دام برس :
عززت روسيا من تواجدها العسكري في منطقة شرق الفرات في سورية، وشهدت الايام الماضية وصول عتاد عسكري وجنود عبر مطار القامشلي الذي تسيطر عليه القوات الروسية لتنقسم التعزيزات نحو نقاط ارتكاز عسكرية روسية بين منطقة تل تمر في ريف الحسكة وعين عيسى في ريف الرقة.
ومن غير الواضح حتى الان الاسباب التي دفعت موسكو الى تحصين وجودها العسكري في منطقة شرق الفرات. الا ان المنطقة تشهد منذ فترة صراع نفوذ بين قوى متعددة، بينها الخصم الامريكي لروسيا، والشريك والخصم في ان معا تركيا، بالاضافة الى الحلفاء الجيش السوري والقوات الرديفة.
ومع التصعيد غير المسبوق الذي تمارسه قوات سوريا الديمقراطية ” قسد” وعمادها الكرد ضد الجيش السوري وتمثل في حصار كامل لكافة الاحياء التي تسيطر عليها الحكومة السورية في الحسكة والقامشلي ومنع ادخال المواد الاساسية للاحياء.
واطلاق قادة “قسد” تهديدات بحملة عسكرية ضد الجيش السوري مطالبين بخروج الجيش السوري بشكل كامل من محتفظة الحسكة، في تحد علني ينذر بموجة من المعارك، وقد يكون الروس قد عمدوا الى تحصين نقاط المراقبة الخاصة بهم داخل مناطق ” قسد” المدعومة من القوات الامريكية تحسبا من اندلاع القتال. وفشلت كل الوساطات الروسية لابرام تفاهم بين الجيش السوري وقادة قسد في المنطقة.
وعلى اثر ذلك عزز الجيش السوري قواته في قاعدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي تحسبا لاندلاع المعارك.
وافاد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل في تصريحات لصحيفة “الوطن” السورية إن “مدينة الحسكة تتعرض منذ عدة أيام لحصار من قبل الميليشيات التابعة للمحتل، وهذا الحصار يمنع عن المواطنين دخول المواد الغذائية وحتى مياه صهاريج الهلال الأحمر والطحين”.
وأضاف أنّ الهدف من هذا الحصار “الحصول على مكاسب في مناطق أخرى”، مشيراً إلى مطالب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بفك الحصار عن “تل رفعت” وأحياء في مدينة حلب تخضع لسيطرتها. واعتبر “خليل” أنّ مطالب “قسد” خارجة عن القانون، لأن تلك المناطق تخضع للقانون السوري.
واكد المحافظ أنه في حال لم تستجب “قسد” ولم “تأت إلى جادة الصواب”،، فسيكون الجيش جاهزا، على الرغم من عدم وجود رغبة لدى الحكومة السورية بالوصول إلى نقطة الصدام واللاعودة: “ واضاف ” لا نرغب بأن يكون هناك صدام، ولكن إن حصل فسيكون هناك بالتأكيد دفاع شرس، وأبطال الجيش موجودون وجاهزون، ولا نأمل ولا نرغب بإراقة دماء السوريين على الأرض السورية أبداً”
وترجح مصادر سورية ان يكون التصعيد من جانب القوات الكردية المدعومة من واشنطن ياتي على خلفية وصول ادارة جديدة الى البيت الابيض. ومحاولة قادة “قسد ” التقاط ايحاءات واردة من بعض الشخصيات في الادارة الامريكية الجديدة، للفت النظر الى اهمية وجودهم في منطقة شرق الفرات، وتعزيز وجودهم كورقة رابحة في السياسيات الامريكية حيال الملف السوري.