحا أن فرنسا تؤيد مشروع القرار بشأن سوريا تأييدا كاملا، ومؤكدا أن
الوضع الإنساني في سوريا وصل إلى حد مروع مما يضع المسؤولية على عاتق مجلس الأمن.
كما أكد جوبيه على أن مشروع القرار المقترح لا يتضمن أية دعوة للتدخل العسكري في سوريا، وليس هناك أية نية لفرض أي حل على النظام السوري من الخارج.
أما وزير الخارجية البريطانية ويليام هيغ، فقد أكد على أن الغرب لا يفرض رؤيته على سوريا والعالم العربي هو الذي يطلب دعم مجلس الأمن، موضحا أنه ليست هناك دعوة لأي تدخل عسكري أو خارجي في سوريا، إذ أن التدخل العسكري لن يكون ردا ملائما على الوضع المعقد في سوريا.
من جهته، تمنى نائب وزير خارجية المغرب يوسف عمراني أن تؤدي المفاوضات حول المشروع المغربي إلى التوصل إلى حل سياسي في سوريا وحقن لدماء الشعب السوري.
أما وزير الدولة الألماني للشؤون الخارجية مايكل لنك، فقد أبدى دعم بلاده بالكامل للخطة العربية.
من جهته، قال المندوب الروسي في مجلس الأمن فيتالي تشوركين، أن روسيا مقتنعة بأن دور المجتمع الدولي يجب أن لا يكون بالعقوبات الاقتصادية والتدخل العسكري بل بالإصلاحات والحوار والحل السياسي، مضيفا أنه في عدد من الأحياء السورية هناك عناصر مسلحة تقتل المدنيين وقوات الأمن.
وأضاف تشوركين أن روسيا ما زالت تتعاون مع الجامعة العربية وتدعو كل الأطراف من الحكومة والمعارضة للقدوم إلى روسيا دون شروط للخوض في حوار من شأنه الوصول إلى
حل سلمي، موضحا أن روسيا أخذت بالاعتبار مسودة القرار المقترح من المغرب، إلا أنها لن تدعم أي قرار فيه عقوبات أو تأجيج للصراع أو مبرر لاستخدام القوة.
أما مندوب الصين في مجلس الأمن لي باو دانغ، فقد قال بأن الصين تؤمن بأن سوريا وشعبها قادرون على حل هذه الأزمة، آملا بأن يكون هناك تسوية ملائمة للأزمة السورية في إطار الجامعة العربية.
وأضاف دانغ أن العقوبات بدون حل للقضية لا تؤدي إلا للمزيد من التعقيدات في الأوضاع، وأن الصين ضد الدفع بالقوة للتغيير، موضحا أن الصين تدعم المبادرة الروسية كاملة وتأخذ بعين الاعتبار المشروع المغربي.
وافادت الانباء ان النقاش ما زال مستمراً حول مشروعي القرارين المغربي والروسي من أجل تعديلهما والتوصل الى نص مشترك، وهو ما يمكن ان يستغرق الايام القليلة المقبلة، لكنه لن يسفر عن أي نتيجة سوى الذهاب الى التصويت عليهما واستخدام الفيتو من قبل الدول الخمس الدائمة العضوية.