دام برس-فرح العمار :
أقامت مؤسسة القدس الدولية ( سورية ) بالتعاون مع اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ، وفصائل المقاومة الفلسطينية في دمشق ندوة يوم القدس الثقافي، وذلك لعنوان : ( القضية الفلسطينية في مشهدها الراهن ).
ألقى المحاضرة الأستاذ فهد سليمان نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وذلك في المركز الثقافي العربي ( أبو رمانة ).
وفي تصريح لدام برس قال الأستاذ فهد سليمان:" نحن أمام ظرف فلسطيني شديد الحساسية والدقة حيث ثمت مشهد فلسطيني يحتاج إلى متابعة ندققة إنطلاقاً من أوضاعه الداخلية من جهة فضلاً عن تفاعلاته مع المحيط الإقليمي والتطورات الأقليمية والسياسة الدولية، نلاحظ أن السياسة الدولية الآن لاسيما بعد مجيء الإدارة الأمريكية ورغم كل الوعود التي تُغدق والتصريحات الإيجابية التي تحاول أن تخلق إنطباع بأن الموضوع الفلسطيني سيكون مدرجاً على جدول أعمال الإدارة الأمريكية الجديدة رغم كل ذلك نحن لانعتقد أن هنالك سيكون تطور جدي ونوعي ينطلق من إعادة نظر بالسياسة الأمريكية لجهة الاستجابة الأفضل لمتطلبات النضال الوطني الفلسطيني والحقوق الوطنية لشعب فلسطين".

وأضاف الأستاذ فهد:" نحن أمام إدارة أمريكية ليس بالضرورة أن تكرر السياسات التي سبقتها لكنها بكل تأكيد لن تتقدم باتجاه التقاطع مع المطالب الوطنية الفلسطينية ونحن من جهة أخرى أمام وضع إقليمي جديد الحساسية من بين سماته الرئيسية هي مايسمى بمسار التطبيع والذي هو تعبير محايد وربما إيجابي، المضمون هو إستتباع الأنظمة العربية أمنياً واقتصادياً للمشروع الأمريكي الاسرائيلي".
وأشار في حديثه إلى أن:" المشهد الفلسطيني محكوم بثنائية متناقضة بين نظام سياسي قائم من جهة محكوم باعتبارات معينة لاسيما ماله علاقة بالتزامات وإملاءات أوسلو ومابين حركة جماهيرية تواقة للإنعتاق من كل هذا".
وأكد فهد سليمان أن:" قدرة النظام السياسي الفلسطيني للخروج من هذا المأزق وحل هذا التناقض على قاعدة تستجيب لمتطلبات العمل الوطني الفلسطيني قدرة محدودة جداً بدليل مايدور اليوم بالأوساط التي تقترب من مركز القرار الفلسطيني حول موضوع إجماع فلسطيني يفترض أن تنعقد في ظله مايسمى بالإنتخابات الفلسطينية التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ونقوص أو تراجت القيادة عن كل هذا إنما يؤشر بشكل واضح إلى عمق الأزمة التي تتخبط بها هذه القيادة".

بدوره الدكتور خلف المفتاح المدير العام لمؤسسة القدس الدولية-سورية أوضح في تصريح له أن:" أهمية المحاضرة تأتي من المصادفة مع وجود الإنتفاضة الفلسطينية حالياً والتي تدل على أن الشعب الفلسطيني لم يفقد الأمل بالتحرير وأنه قادر على أن يواجه قوات الإحتلال الصهيوني وبشكل غير مسبوق، ولم تكن هذه الإنتفاضة فقط في القدس وإنما لاحظنا أن كل المناطق الفلسطينية والضفة الغربية والأراضي المحتلة عام ١٩٤٨ وغزة كلها توحدت تحت هذه الإنتفاضة، ما يعني أن الشعب الفلسطيني يتفق على المواقف الوطنية وهذا مهم ويجب أن ينعكس على المستوى السياسي بمعنى أن تتوافق الفصائل الفلسطينية من أن تكون على صوت وموقف واحد بإتجاه التحرير والعودة وبإتجاه ثوابت الشعب الفلسطيني وعلى قناعة أنه لا خيار مع العدو الصهيوني إلا المواجهة الشعبية والمقاومة المسلحة لأن الخيارات الأخرى ولا سيما السياسي ثبت فشله وأنه يعطي للعدو مهل زمنية بحيث أنه يكرس التهويد ويمارس سياساته العدوانية، واليون الشعب الفلسطيني يعد البوصلة بأنه الفاعل الأساسي للأحداث وبالتالي أي حديث عن التطبيع أو صفقة القرن أصبح من المنسيات بدليل أن المبادرة والقول الفصل هو للشعب الفلسطيني".

وأضاف خلف المفتاح:" نحن متفائلين جداً بالمشهد الأخير على الأرض الفلسطينية وركزت محاضرتنا اليوم على هذا المشهد الفلسطيني في ظل المشهد الإقليمي وإلى أي مدى هناك ترابط بين الداخل والخارج وبين المحيط الفلسطيني والمحيط العربي والدولي وبالتالي إلى أي مدى يشكل توازن القوى والاساس في اى شارع الفلسطيني عامل حاسم في الشعور بالإنتصار.